في حادثة جديدة من سلسلة العنف ضد المعاقين بمراكز التأهيل الشامل التابعة للشؤون الاجتماعية بالمملكة، اتهم مواطن في تبوك موظفي التأهيل الشامل بتعنيف ابنه المعاق، والتسبب في إصابته بكسور متفرقة في جسده، الأمر الذي واجهه مدير التأهيل الشامل بالنفي، مؤكداً أن الأب يبحث عن التعويض المادي، والذي سبق أن حصل عليه في حادثه سابقة. وذكر المواطن محمد علي الشهري أن ابنه المعاق "علي" البالغ من العمر 20عاماً تعرض لإصابات بالمركز لمرات عدة، كان آخرها قبل أسبوعين، حيث تعرض لكسر في فقرات الظهر والصدر، بالإضافة إلى كدمات واضحة في اليد، وذلك حسب التقرير الطبي الصادر من مستشفى الملك خالد بتبوك - حصلت "الوطن" على نسخة منه - يفيد بأن الابن يعاني من إصابات في الظهر وكسور. وأضاف أنه لم يجد أي تعاون من قبل موظفي المركز في كشف حقيقة الإصابات التي تعرض لها ابنه. واستعرض الشهري رسالة لابنه أثناء وجوده بالمركز مكتوب بها " أنا علي الشهري، أرغب بالاتصال على والدي" وحملت الرسالة الرد أيضاً من أحد الموظفين بالمركز نصه "الأخ علي الشهري، تم الاتصال على والدك ولكن لم نجد تجاوب، ولا يرغب في زيارتك، قام بالتذمر من كثرة الاتصال عليه هذا للعلم، الموظف المسؤول". واتهم الشهري المركز "باستفزازه" في كل مرة يزور فيها ابنه، موضحاً أن ابنه أمضى في مركز التأهيل الشامل بتبوك نحو 17 عاماً، لم يشتك فيها من أي مشكلة أو مضاعفات إلا في السنتين الأخيرتين، مبيناً أن ابنه يعاني من تخلف عقلي "متوسط الشدة" بحسب تقارير مستشفى الصحة النفسية بأبها، ومستشفى القوات المسلحة بمنطقة تبوك. وبيّن أن القضية حالياً منظورة لدى شرطة "العزيزية" بالمنطقة، وهي تنتظر التقارير من مستشفى الملك خالد المدني بخطاب رسمي، مطالباً بتحويل ابنه لمستشفى القوات المسلحة، وتشكيل لجنة طبية "محايدة" لتقصي حقيقة ما حدث، ومحاسبة المقصرين والمتهاونين مع حالة ابنه المعاق، وكذلك تعويض ابنه عما لحقه من أضرار جسدية ونفسية. ومن جهته، نفى مدير مركز التأهيل الشامل في تبوك أسعد أبو هاشم في حديثه ل"الوطن" أن يكون المركز قد تسبب في إصابة المعاق علي الشهري، مؤكداً أن الشاب لم يتعرض لأي تعنيف، ووالده يبحث عن التعويض المادي، لافتاً إلى أن الأب حصل في حادثة سابقة تعرض فيها ابنه المعاق للسقوط، على تعويض مادي من المركز. وأوضح أبو هاشم أن المعاق يعاني من فرط حركة وتخلف عقلي، إضافة لكونه في مرحلة المراهقة، وكثيراً ما يدخل في مشاجرات مع زملائه، ولذلك من الطبيعي أن يتعرض للكثير من الإصابات، مبيّنا أن هناك نظاما لمراقبة النزلاء بالمركز وجميعها تعمل"، مشدداً على أن المركز على استعداد لإظهار الحقائق بشأن هذه الحادثة للجهات المختصة.