600 كم، مسافة يقطعها المواطن محمد منصور الشهري في 3 أيام، لا لأجل السياحة والترفيه، بل لغسل كليتيه في مستشفى محايل العام، إثر مرض لازمه منذ نحو عامين، إذ يحتاج ل 3 جلسات في الأسبوع. رحلة المواطن الذي يعيش في مركز أحد ثربان التابع لمحافظة المجاردة غرباً، بدأت في مستشفى المجاردة العام (60 كم) عن منزله، إذ فوجئ عندها أن وحدة غسيل الكلى لا تضم سوى 5 أجهزة فقط بحسب مدير المستشفى، وهو ما يعني صعوبة علاجه بها. يقول: "رغم تزايد أعداد المرضى في منطقة تهامة عسير إلا أن الشؤون الصحية بالمنطقة أبقت على أعداد الأجهزة المستخدمة في العلاج منذ 15 عاماً دون زيادة".
اشتداد المرض دفع الشهري للسفر إلى محافظة محايل (135 كم) عبر طريق وعر نصفه ترابي ممهد والآخر مسفلت سفلتة بدائية، مروراً بمحافظة بارق حتى الوصول إلى مستشفى محايل العام، بواقع ثلاثة أيام في الأسبوع، وقال "المعاناة مستمرة وتزداد سوءاً لحظة عقب أخرى، أرغب بإيصال معاناتي للمسؤولين في وزارة الصحة وشؤون صحة عسير ومحاسبة المقصرين تجاه ما أسميه عدم مبالاة بأرواحنا".
كلام الشهري لقي آذاناً صاغية لدى الناطق الإعلامي بصحة عسير سعيد النقير، معلقاً بالقول إن المذكور كان على قائمة الانتظار، حيث تم الاتصال به وأجريت له أول جلسة غسيل يوم السبت الماضي"، إلا أن الغريب تأكيده امتلاك قسم الكلية الصناعية بمستشفى المجاردة على 11 جهاز غسيل كلوي، تستقبل 50 مريضاً بصفة مستمرة، وتعمل بواقع ثلاثة أيام غسيل كلوي "السبت والاثنين والأربعاء" من الساعة السابعة صباحاً حتى السابعة مساءً، وكذلك لمدة 8 ساعات يومياً من الساعة 7 صباحاً وحتى 3 عصراً خلال أيام "الأحد، الثلاثاء، الخميس" إلى جانب حالات الطوارئ.