حين تنظر إلى السماء هذه الليلة فعليك أن تلاحظ شيئاً مختلفاً؛ فلأول مرة منذ عام 1992 سيطل علينا "الحضيض القمري"، وهو الوقت الذي يكون فيه القمر أقرب ما يمكن من الأرض أثناء دورانه الشهري في مداره البيضاوي حولها، وهي ظاهرة طبيعية تتكرّر كثيراً. ونشرت صحيفة "ميل أون صنداي" البريطانية مجموعة من الصور للحضيض القمري في مواقع مختلفة ومتميزة حول العالم، منها الحضيض القمري بجوار برج سان مايكل على تل "جلاستونبيري" بإنجلترا، ومشهده وهو يتوسط ناطحات السحاب بمدينة "نيويورك"، وصورة أخرى وهو يطل على برج الإذاعة والتليفزيون ببرلين في ألمانيا، إلى جانب القمر على شاطئ "سيسكس" بإنجلترا، وآخر فوق مانيلا عاصمة الفلبين، ومرة فوق لندن. ونقلت صحيفة "الدستور" عن المنسق الإعلامي عضو اللجنة الإعلامية للمشروع الإسلامي لرصد الأهلة "مارا" الأردني غسان محمد الرفاتي قوله: "لفهم فكرة ظاهرة الحضيض يجب علينا أن نتذكر أن متوسّط بُعد القمر عن الأرض هو 384000 كم، فيما يبلغ متوسّط بُعده وهو في الأوج (أبعد نقطة) 406610 كم، أما في أقرب نقطة (الحضيض) فيكون على بُعد 365000 كم، في حين أن القمر خلال الحضيض الحالي يبعد عن الأرض نحو 356501 كم، وسيبدو لامعاً بنسبة أكبر من التي اعتدنا أن نشاهده بها؛ حيث تزيد نسبة اللمعان بمقدار 30%، فيما سيبدو أنه أكبر مما نشاهده عادة بنسبة 14%. وقد رفض الرفاتي محاولة البعض الربط هذا العام بين الحضيض القمري وزلزال وتسونامي اليابان، قائلاً: إن زلزال اليابان قد حدث قبل أسبوع كامل من الحضيض القمريّ، وفي تراثنا الإسلاميّ ما يوجّهنا لضرورة التعقّل وعدم التسرّع في ربط الأحداث ببعضها.