أوقفت صحيفة "كولومبوس ديسباتش" الأمريكية، عرض مقطع فيديو "الرجل المتشرد ذو الصوت الذهبي"، بعدما حقق المقطع 14 مليون زيارة خلال 48 ساعة، لضمان حقوقها الفكرية. وأصبح المقطع حديث الصحف ووكالات الأنباء في أمريكا والعالم، حيث أصبح عنواناً لقصة نجاح للصحيفة وصاحب المقطع، المتشرد "تيد وليامز". وقالت صحيفة "كولومبوس ديسباتش": قبل أسبوع واحد فقط كان الناس يحاولون تفادي متشرد، أشعث الشعر، يتسول عند التقاطع 171 في شارع "هيوستن" بمدينة " كولمبس" بولاية أوهايو وهو يحمل لافتة كتب عليها (لدي هبة إلهية هي الصوت، إنني مذيع سابق أمر بأوقات عصيبة. سأكون ممتناً لأي مساعد)، حيث سجل طاقم التصوير بالصحيفة فيديو مدته 90 ثانية، طلبوا فيه من الرجل إثبات أن ما تقوله اللافتة صحيح، فبدأ المتشرد في تقليد رسائل من كلاسيكيات الإذاعة الأمريكية بصوت بديع. ووضعت الصحيفة الفيديو على موقعها، ووضعه بعضهم على "يوتيوب" ليحقق 14 مليون زيارة في 48 ساعة، وفتح الفيديو أبواب الشهرة والعروض لتيد وليامز الذي تسابقت محطات الإذاعة والتليفزيون في عقد المقابلات معه وتقديم العروض له، خاصة مع إعلان خبراء الإعلام أنه "صاحب صوت ذهبي" مذهل. وأكد وليامز للصحيفة أنه كان يعمل مذيعاً خلال أعوام، إلا أنه في نهاية عقد التسعينات أصبح "مشرداً" له تاريخ إجرامي بسبب إدمان الكحوليات والمخدرات، لكنه منذ عامين استيقظ على واقعه المرير، بعدما ترك زوجته وأولاده الخمسة وأمه، ليعيش حياة التشرد، فقرر أن يقلع عن الكحوليات والمخدرات، ويعيش بشرف، ويحاول جاهداً العودة لسابق عهده، وهو ما دعاه إلى حمل اللافتة طالباً فرصة. وعن قصته قالت الدكتورة ثريا العريض في مقال لها بصحيفة "الجزيرة": الرجل متشرد في الثالثة والخمسين من العمر ولد في بروكلين بنيويورك المكتظة بالضائعين بقدر اكتظاظها بالناجحين والأغنياء. ترحل في ولايات أمريكا ضائعاً معدماً تاركاً والدته العجوز في بروكلين. فقد كل شيء ومر بتجارب الإدمان على المسكر والمخدرات، وأدخل السجن عدة مرات، ولم يبق لديه أي شيء يساعده على الحياة سوى التسول. صحا ذات يوم واعياً موقعه الخاسر في الحياة، واتخذ قراراً حاسماً بألا يعود إلى الإدمان، ونجح في ذلك. للرجل نعمة واحدة منّ بها الله عليه: صوت جميل مميز! حمل وعاء الشحاذة ولوحة تستوقف المارة سائقي السيارات على الطرق السريعة.. وحين يقللون السرعة يكلمهم الشحاذ بأسلوب المذيعين في الإذاعات الكبرى. ويضحك العابرون مستغربين تناقض مظهره المشعث الدميم وصوته الجهوري الجميل وأسلوبه الإذاعي الراقي.. وقد قضى زمناً في التدرب على النطق ككبار المذيعين لأن ناصحاً ما قال له ذات يوم: لديك صوت رائع، وحتى لو كنت دميماً فالوسامة ليست مطلباً في الراديو بل الصوت وحسن الأداء فقط. المشرد استرجع تلك النصيحة من مراهقته البعيدة وأوصله تطبيقها إلى باب النجاح". وقالت صحيفة "ميل أون صنداي" البريطانية: إن وليامز يدرس عروضاً من قنوات (MTV) و ESPN)، (NFL التليفزيونية، والرابطة الوطنية لكرة القدم الأمريكية، كما عرض عليه فريق "كليفلاند كافالييرز" الأمريكي لكرة السلة أن يصبح المتحدث باسمه، وتلقى عرضاً لأداء دور في فيلم إلى جانب الممثل جاك نيكلسون. وقال وليامز في تصريحات إذاعية: "أشعر وكأنني سوزان بويل أو جاستين بيبر". والتقى وليامز بوالدته الخميس الماضي بعد انقطاع دام 20 سنة، وأعربت زوجته السابقة باتريسيا كيرتلي وأم أولاده الخمسة عن سرورها لتخلصه من الإدمان وحصوله على عمل.