يسود هدوء حذر في منطقة العباسية بعد أن تمكنت قوات الشرطة والجيش من السيطرة علي الاشتباكات التي وقعت، الأربعاء، بين مسلحين مجهولين والمعتصمين بالقرب من وزارة الدفاع، وقالت مصادر في وزارة الداخلية إن عدد قتلى الاشتباكات التي وقعت وصل إلى 11 قتيلاً، و49 مصاباً. ونقلت وكالة "أنباء الشرق الأوسط" عن الدكتور خالد الخطيب رئيس الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة بوزارة الصحة أنه تم تحويل 42 مصاباً إلى مستشفيات قريبة ومعالجة بقية الحالات في مكان الحادث. وفي غضون ذلك، قامت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية بنشر عشرات من تشكيلات الأمن المركزي للفصل بين المعتصمين وأهالي العباسية من جانب، والبلطجية من جانب آخر، وذلك بعد تجدد الاشتباكات بشكل عنيف منذ فجر الأربعاء. وقال مصدر أمني: إن قوات الأمن المركزي ستقوم كذلك بتأمين المنشآت الهامة والحيوية بمنطقة العباسية ومن بينها الكاتدرائية المرقسية ومستشفيات الدمرداش ودار الشفاء وعين شمس، بالإضافة إلى الممتلكات الخاصة بالمواطنين من سيارات ومحال تجارية. وقد نفى محسن مراد مساعد أول وزير الداخلية للأمن العام ما تردد بشأن تأخر قوات الشرطة والجيش في فض الاشتباكات بالعباسية، مشيراً إلى أن قوات الأمن موجودة منذ أمس الثلاثاء وتحاول السيطرة على الوضع هناك. من ناحية أخرى، قال الدكتور عمرو هاشم خبير بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية: إن ما يحدث هو فوضى عارمة ولا بد من القبض على الجناة. داعياً إلى ضرورة سن قانون خاص بالتظاهر لينظمه ولا مانع من اتخاذه من الدول الغربية والعمل به حتى يكون هناك إبلاغ مسبق مع السلطات ومتابعة مستمرة لتفادي حدوث غوغاء وأعمال عنف. وقال أيمن الصياد رئيس تحرير مجلة "وجهة نظر": إن هناك أنباء بشأن إطلاق الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع على المعتصمين، ولم يتم التوصل إلى كيفية حصول هؤلاء البلطجية على هذه الأسلحة وعلى الجهة التابعين لها. مشيراً إلى أن هناك طرفاً مستفيداً من هذه الفوضى ويتعمد وصول الأمور إلى هذا الحد. وأضاف الصياد أن الرئيس المخلوع حسني مبارك قال: إن مصر ستصبح فوضى عارمة بعد رحيله وهناك من يسعى لتحقيق ذلك بنشر الفوضى. مشيراً إلى أن هناك نوعاً من المراوغة لإثارة الريبة بين المواطنين. وعلى صعيد ردود الأفعال، قاطعت عدة قوى سياسية وأحزاب اجتماعاً كان مقرراً عقده مع المجلس العسكري اليوم، احتجاجاً على سقوط قتلى، فيما قرر عدد من مرشحي الرئاسة تعليق حملاتهم الانتخابية.