عدَّ نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور محمد الخزيم، الاختطاف نوعاً من الإرهاب، وتعدياً على حرية الإنسان، وهو ما يتعارض مع مبادئ الإسلام وحقوق الإنسان، مشيراً إلى أن هذه الأعمال الدنيئة يجب إخضاعها لحكم الشرع الحنيف. وحول جريمة اختطاف نائب القنصل السعودي في عدن عبد الله الخالدي، قال إن المملكة العربية السعودية لا تتعامل مع «الفئة الضالة» أو مَن يمثلها، بأي شكل خصوصاً أنها وقفت ضدهم بعد استهدافهم المملكة وشعبها، وسعت إلى تجفيف منابع تمويلهم، كما ترفض الابتزاز والمساومة على أمنها وأمن مواطنيها، ولا يوجد خيارٌ آخر للفئة الضالة إلا العودة إلى الطريق السليم والمنهج القويم الذي قرّره الإسلام منذ أكثر من ألف وأربعمئة عام، مستشهداً بقوله عز وجل (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) المائدة: آية32.
وأضاف أن الإسلام يرفض الإرهاب بكل صوره وأشكاله رفضاً قاطعاً لأنه عدوان، والله لا يحب المعتدين، ومن فضل الله - عزّ وجلّ - وعونه أن المملكة استطاعت خلال الفترة الماضية إدارة أزمة الإرهاب في معالجة مثل هذه المواقف بحزم ولن تخضع لابتزاز أي تنظيم أو جماعة إرهابية ممن يدّعون تطبيقهم شرع الله وهم يمارسون أبشع الجرائم بحق المجتمع وبحق الوطن ابتداءً من جرائم القتل إلى زرع الفتنة والكراهية، ومن المسلَّم به في مبادئ القانون الدولي أن التعامل مع أي تنظيم أو جماعة من قِبل دولة معينة يعطى لها الصفة الشرعية والصبغة الاعترافية بوجودها، وهذا ما ترفضه المملكة في قبول التعامل مع الإرهابيين، فنهج المملكة واضحٌ في الضرب بيدٍٍ من حديدٍ على كل مَن يروّع أمن الآمنين دون الدخول بدايةَ في تعامل يضفي لهم شرعية الوجود الدولي.
وبيّن أن المملكة العربية السعودية تطبق أحكام الشرع الحنيف في جميع القضايا الجنائية ومنها قضايا الإرهاب، والاختطاف نوعٌ من الإرهاب، بل تعدٍ على حرية الإنسان وهو ما يتعارض مع مبادئ الإسلام وحقوق الإنسان، مشيراً إلى أن هذه الأعمال الدنيئة يجب إخضاعها لحكم الشرع الحنيف.
وأكد أن مطالب الخاطفين بإطلاق سراح السجناء أمرٌ غير مستغرب منهم لإدراكنا أن فهمهم في الأعراف والأحكام الدولية محدود، إن لم يكن معدوماً، فالسجناء يخضعون لأحكام قضائية صدرت بحقهم، كما حرّم الإسلام دم المسلم وعرضه وماله، فلا يجوز التعدي على المسلم ولا غيره في بلاد المسلمين لأنها دماء معصومة، فكيف بمَن يريد المتاجرة والمساومة في دم مسلم معصوم الدم والنفس ويروّع أهله، فالإسلام عظّم حرمة دم المسلم (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه).
وأشار إلى أن كل مَن أعان على انتهاك حرمة المسلم أو دمه فيشمله النهي والتحريم الوارد في النصوص الشرعية بل يجب عدم إعانة من أراد ضرا بمسلم معصوم الدم، وإن اختطاف رجل مسلم وفي بلد مسلم وإخافته وترويع أهله وشعبه أمرٌ مرفوضٌ شرعا وعقلاً، لا يتجرّأ على ذلك إلا مَن انحرف عن الطريق السوي وابتعد عن الاتباع للدين الإسلامي وأحكامه واتبع باطله، وقد قرر الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - في خطبة الوداع (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا).
ودعا نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام، الله، أن يحفظ أمن هذه البلاد ويديم عزها وأمنها في ظل القيادة الرشيدة والحكيمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده.