يشكو مواطنون من أن مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض يرفض تنويم أقاربهم المرضى، كاشفين عن وجود خطابات رسمية تمنع الأطباء والاستشاريين من تنويم المرضى بحجة عدم توفر أسرة كافية، كما يشكون من سوء معاملة بعض مسؤولي الإدارة الطبية بالمجمع معهم. في المقابل، أكد مدير المجمع الدكتور محمد القحطاني عدم وجود أي "سرير شاغر لا ينوم عليه مريض محتاج". واتهم "قلة من الأطباء والاستشاريين" من داخل المستشفى بإثارة الشائعات لأنهم يريدون تعيينهم في مناصب ب"الغصب".
وقال أحد المواطنين ل"سبق" إن المجمع رفض استقبال أحد أقربائه رغم أنه يعاني من "هلوسات" خطيرة، حيث قام بالاعتداء على أخته بالساطور لأنه يعتقد أن الله يأمره بقتلها.
وأفاد مواطن آخر في شكوى تقدم بها ل"سبق" أن هناك من يسرب التقارير الطبية السرية للمرضى، وهناك من يتدخل في رأي اللجنة الطبية بخصوص ما تقره نحو بعض المرضى الذين تُنظر معاملاتهم لدى الجهات القضائية والجنائية في المحاكم، على الرغم من أن الأوامر الرسمية تنص على سرية التداوي.
وزود عدد من الأطباء العاملين في المجمع "سبق" بعدد من الخطابات الرسمية السرية وتقارير الملاحظات الطبية الصادرة من مجمع "الأمل" للصحة النفسية، مختوماً بأسماء عدد من الأطباء والمسؤولين وأرقام المرضى، تثبت قيام مسؤول في المجمع بإصدار أوامره للأطباء والاستشاريين بعدم تنويم أي مريض نفسي في المستشفى إلا بأمر منه هو أو من سكرتاريته.
كما تكشف رفض مسؤول دخول مريض نفسي نصح الاستشاريون بتنويمه، يعاني من "هلوسات" خطيرة لأسباب غير معروفة وحرمانه من حقه في العلاج، مما تسبب في إرهاب أسرته بحالته العدائية وردة أفعاله على الرغم من وجود أسرَّة شاغرة في المجمع، كما تشير الخطابات الرسمية.
"سبق" اتصلت بمدير مجمع الصحة النفسية بالرياض الدكتور محمد القحطاني، وعرضت عليه تلك الشكوى، فنفى ذلك، وقال:" غير صحيح، وحدث العاقل بما يليق، وهذا الكلام غير منطقي. وأنا أريد منك أن تأتي بكاميرات "سبق" وتقوم بجولة في (الأمل) وتصور مختلف جوانب المجمع، وإن وجدت سريراً شاغراً لا ينوم عليه مريض محتاج فإنني سأقدم استقالتي اليوم".
وأضاف القحطاني: نحن أكبر مجمع صحة نفسية في المملكة نغطي من وادي الدواسر إلى المجمعة وغيرها، بالتأكيد لدينا أولويات في دخول وتنويم المرضى، وهناك عناية واهتمام من الإدارة الطبية بكافة المرضى، وخاصة الحالات الحرجة التي تعاني من اختلالات عقلية وتمثل خطراً على المجتمع.
وقال القحطاني: في السابق كان لدينا طاقة تنويم 200 مريض، والآن أصبحت طاقتنا 400 مريض نفسي، ونعاني من مشكلة المرضى المزمنين الذين يرفض أهاليهم خروجهم. وأضاف: "نحن بشر نخطئ ونصيب".
وأفاد القحطاني أن هناك الكثير من المغالطات من قبل الأهالي، وسوء فهم، لأن أغلبهم يرى أن مستشفى "الأمل" دار إيواء يقبل أي مريض نفسي حتى وإن كانت حالته بسيطة، لذا يرغبون في التخلص من مسؤولياتهم تجاه مرضاهم بإدخالهم للمستشفى بشكل سريع.
وقال: هناك من يثير الشائعات من داخل المستشفى وهم قلة من الأطباء والاستشاريين الذين يريدون تعيينهم في مناصب ب"الغصب"، رغم عدم تأهيلهم لذلك، ويريدون أن نصرف لهم بدل الندرة وبدل الإشراف، ويريدون من إدارة المستشفى أن توزع عليهم الهبات، لذلك يزعجوننا بالشكاوى الكيدية.
وأوضح مدير مجمع الصحة النفسية أن "تنويم المرضى النفسيين يتم وفق أنظمة ولوائح معتمدة من المتخصصين، متى ما انطبقت على المريض فإنه يحول للتنويم مباشرة في إحدى الفلل المجهزة لذلك، بناء على رأي الطبيب والاستشاري"، مؤكداً أن المرضى النفسيين لا يتم إخراجهم إلا بعد التأكد من استقرار حالتهم، وإلا يظلون في مرحلة التنويم والعلاج.