أظهر مقطع فيديو لشاب معاق، من نزلاء مركز التأهيل الشامل بمنطقة تبوك، آثار تعذيب وكدمات سوداء في ظَهْره وصدره وإحدى يَدَيْه "اليسرى"، فيما قال والده إن ابنه تعرَّض لتعذيب وتعنيف في مركز التأهيل الشامل بتبوك على أيدي مشرفي ومناوبي المركز، مناشداً وزير الشؤون الاجتماعية محاسبتهم، ورافعاً شكواه لأمير المنطقة للتحقيق في الحادثة. وقد بدأت تفاصيل القصة - كما رواها والد المعاق "علي محمد الشهري"، ل"سبق" - بعدما أُدخل ابنه "علي" مستشفى الملك خالد بتبوك، وتلقيه اتصالاً من المركز بضرورة حضوره إلى المستشفى بحجة سقوطه من سُلَّم داخل المركز، وبالفعل ذهب لرؤيته. وقال الوالد: "عندما شاهدته وجدته في وضع مُزْرٍ، وحالته النفسية سيئة جداً؛ فقمتُ بطلب ملف البيانات الشخصية الخاصة به بعدما حدَّثتُ جميع البيانات في وقت ماضٍ، وقد فوجئت بأن البيانات الموجودة بالملف ليست خاصة بي، ولا بابني، وإنما لشخص آخر كان قد زار "علي" في وقت سابق. وتابع الشهري: "نُقل ابني علي إلى مركز التأهيل الشامل، وكانت حالته النفسية سيئة بعدما تابعته شخصياً عن كثب، وقررتُ اصطحابه إلى منزلي، وخلعتُ ملابسه، ورأيتُ آثار ضرب وكدمات وهالات سوداء على إحدى يدَيْه وصدره وظَهْره، ومن ثم عدت إلى المركز بمعية ابني المعاق، وأبلغتُ المدير بما حصل". وواصل: "جرى تحرير محضر واقعة بذلك من قِبل المدير، والتعهد بعدم تكرار ذلك مستقبلاً، وتلقيتُ بعدها اتصالاً من قِبل أحد العاملين بالمركز يتوسل فيها إليّ، ويطلب الصفح عنه، شارحاً ظروفه العائلية الصعبة، ووضع والدته وأخواته المادي، مبينا أنه فُصل من عمله؛ فتنازلتُ عن الشكوى لوجه الله". وأضاف الشهري: "لكن التعذيب لم يتوقف؛ فقد أصبح التعنيف لابني مستمراً؛ ففي يوم 26/ 5 / 1433ه تلقيتُ اتصالاً به نوع من الاستفزاز من المركز بضرورة حضوري، يفيد بسوء حالة علي النفسية؛ فاصطحبت عائلتي للمركز لتبيُّن الأمر، ووجدت ابني المعاق في وضع مؤسف، وفي جيبه ورقة مكتوب فيها عبارات استفزازية. وعندما اصطحبته لغرفة جانبية (التفتيش) وجدت مرة أخرى آثار تعذيب وضرب وتعنيف". وواصل الوالد: "ناشدت المناوبين والمشرفين شرح الوضع، لكنهم لم يلقوا بالاً لي، بل كانت ردة فعلهم قاسية وشرسة، وخوفاً على عائلتي أخرجتهم من المركز؛ كيلا يحدث لهم مكروه؛ لكثرة المناوبين والمشرفين، وطلبت جوال مدير المركز، ولم أحصل عليه إلا بشق الأنفس، وهاتفته، وطلب مني مقابلته في المركز، وحصل بالفعل بوجود طبيب المركز والمناوبين وابني المعاق، وقال: لا يوجد في ابنك شيء مما تدعيه سوى احمرار بسيط". وأوضح الشهري أنه لجأ إلى المستشفى العسكري للكشف على ابنه، وأظهر التقرير الصادر منه ضرباً وكدمات سوداء في الظَّهْر والصدر واليدين، واستدعى الطبيب الشرطة العسكرية، وحرروا محضراً، تسلَّم الوالد نسخة منه مبدئياً، بعدها نُقل ابنه إلى مستشفى الملك فهد، وأُجريت له الفحوصات والإشاعات اللازمة، واتضح أن لديه كسراً في العمود الفقري، حسبما هو موضَّح في الأشعة، وكدمات في اليد اليسرى والصدر. "سبق" هاتفت مدير مركز التأهيل الشامل بتبوك، أسعد أبو هاشم، الذي قال: "فعلاً، محمد الشهري قبل أسبوعين، وتحديداً يوم الثلاثاء، زار ابنه المعاق الموجود بمركز التأهيل الشامل، وخلع ملابسه، ورأى احمراراً بسيطاً في ظهره، وهذا ما أكده طبيب المركز والأخصائي بعد اجتماعنا بوالد الطالب، لكنه لم يقتنع، وذهب للكشف عليه في مستشفيات عدة، التي أظهرت في تقاريرها أنه مصاب بكسر في العمود الفقري، وهذا ليس صحيحاً". وأضاف أبو هاشم: "أنا أخبرت محمد الشهري بتقديم استدعاء لديّ مكتوب بما أظهرته التقارير؛ حتى تتم محاسبة المتسببين، لكنه لم يحضر للمركز".