نفت وزيرة خارجية الدنمارك لين إسبرسن اعتذارها خلال الجولة الشرق أوسطية التي قامت بها مؤخراً عن الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم. وفي تصريحات للقناة الثانية الإخبارية بالتليفزيون الدنماركي قالت الوزيرة إن بإمكانها أن تنفي بشكل واضح إعلانها أي اعتذار، لكنها أكدت قولها إن حرية التعبير لا تمتد إلى حيث لا يكون لها حدود. وبعد عودتها من زيارة لمصر التقت خلالها شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب الأربعاء الماضي قالت لين إسبرسن إنها أخبرت الطيب بأن حكومتها ترى أنه من المؤسف أن يشعر كثير من الناس بالإهانة بسبب هذه الرسوم، وأن الحكومة تدين تشويه صورة أحد بسبب دينه أو خلفيته العرقية. وأضافت الوزيرة أن المواطنين لهم الحق في التعبير عن أنفسهم في ضوء حدود القانون وبدون تدخل من الحكومة. وكانت بعض وسائل الإعلام في مصر قد أشارت إلى اعتذار لين إسبرسن خلال زيارتها للقاهرة. وذكرت وسائل الإعلام المصرية أن د. الطيب قال إن الوزيرة الدنماركية جددت اعتذار بلدها عن نشر هذه الرسوم، وأوضحت جهود الدانمارك لإصدار قانون لتجريم ازدراء الأديان. وكان شيخ الأزهر قد أكد أن الدنمارك حريصة على تحسين علاقات بلادها مع المسلمين. مشيراً إلى أن الأزهر يقدّر ذلك ويرحّب بحرص كوبنهاجن على تصحيح علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية. وخلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد الأربعاء الماضي، عقب لقائه وزيرة خارجية الدنمارك، قال الطيب: "لقد لمسنا خلال اللقاء وجود خطوات واعدة ومتقدمة في سبيل تصحيح العلاقة بين المسلمين عامة ومسلمي الدنمارك خاصة ودولة الدنمارك، وتأكدنا أن الرسوم هي عمل فردي لا يعبر عن توجه الدنمارك حكومة وشعباً". واستطرد: "لقد لمست خجل الوزيرة وإعرابها عن الأسف لأن ينظر إلى الدنمارك على أنها دولة لا تحترم الآخرين بسبب تلك الرسوم، في حين أن الدولة كلها ترفض ذلك السلوك". مشيراً إلى أن الأزهر يقدّر "حرص الدنمارك على تصحيح علاقاتها مع العالم الإسلامي". وأضاف: "إننا نفهم جيداً أن الحضارة الغربية قامت على إنكار الدين، وينبغي أن نأتيهم عند الحوار معهم من خلال حقوق الإنسان وقواعد الحضارة الغربية؛ ولذلك قلت إن كان لديكم مشكلة مع الأديان فلا بد أن تفهموا قيمة هذه الأديان عند الآخرين".