تخلَّت الهيئة الإسلامية العليا في إندونيسيا أمس عن خططها لحظر شرب أغلى قهوة في العالم؛ لأنها تُستخرج من براز حيوان ثديي صغير يُسمى الزباد. مشيرة إلى أنها درست الموضوع بشكل كاف، وقررت أن شرب القهوة لا يعتبر محرماً رغم أنها تختلط في مرحلة ما بالبراز. وبحسب صحيفة "ديلي تايمز" الباكستانية اليوم فإن فنجاناً من القهوة المسماة "كوبي لواك" يكلّف في المقاهي والمطاعم ما لا يقلّ عن 20 يورو، فيما يباع كيس من البنّ يزن 370 جراماً ب200 يورو. من جانبها ذكرت "فرانس 24" تفاصيل عن صناعة القهوة قائلة: في زمن ليس بالبعيد كان سنّور الزباد آفة في مناطق زراعة البنّ، غير أنّ الأمور تغيَّرت بعد إكتشاف فضائل برازه؛ فأصبح يحلّ ضيفاً كريماً على مزارع البنّ بإندونيسيا. ويأكل هذا الحيوان "من فصيلة ابن عرس" حبّات البنّ الناضجة، لكن معدته عاجزة عن هضمها؛ لذا يتغوطها كاملة، وخلال مرور الحبات بجهازه الهضمي تتسبب الأنزيمات في ردة فعل كيميائية تمنح القهوة نكهة فريدة. وقالت: عندما جلب الهولنديون حبّ البنّ إلى إندونيسيا في القرن السابع عشر منعوا السكان المحليين من قطف حبّات البنّ؛ لذا بدأ الإندونيسيون بتحضير القهوة بحبات بنّ وجدوها على الأرض، وعندما لاحظوا الفرق في المذاق واكتشفوا سرّ هذا المذاق اللذيذ وُلِد ما بات يُعرف ب"كوبي لواك". ويتطلب تصنيع الكوبي لواك الكثير من المجهود والعمل اليدوي، وهذا ما يفسّر ثمنه الباهظ؛ فبعد تنظيفها جيداً لإزالة كل بقايا البراز، وتجفيفها بالهواء الساخن، يتم انتقاء حبات البنّ حبّة حبة، وفي النهاية يبقى أقل من ثلث الكمية الأصلية.