قرَّرت الحكومة اليابانية توسيع نطاق منطقة العزل التي أعلنتها؛ لتصبح 20 كيلومتراً بعد أن كانت عشرة في محيط مجمع فوكوشيما النووي المُتضرِّر، بعد الكشف عن وقوع انفجار واحتمال انصهار وتسرُّب فيه. إلا أن مراسل بي بي سي مُنِع من الوصول إلى حدود منطقة العزل من قِبَل الشرطة التي وضعت حواجز؛ لقطع الطرق المؤدية إلى المجمع، ولكن على بعد ستين كيلومتراً منه، وقيل له: إن الاقتراب أكثر ينطوي على مخاطر. وكان انفجار قد وقع في المجمع، الذي كان تعرَّض لأضرار بفعل الزلزال المُدمِّر الذي وقع الجمعة، وهو الأقوى في تاريخ البلاد الحديث، وما تلاه من موجات تسونامي قوية. وقد ارتفعت سحابة من الدخان فوق مجمع فوكوشيما النووي؛ لإنتاج الطاقة الكهربائية، وأشارت الأنباء إلى إصابة عدد من العمال. ويخشى المسؤولون اليابانيون وقوع انصهار في أحد المفاعلات النووية في المجمع، بعد تقارير عن حدوث تسرُّب إشعاعي. وقد بدأت عملية إغاثة وإنقاذ ضخمة عقب الزلزال الذي بلغت قوته 8,9 درجة/ ريختر، وما تلاه من موجات تسونامي عالية تسبَّبت في موت أكثر 600 شخص. وما زال المئات في عداد المفقودين، ويُخشَى أن يرتفع عدد القتلى إلى ما يزيد على 1300 شخص. وقد أعلن رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان حالة الطوارئ في منطقة المفاعلين الأول والثاني في المجمع النووي، فيما يعمل المهندسون على تأكيد ما إذا تعرَّض أحدها إلى الانصهار أم لا. وهذا إجراء تلقائي يُتخذ في المفاعلات النووية عند إغلاقها في حال حدوث زلزال، لتوفير الفرص للمسؤولين؛ للتحرُّك بسرعة؛ لإنقاذ الموقف ومعالجة الخلل. وقد بثَّت شبكة "إن إتش كي" التلفزيونية صوراً لما قبل وما بعد الحادث لمجمع فوكوشيما، حيث أظهرت انهيار الهيكل الخارجي لأحد البنايات الأربع المكوَّنة للمجمع. وكانت أنظمة التبريد داخل عدة مفاعلات قد توقَّفت في أعقاب تعرُّض المنطقة إلى آثار الزلزال القوي. وقالت الوكالة اليابانية للطاقة الذرية السبت: إن تمَّ تشخيص تسرُّب إشعاعي قرب أحد مفاعلات المصنع الأول في مجمع فوكوشيما. وتقول الوكالة: إن هذا يعني أن الحاويات التي تحتوي على وقود اليورانيوم داخل المفاعل بدأت في الانصهار بالفعل. وقد تمَّ تسريب مقصود للهواء من مفاعلات عدة في المصنعين؛ بهدف التخفيف من الضغط الكبير الذي يتزايد داخل المجمع. وقال رئيس الوزراء الياباني: "إن كمية الإشعاع المتسرِّب "ضئيلة". وقد أجلى الآلاف من سكان المنطقة المحيطة والقريبة من المجمع النووي. وأوضح محللِّون أن الانصهار لا يعني الضرورة وقوع كارثة كبيرة؛ لأن المفاعلات التي تعمل بنظام الماء الخفيف لن تنفجر حتى إذا ارتفعت حرارتها أكثر من المعتاد. يُشار إلى أن زلزال الجمعة البحري وقع على بعد 400 كيلومتر إلى الشمال الشرقي من طوكيو، والذي كان على عمق 24 كم في مياه المحيط. ويقول العلماء: إن هذا الزلزال أقوى بثمانية آلاف مرة من ذلك الذي ضرب منطقة كرايستشيرتش نيوزيلندا الشهر الماضي.