في ظل ما تشهده محافظة المجاردة من تطور وتقدم في شتى المجالات الحياتية، وفي ظل نمو وازدهار الأحياء السكنية، خاصة الأحياء التي يغلب على طابعها التنظيم والتخطيط، ووجود جميع الخدمات بها من كهرباء وهاتف ومياه وشبكات صرف صحي وإنارة وسفلتة، إلا أن تلك المواصفات والمعايير سقطت من أجندة المسؤولين تجاه حي القابل بالمجاردة، على الرغم من صدور تقرير من قسم السلامة بالدفاع المدني بالمجاردة، يوضح معاناة ساكني هذا الحي طوال خمسة عقود أو أكثر من الزمن، ويكشف وجود مبان آيلة للسقوط على رؤوس قاطنيها في أي لحظة، خاصة أثناء هطول الأمطار. منازل آيلة للسقوط " سبق" تجولت في حي القابل الذي يعد من أقدم الأحياء بالمجاردة، ورصدت تدني مستوى النظافة العامة ومعاناة قاطنيه، حيث يقول المواطن أحمد مصطفى الشهري: إن حي القابل يعود تاريخه لما يقارب 50 سنة، وقد نزح إليه السكان بعدما داهمتهم السيول الجارفة في الماضي، حيث كان سكان القابل يقطنون موقع سوق الاثنين حالياً، وهو من أقدم الأحياء بالمجاردة وتغلب عليه العشوائية ويفتقر للتنظيم والتخطيط.
وأضاف: وقد وقفت لجنة من قسم السلامة بالدفاع المدني بالمحافظة وأصدرت تقريراً بتاريخ 27/ 5/ 1430ه خلص إلى أن الحي به منازل آيلة للسقوط المفاجئ، ما يشكل خطورة بالغة على السكان بالإضافة إلى تشققات في المنازل والأسقف والجدران، ما ينذر بحدوث كارثة بشرية مستقبلاً.
أما أيتام خضير علي الشهري فطالبوا بضرورة إيجاد مساكن بديلة لمساكنهم المتهالكة، ولكون ظروفهم المادية قاهرة وسيئة، على حد وصفهم، فإنهم يناشدون خادم الحرمين الشريفين وأمير عسير شمولهم بالمساكن التنموية المنتشرة في أرجاء المملكة، وقالوا: إن مسكنهم الحالي تتسرب أسفله مياه الأمطار وعجزوا عن إصلاحه.
وأكد إبراهيم بن غرم الشهري أن "بيوت الجوار انهار بعضها بسبب المطر، ويخشى حدوث ذلك مع البقية، وهناك منازل أيتام آخرين مثل منزل فائز عبداللطيف ومحب الشمراني، تعاني كثرة التصدعات".
مستوى النظافة والأوبئة أما عن مستوى النظافة فالنفايات تكاد تغطي شوارع الحي الضيقة حتى فوق الأشجار التي أكل أغصانها السوس، وبقيت شاهد عيان على مأساة أهالي حي القابل. وعن ذلك يقول المعلم محمد محب الشمراني: الحي انتشرت به الأوبئة ومخلفات النفايات التي تمكث ما يقارب ثلاثة إلى أربعة أيام دون رفع من قبل بلدية المجاردة، إضافة إلى المنازل المهجورة والسيارات التالفة التي قد تكون مأوى للمخالفين لنظام الإقامة والمجهولين.
وأضاف: كما أن الحي شوارعه ضيقة جداً ولا توجد به أرصفه وشبكة صرف صحي ما جعل الأهالي يصعب انتقالهم مساء بسبب الظلام الدامس في الشوارع، وقد ولدت تلك البيئة الكثير من المستنقعات والمياه الراكدة، ولم تكلف البلدية نفسها لتجوب معداتها الحي وتشرف على نظافته. أما المواطن محمد جابر الشهري فيقول: إن الروائح الكريهة تزكم الأنوف في الحي بالإضافة إلى تجمع الكثير من الحيوانات الضالة والسائبة من الكلاب والقطط عليها. مبيناً أن التوصيلات الكهربائية وعدادات الكهرباء مكشوفة ما يشكل خطورة كبيرة على الأهالي.
حالات الفقر والعوز يكاد الفقر يكون هو المشكلة الرئيسية في الحي، فالسكان دخلهم الوحيد هو الضمان الاجتماعي ولا يوجد لديهم مصادر أخرى وتنتشر بينهم الأمية، حيث تقول العمة عائشة بلال الشهري: نحن يا ولدي نعاني قلة ذات اليد وليس لدينا إلا ما يأتينا من الضمان الاجتماعي "الإعانة" ويمر أحياناً اليوم واليومان دون وجود قوت لنا، ونشكو إلى الله حالنا ثم لسيدي حبيب الشعب الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ثم ودعتنا بجملة: "الله يعز حكومتنا الرشيدة ".
وفي جانب آخر تحدث المواطن أحمد مبارك الشهري عن ضيق شوارع حي القابل، قائلاً: لا تستطيع السير به سوى من خلال سيارة واحدة فقط والحفر به كثيرة والتعرجات، فأين دور الجهات ذات العلاقة تجاه الحي ومشاكله التي ولدت منذ إنشاء الحي؟
" سبق" هاتفت رئيس بلدية المجاردة حمد درهم القحطاني، وعلق على الموضوع بقوله: بالنسبة للنظافة فلدينا عمال نظافة يرفعون المخلفات بحي القابل بصورة مستمرة ليلاً ونهاراً، ولكن الأهالي في حي القابل غير متعاونين مع البلدية ولا يضعون النفايات في الحاويات التي خصصت من أجل ذلك، والمحافظ مجتهد في ما يخص حي القابل عبر دراسات مستفيضة لإيجاد السكن المناسب والبيئة الملائمة نظراً لظروفهم المادية الصعبة، والحي به شوارع ضيقة جداً ولا تسمح بإيصال الخدمات ما يتطلب حلاً جذرياً عبر تعاون مختلف الجهات في هذا الشأن.
يذكر أن "سبق "حصلت على نسخة من تقرير قسم السلامة بالدفاع المدني بالمجاردة، وتتضح فيه جلياً مأساة ومعاناة أهالي حي القابل.