يوفر 14 مركز استقبال في سويسرا مخصصاً لمدمني المخدرات قاعات قانونية لتناول المخدرات بكل أنواعها. ويزور يومياً هذه القاعات القانونية نحو 150 شخصاً يستهلكون دون أية تهمة قانونية المخدرات مثل الكوكايين والهيروين بعيداً عن أنظار العامة، وتوفر لهم القاعات مقاعد لحقن الإبر وتدخين المخدرات وقاعات أخرى لاستنشاقها تحت إشراف أشخاص متدربين في مجال المخدرات لمنع المدمنين من تناول جرعات زائدة، كما توفر هذه القاعات أدوات الحقن النظيفة من إبر وعقاقير مطهرة. ويتوافد على هذه المراكز، التي رفضت مؤخراً فرنسا افتتاح مثلها، الكثير من الأشخاص من أوروبا وبعض دول العالم من مدمني المخدرات. وذكر مدير المراكز كريستوف ماني أن هذه المراكز في المقام الأول لم تُنشأ للتشجيع على المخدرات، وإنما لتوفير الوقاية الصحية، إلى جانب تقديم النصح والعلاج لهؤلاء المدمنين، وللحفاظ على صحتهم. وذكر ماني أن سويسرا بدأت تحقق تقدماً كبيراً في مجال علاج المدمنين بعد أن شهدت استهلاكاً كبيراً للمخدرات في الثمانينيات، وتم إقرار قانون لفتح مراكز عامة لمدمني المخدرات؛ لتناولها تحت إشراف أشخاص متخصصين ومتدربين؛ حتى تتم معالجتهم، وأثار هذا القانون جدلاً كبيراً. مشيراً إلى أن القانون السويسري يعتبر مدمني المخدرات مرضى وليسوا مرتكبي جنح أو مجرمين تجب معاقبتهم. مؤكداً أن مشكلة مدمني المخدرات لا يمكن أن تُحلَّ بالقمع والعنف. وأوضح أنه بعد افتتاح هذه المراكز انخفضت نسبة انتقال فيروس الإيدز بين مدمني المخدرات إلى 4 في المئة، في حين كانت قبل ذلك 50 في المئة في سويسرا، كما أن ارتكاب الجرائم بين صفوف المدمنين تراجع بشكل كبير جداً. مشيراً إلى أن المدمنين يتناولون المخدرات ويناقشون قضاياهم وهمومهم، ويحاولون أن يقنعوا بعضهم بأن ما يقومون به أمر خطير ودمار لحياتهم ويبحثون عن حلول للتخلص منها.