أوصت لجنة حماية الأسرة بمكةالمكرمة اليوم بنقل ولاية أسرة الليث المعنَّفة من قِبل الأب إلى الابن الأكبر أحمد (20 عاماً)، وأخذت تعهداً خطياً على الأب بعدم التعرض للأسرة بأي شكل من أشكال الإيذاء الجسدي أو النفسي أو اللفظي، وألزمته بنفقة شهرية مقدارها ألفا ريال، تُسلَّم للابن الأكبر لحين انتهاء القضية بالوجه الشرعي. وقد عقدت اللجنة اجتماعها أمس مع أفراد الأسرة، بحضور رب الأسرة وشقيق الزوجة، وأنكر رب الأسرة جميع ما نُسب إليه، مؤكداً عدم صحته، إلا أن اللجنة أوصت باستقلال الأسرة بسكن خاص مع الأخ الأكبر أحمد، وجعله المسؤول عنهم لحين انتهاء القضية بالوجه الشرعي، مع إلزام الأب بالنفقة. وأصرت الزوجة وشقيقها عبد الله على متابعة المعاملة لدى إمارة منطقة مكةالمكرمة ولدى المحكمة الشرعية، وطالبت بالطلاق من رب الأسرة؛ بسبب سوء معاملته لها ولأبنائها طوال السنوات الماضية. يُذكر أن الأسرة المكوَّنة من تسعة أبناء "أربعة ذكور وخمس بنات" عانت عنفاً أسرياً طوال 20 عاماً من الأب، وكانت تقطن في قرية نائية، تبعد 50 كم شرق محافظة الليث وسط الجبال الموحشة. وقال الابن أحمد ل"سبق" إن "العنف بدأ في أسرتنا منذ عام 1415ه، وبدأ والدي يعشق الضرب ويتفنن في أساليبه، وخصوصاً مع والدتي التي لا تستطيع أن تعصي له أمراً". وأضاف: "جميع أفراد الأسرة يعملون في رعاية المواشي (الإبل والغنم والبقر)، التي يملكها والدي، ونبدأ في العمل بها منذ الساعة الرابعة فجراً حتى طلوع الشمس، والذي لا يقوم منا في الوقت المحدد ينتظره أصناف من العذاب". وقد تعرض الأبناء لصنوف من العذاب مثل قيام الأب بربط حبل في رقبة أحد أولاده ووضع براميل تحت قدميه ثم يقوم بسحب البراميل حتى يغمى عليه، ثم يفك سراحه. كما أنه كان يعذب إحدى بناته أربعة أيام متتالية، وتبدأ فترة التعذيب منذ عودتها من المدرسة حتى العصر، وتقوم بوضع قدميها على صخرة حارة من شدة حرارة الشمس، وترفع عينيها في قرص الشمس حتى العصر. كما تعرضت الأم/ الزوجة لعنف بدني من الأب.