أعربت وزيرة خارجية الدنمارك، لين أسبرسن، عن أسفها للرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، وقالت خلال لقائها بالدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر: "إنني أقدم اعتذاري للعالم الإسلامي من مشيخة الأزهر على الرسوم المسيئة للنبي محمد والدين الإسلامي". وشدّدت وزيرة الخارجية على أن اعتذارها عن الرسوم المسيئة ليس نابعاً من تعرّض الرسام الذي رسم هذه الصور لتهديدات بالقتل، بل من حرصها على أن ما حدث لا يعبّر عن الحكومة الدنماركية، مؤكدة أن حكومتها "لن تسمح بتكرار مثل هذه الإساءات للدين الإسلامي أو رموزه. وقالت أسبرسن: "إن الرسوم المسيئة عمل فردي لا يعبر عن حكومة الدنمارك، ولا شعبها الذي يقدر الحضارة الإسلامية عبر كل العصور". وكانت وزيرة خارجية الدنمارك قد التقت شيخ الأزهر اليوم الأربعاء 13-10 -2010 في مكتبه بمشيخة الأزهر في أول لقاء لها بالدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بعد توليه منصبه الجديد. وأكدت الوزيرة لشيخ الأزهر "أن الحكومة الدنماركية وشعبها حريصون على التواصل الحضاري بين شعوب العالم الاسلامي، وأن تسود العلاقات الطيبة بين الجميع في إطار من الاحترام المتبادل بين أصحاب الديانات". وأضافت "إن الحكومة في بلدها لن تسمح بتكرار هذا العمل أو مثل هذه الرسومات، أو الإساءة للدين الإسلامي في المستقبل، من خلال سلسلة إجراءات سوف تتخذها". من جهته، ثمّن شيخ الأزهر اعتذار وزيرة خارجية الدنمارك قائلاً: "هذه خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح نحو تحسين العلاقة بين الشعوب الإسلامية والغرب". وقال د. الطيب: "إن مشكلة الغرب أنهم لا يفهمون حقيقة الإسلام الوسطي الذي يرفض العنف، وأن جوهر الإسلام هو التسامح وقبول الآخر والتعايش السلمي بين جميع الشعوب". مؤكداً "أن الاسلام لا يُقصي حضارة الآخرين، بل إن من أهم سماته أنه دين يتفاعل مع كل الحضارات ولا يُقصي حضارة أحد". وطالب شيخ الأزهر خلال اللقاء الحكومة الدنماركية بضرورة تفعيل المادتين 140 و266 من قانون العقوبات الدنماركي الذي يطالب بحماية معتقدات الآخرين ويجرّم من يسيء للأديان، مشيداً بالحكومة الأيرلندية التي أصدرت أخيراً قانوناً يمنع ازدراء الأديان.