أرجع رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد محمد بن عبد الله الشريف، تأخر التوظيف في هيئته، إلى البحث والتقصي عن قدرة الشخص ومدى ملاءمته للعمل فيها، حيث يتطلب ذلك اشتراطات صارمة. وأوضح أن دور الهيئة لا يقتصر على الأجهزة الحكومية، بل إن من ضمن مسؤولياتها مكافحة الفساد بالقطاع الخاص. جاء ذلك في حوار أجراه الزميل عبد السلام الثميري ونشرته "الاقتصادية"، وفيما يلي نص الحوار الذي أجري في جناح الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بمهرجان الجنادرية. * عرّف لنا الفساد؟ وماذا تقصد بالفساد والمفسدين؟ - لو لم يكن هناك فساد لما نشأت الهيئة (الجواب باختصار)، ليس هناك أي بلد ليس فيه فساد، لو قلنا ليس فيه فساد فنحن نجانب الحقيقة، الفساد موجود وأنشئت الهيئة لكي تتعاون مع المواطنين، فهي وحدها لا تكفي جهودها للقضاء على الفساد وهي تنتظر من الجميع التعاون معها. * ماذا عن المشاريع المتعثرة في وزارات الدولة؟ هل رصدتم ذلك؟ - نعم، هناك كثير من المشاريع المتعثرة، اطلعنا عليها وذهبنا لها، ورصدناها، ونعمل على معالجتها الآن بالمكاتبة مع الجهات الحكومية، بسؤال عن أسباب التعثر، ومحاولة استئناف الأعمال فيها. * هل يمكن أن تحدد لنا وزارة محددة يكثر في مشاريعها التعثر؟ - لم نحدد وزارة، وجدنا ذلك وهي تعتمد على كثرة المشاريع لدى أي وزارة، فكلما تكثر المشاريع يكون نسبة منها متعثرة، فبعض الوزارات لديها مشاريع أكثر من غيرها، ومحطة اهتمام الناس، وهي تقدم الخدمات المباشرة للناس فتتعرض بعض مشاريعها للتأخير، أو للتعثر لأي سبب كان، وهذه مهمة الهيئة أن تبحث. * هل هناك تعاون مع الوزارات، فأنتم قمتم بزيارات متعددة لأكثر من جهة وزارية، وهل هناك جهات لم تتعاون؟ - لا، وجدنا تعاونا، وهذه الزيارات لبناء جسور أقوى من التعاون، ولتوضح مهام الهيئة وأهدافها، وأقترح مزيدا من وسائل التعاون بينها وبين شركائها، الذين هم الوزارات والموظفون والمسؤولون من الجهات الحكومية. * في رأيكم ألا ترون أن عدد العاملين في الهيئة قليل بالنسبة للمساحة الجغرافية للسعودية؟ - الهيئة لم تكمل السنة الأولى، وكان أمامها زخم هائل من المهمات، بين تجهيز مقر والبحث عن المقر والكفاءات والكوادر التي تتوافر فيها شروط التوظيف في الهيئة التي أوجدها النظام، والتي لا يوجد مثلها في أي جهة حكومية، وبين ممارستها للأعمال التي تتلقاها والبلاغات التي تصلها، لقلنا إن ما وصلنا إليه، والحمد لله مرضي جدا، نحن نشعر بأننا سائرون في الطريق الصحيح، وما قطعناه حتى الآن يتجاوز مدة عمر الهيئة. * هل هناك خطة مستقبلية لزيادة العدد؟ - أكيد نحن ماضون في زيادة العدد يومياً، لكن نظراً للصعوبة في شروط التوظيف في الهيئة، جعلنا نتحرّى أكثر ونتأنى أكثر، ونبحث أكثر عن الكفاءات. * ما أبرز الشروط التي يجب أن تتوافر في أعضاء الهيئة؟ - أن يتحلى العضو بالحكمة والأمانة والنزاهة والحياد، وأن يدلي بإقرار ذمته المالية، يعني يقر بما لديه قبل أن يباشر عمله، وأن يقسم قسماً مدونا نصه في تنظيم الهيئة، وألا يكون قد حكم عليه فيما يخل بالشرف والأمانة، حتى لو كان قد رد له اعتباره، وألا يكون لديه عمل، أو لا يعمل في أي عمل آخر في جهة حكومية أو خاصة بأجر أو دون أجر، وذلك رغبة في توفير الاستقلالية التامة والحياد لموظف الهيئة. * هناك كثير من الشكاوى من قبل المواطنين لسوء الخدمات العامة، التي تهم المواطنين كالطرقات والخدمات البلدية؟ هل رصدتم شكاوى من هذا القبيل؟ - نعم نتابع ذلك، ومن ضمن أهم مهمات الهيئة متابعة الشأن العام للمواطنين، ومتابعة الأوامر التي تصدر في الشأن العام، ومتابعة ما يهم المواطنين من خدمات، والهيئةمهتمة في هذا سواء في المدن أو المحافظات، وتولي اهتماما خاصا لهذا، ولو لاحظت في بعض الرسائل التي ترسلها الهيئة للمواطنين قيل إن المواطن يجب أن ينعم كما أمر خادم الحرمين الشريفين بالخدمات من طرق، ومن خدمات بلدية وخدمات أخرى، بالمستوى الذي يجعل المواطن يعيش حياة كريمة، ويشعر بأن الدولة توفر له جميع الخدمات بأرقى المستويات. * هل تم إنذار الجهات المسؤولة عن تنفيذ المشاريع الخدمية العامة، كالشركات المنفذة؟ - نحن لا ننذر الشركات، فليس بيننا وبين الشركات اتصال مباشر، لكن نتوصل مع الجهة عندما نلاحظ أي خلل، وننبه الجهة على هذا الخلل، وهي التي تتواصل مع المقاول، أو مع الاستشاري أو مع من ينفذ العمل، وسوف تطلب الهيئة تلافي أي تصور في تنفيذ الخدمات. * ماذا عن إشرافكم على القطاع الخاص والتعاون معهم؟ - القطاع الخاص مشمول بقطاع الهيئة، ولكن شموليته ليست كشمولية الوزارات، إنما هو مشمول بأن يقدم للهيئة برامج وخطط مكافحة الفساد لديه في شركاته، والهيئة تتابعها وتقيمها، وتراقب تنفيذها، فمن المهم هو مكافحة الفساد في جميع المجالات الحكومية أو القطاع الخاص. * حدثنا عن مشاركتكم في جناح الهيئة في الجنادرية؟ - هذه المشاركة الأولى، لأن عمرها لم يبلغ السنة حتى الآن، وأردنا أن نشارك ونساهم من خلال هذا الجناح في التوعية بدورها، ومساهمتها وأهدافها، وتكون قريبة من المواطنين والزوار في المهرجان، لكي توصلهم معلومات عنهم ومطبوعاتهم، والإجابة عن استفساراتهم، وأخذ مقترحاتهم، وما يدلون به، وأن نكون قريبين منهم. * كيف وجدتم الإقبال على الجناح من الزوار؟ - الإقبال جيد، ويقيمه العاملون في الجناح، هذه هي الزيارة الرابعة لي، والزوار للجناح أبدوا ارتياحهم، فالجناح أعد في وقت ضيق، ونحن مرتاحون للتجربة، ونعمل على تطويرها في المستقبل، إن شاء الله. * هل استقبل الجناح شكاوى؟ - الجناح ليس مكانا لاستقبال البلاغات، ولكن الزوار يستفسرون عن البلاغات، ونرشدهم عن آلية التبليغ.