في مقال يحمل روح السخرية، تعتبر كاتبة صحفية، أن عدم قيادة المرأة للسيارة نعمة، خاصة في مدينة مثل الرياض، تعد فيها القيادة خطر، متمنية أن ينعم الرجال بهذه النعمة، ويتم منعهم من القيادة، وفي شأن آخر، يؤكد كاتب أن مقاطعة البعض لمعرض الكتاب حق مشروع لهم، لكنه يشكك في نجاح المقاطعة مع الثقافة، مؤكداً على نقض الرأي بالرأي والدليل، لا بالمقاطعة أو الإبعاد. كاتبة سعودية: عدم قيادتي للسيارة نعمة أتمناها للرجال في مقال يحمل روح السخرية، تعتبر الكاتبة الصحفية بدرية البشر في صحيفة "الحياة" أن عدم قيادة المرأة للسيارة نعمة، خاصة في مدينة مثل الرياض، تعد فيها القيادة خطراً، متمنية أن ينعم الرجال بهذه النعمة، ويتم منعهم من القيادة. ففي مقالها "امنعوا الرجال من قيادة السيارة!" تقول الكاتبة "للمرة الأولى أعرف أنني قد تمتعت بنعمة لا يتمتع بها رجل في السعودية، وتذكرت رواية إحدى الزميلات عن ابنها الصغير الذي جلس يوماً وراء المقود وأخذ يقلد أنه يقود السيارة، لكن هذا التقليد لم يتوقف عند تحريكه مقود السيارة، بل أخذ يدير رأسه يميناً ويساراً متلفظاً بكلمات نابية ويشتم، وهو ما جعل والده ينظر إليها متسائلاً في دهشة: ماذا يفعل هذا الولد؟! فردت عليه والدته بهدوء إنه يقلدك". وتعلق الكاتبة بقولها "هذه هي الصورة التي تعبّر عن مشهد رجل يقود سيارة في شوارع الرياض، والتي يلخصها البعض في أنها مغامرة غير مأمونة، والبعض يغيّر في حرفين فيقول إنها مخاطرة. لهذا قررت أن أدافع عن نعمة حظيت بها النساء في السعودية وأن أحرص بأن يتمتع بهذه النعمة جميع الذكور الذين هم أخي وأبي وزوجي وابني، وأطالب بأن تتم حمايتهم ورعايتهم والمحافظة عليهم بمنعهم من القيادة، حفاظاً على حياتهم أولاً وصحتهم العقلية ثانياً، وأود أن أزايد مع المزايدين الذين منعوا المرأة قيادة السيارة بحجة الخوف عليها من تبعات الطريق، فبالتأكيد أن قلوبهم لن تكون أكثر حباً وخوفاً علينا من حبنا وخوفنا عليهم، ولن يهنأ لنا أن ننعم، وهم يعيشون في جحيم قيادة السيارة في شوارع الرياض فنحن أيضاً نخاف عليهم ونقلق". وتستدرك الكاتبة، راصدة سوء حالة الطرق وعدم وجود خطوط مواصلات عامة وتقول "منْع الطرفين رجالاً ونساءً من قيادة السيارة ليس الطريقة المثلى لحل مشكلات المرور، ولا سيما مع انعدام وسائل المواصلات العامة كالمترو والحافلات والنقل المؤسساتي، لكن بما أن قرار المنع عادةً ما يكون هو القرار الأسهل والأقل كلفة فإنني أطالب بحماية رجالنا الغاليين من قيادة سياراتهم بأنفسهم في مثل هذه الشوارع التي أقل ما يُقال عنها إنها تفتقر إلى التخطيط الجيد وللصيانة، فلا تجد شارعاً مهْمَا كان موقعه في منطقة غالية إلا وهو مليء بالحُفَر باستثناء الشوارع التي يمر فيها المسؤولون طبعاً، لأنها عادةً ما تكون تحت المراقبة والمساءلة، أما مشاريع تطوير الشوارع وتزويدها بالأنفاق والجسور فإنها تستغرق مدة زمنية طويلة فيما هي في أي مكان آخر في العالم تُنَفَّذ في أشهر". وتمضي الكاتبة معلقة "إن منظر السيارات المسرعة في شوارع الرياض يجعلك تشك في أنها تلعب لعبة جنونية فهي تتخاطف يميناً ويساراً بسرعة جنونية من دون أن يكون هناك ضابطٌ ولا تنظيم مروري، وهكذا تتحول السيارة في الرياض إلى لعبة انتحارية أكثر منها وسيلة نقل، ولا نخسر بهذه الحالة صحتنا العقلية ولا أخلاق الطريق ولا نفاد صبرنا فقط، بل أيضاً أرواح شبابنا، فقد تزايد عدد الوفَيَات في السعودية حتى بلغت 16 قتيلاً كل يوم، هذا عدا الإعاقات والخسائر المادية في معالجة المصابين". وتنهي الكاتبة بقولها "طالما أن أسهل قرار لحماية المرأة من مخاطر الطريق كان هو منعها من قيادة السيارة بنفسها فلن نكون أنانيات ولن نتمتع بهذه النعمة دونكم، وسنرفع من أجلكم شعارنا الجديد لا لقيادة الرجل السيارة".
"الصيني": مقاطعة البعض لمعرض الكتاب حق مشروع لهم يؤكد الكاتب الصحفي عثمان الصيني في صحيفة "الشرق" أن مقاطعة البعض لمعرض الكتاب حق مشروع لهم، لكنه يشكك في نجاح المقاطعة مع الثقافة، مؤكدا على نقض الرأي بالرأي والدليل، لا بالمقاطعة أو الإبعاد ، ففي مقاله "مقاطعة المعرض حق مشروع" يقول الكاتب "المقاطعة حق مشروع يمارسه الإنسان ووسيلة من وسائل التعبير عن الرفض والاحتجاج ويصل الأمر إلى أن يكون وسيلة ضغط وتهديد، وقد نجحت هذه الطريقة في أمور كثيرة ولم تنجح في أمور أكثر، بل ربما تعد أحياناً حملات المقاطعة وسيلة إشهار وترويج، فمقاطعة المنتجات الأمريكية التي تنشط مع كل غطرسة أمريكية، إن في احتلال العراق أو الوقوف مع إسرائيل لم تؤت أكلها إلا قليلاً، لأن أمريكا نجحت في تسويق نظام الحياة الأمريكية بدءاً من الأطعمة السريعة والمنتجات الإلكترونية والأفلام والترفيه وانتهاءً بنمط الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية .. ونجحت المقاطعة مع الدنمارك ومنتجاتها في قضية الرسوم المسيئة للرسول - صلى الله عليه وسلم - مما دفع إحدى أكبر الشركات الدنماركية إلى صرف ملايين في اعتذارات للسعوديين عن هذه الرسوم على هيئة إعلانات". وعن مقاطعة الثقافة يقول الكاتب "غير أن الموضوع في الثقافة يختلف، فالثقافة تعني حرية التفكير والرأي والتناول ومشروعية الاختلاف وموقفنا مما لا يعجبنا يكمن في إظهاره للنور ومحاورته ونقضه بالرأي والدليل، لا بالمقاطعة أو الإبعاد ويسري هذا على كل أنواع الفكر والثقافة باستثناء كلام الله - عزّ وجّ - وما صح من حديث رسوله الكريم - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم - لأنه دين لا ثقافة، وما سوى ذلك قابل للأخذ والرد والمناقشة والقبول والرفض، وكل حملات المقاطعة من الأدباء والمثقفين لمعرض كتاب الدارالبيضاء على مدى سنين لم يحقق نتيجة تؤثر في عرض الكتب ومبيعاتها، وإنما أثرت فقط في مشاركاتهم في النشاط الثقافي المصاحب للمعرض وهذا يكون جمهوره بالعادة نخبوياً". وينهي الكاتب بقوله "سنرى في معرض الرياض لهذا العام إقبالاً من المهتمين والمتعطشين للثقافة كما في الأعوام السابقة بجانب المقاطعين الذين لا ينكر عاقل حقهم في إبداء رأيهم".