طالب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بمحاسبة الحكومة السورية عمّا وصفه بجرائمها ضدّ شعبها مهما طال بها الأمد. وقال كاميرون للصحفيين خارج مقر انعقاد قمة زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل: "يجب محاسبة الحكومة السورية عن الجرائم ضد شعبها.. ويوما ما، مهما طال الزمن.. سيكون هناك محاسبة لهذا النظام الفظيع". وجاءت تصريحات كاميرون القاسية بعد أنباء عن أن القوات السورية استعادت السيطرة على حي بابا عمرو في مدينة حمص، والذي يعد نقطة اشتعال الانتفاضة التي خلفت آلاف القتلى منذ نحو عام تقريباً. وأضاف كاميرون: "فوق كل شيء، أعتقد أن الأهم الآن هو جمع الأدلة كي نتمكن من محاسبة هذا النظام الإجرامي.. على الجرائم التي ارتكبها ضد شعبه"، واصفاً الأزمة الإنسانية المتنامية في حمص بأنها "مروعة للغاية". ويوم الخميس، أبلغ وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ برلمان بلاده بأنه أمر بسحب الدبلوماسيين البريطانيين من سوريا ووقف عمليات السفارة في دمشق لأسبابٍ أمنية. وقال هيغ في بيان: "قراري بسحب موظفي السفارة البريطانية في دمشق لا يقلل بأي شكل من التزام المملكة المتحدة الدبلوماسية النشطة للحفاظ على الضغط على النظام السوري لوضع حد للعنف". وجاء الإعلان بعد تصريحات لهيغ في وقتٍ سابق أكد فيها أنه "شعر بالروع" من جراء تقارير عن وقوع هجوم شامل على حي بابا عمرو في مدينة حمص. وأضاف هيغ في تصريحات نشرتها وزارة الخارجية "أدعو هؤلاء السوريين الذين يتلقون الأمر بمهاجمة مواطنيهم إلى اختيار إلقاء أسلحتهم.. أولئك الذين لا يفعلون ذلك ستتم محاسبتهم على أعمالهم". ومضى يقول إن "بريطانيا ستواصل بذل كل ما في وسعها لتحقيق أكبر قدر ممكن من الضغط للتأثير في نظام الأسد حتى يتوقف العنف والقمع".