يتزايد الفضول لدى الكثير من المواطنين حول الزيارات المتتالية والمكثفة التي يقوم بها رئيس هيئة مكافحة الفساد محمد الشريف، إلى المسؤولين في مقار أعمالهم، فخلال الأشهر السبعة الماضية لا يخلو أسبوع من زيارة أو زيارتين لأكبر القيادات في الجهات الحكومية، غير أن مراقبين تساءلوا عن «سر تلك الزيارات المتتالية» لرئيس الهيئة الوليدة، إذ يظهر من لقاءاته أنه يطلع المسؤولين عن جوانب من أعمال الهيئة، والآلية المتبعة في التعامل مع البلاغات، وأمله في التعاون مع الهيئة، بحسب ما تنشره هيئته من بيانات صحافية، غير أن معلومات تسربت ل «الحياة» حول «الهمسات القوية» التي يسكبها الشريف في آذان المسؤولين على نحو: نحن هنا الآن، في إشارة إلى أن المستقبل سيكون أكثر تضييقاً لشرايين الفساد في أروقة المكاتب الحكومية وشبه الحكومية. الشريف الذي ما زال يواصل زياراته إلى المسؤولين برفقة بعض مسؤولي الهيئة، اتخذ أسلوب الزيارات لمكاتب «كبار المسؤولين» في الدولة بعد فترة وجيزة من مباشرة عمله، يحدثهم تارة عن مبدأ تعزيز الشفافية، وتارة أخرى عن حماية النزاهة ومكافحة الفساد، ويطلعهم على بعض أعمال الهيئة مثل الآلية المتبعة في استقبال البلاغات من المواطنين والتعامل معها، ويناقشهم حول ما تنص عليه الاستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد، ويبلغهم عن أمله في تعاون الجميع لتنفيذها، ويقدم نسخاً من إصدارات الهيئة التعريفية. مواطنون يعبرون عن «أحلامهم» تجاه الهيئة في كشف قضايا الفساد المختلفة، بل ان رئيس الهيئة يصله كثيراً من آمال الناس حول ذلك، خصوصاً أنهم يطمحون إلى الكشف عن «قضايا الفساد الكبيرة» التي تقف وراءها «رؤوس كبيرة»، داعين إلى أن لا ينحصر دور الهيئة على «القضايا الصغيرة» مثل الكشف عن تعثر مشروع مدرسة أو القبض على موظف في مرتبة وظيفية صغيرة، وغيرها من القضايا التي تعتبر «صغيرة» في مقابل قضايا «أكبر»، لكن رئيس الهيئة وعد أكثر من مرة بأن «الهيئة لن تتوانى في مكافحة الفساد «سواءً ارتبط برؤوس كبيرة أم صغيرة»، وهو الوعد الذي يعلق عليه المواطنون طموحات كبيرة لمكافحة الفساد. الهيئة توسعت في خطط التواصل مع الجمهور، بعد أن دشنت موقعها على الانترنت أول من أمس، إذ يوضح الشريف في كلمته لزوار الموقع أن الموقع يأتي ل «تعزيز التواصل مع الجمهور، وفتح قناة اتصال جديدة، إضافة إلى القنوات الأخرى المتاحة حالياً، التي تتلقى الهيئة من خلالها مقترحات وشكاوى وبلاغات الجمهور»، داعياً الجميع إلى التعاون مع الهيئة «في ما يؤدي إلى مكافحة الفساد»، مبيناً أنه بتدشين الموقع «تكون الهيئة قد أكملت منظومة وسائل التواصل بينها وبين من يريد التعرف على نشاطاتها، وما تقدمه للمجتمع من أعمال، أو من يريد تقديم بلاغ لها، لما رسخ لديها من أهمية الإعلام الحديث، كوسيلة تواصل تفاعلية، يتعامل معها الغالبية». «جازان»: استبعاد مسؤول تشغيل مضخات ل«المياه»