أوضحت لجنة وزارية عليا شكَّلها وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة -للتحقيق إثر تقرير نشرته "سبق" في السادس والعشرين من محرم الماضي بعنوان "بالصور.. مياه الصرف تقتحم غرف المرضى بمستشفى جازان"- أن المياه لم تكن مياه صرف صحي، وأن الموضوع بأكمله كان بفعل مرافقي المرضى في الغرفة، الذين تم التعرف على هويتهم وجار استكمال ما يلزم بحقهم رسمياً. وأوضح مدير العلاقات العامة بصحة جازان سراج بن عمر دخن في البيان، أن الحادثة لم تكن طفحاً للمجاري، وإنما مياه نظيفة أطلقت عمداً من قبل مرافقين للمرضى في غرفة التنويم رقم "2" قسم الباطنة رجال، بعد أن قاموا بسد مغسلة حمام الغرفة بأعقاب سجائر، وكرسي الحمام بلفات بلاستيكية، وفتحوا حنفية المياه لمدة تزيد على ساعة حتى بللت أرضية وغرفة المرضى. وكانت "سبق" قد نقلت عن مرافقي المرضى أن طفح مياه الصرف الصحي في مستشفى جازان العام، ووصولها إلى قسم التنويم، أجبر عدداً كبيراً من المرضى المنوّمين ومرافقيهم على ترك غرفهم والجلوس في الممرات. وأرجع عددٌ من المرافقين السبب في ذلك إلى غياب المتابعة، معتبرين ذلك مؤشراً واضحاً لاستمرار مسلسل تدني الخدمات التي سبق أن تذمّر منها المواطنون. وقال يحيى حليسي ل"سبق": كنت مرافقاً لوالدي الذي يعاني تليفاً في الرئة، وفي منتصف الليل دهمتنا مياه المجاري من دورة المياه الخاصة بالغرفة، وظلت تحاصرنا إلى حلول دوام الموظفين الرسمي، وانتظرنا فرجاً، غير أن أياً من مسؤولي المستشفى لم يحرّك ساكناً، رغم تقدمي بشكوى إلى المدير المناوب. وكان صالح الحارثي، الذي يعاني إعاقة جسدية، وكان منوماً في إحدى الغرف، أكد أنه اضطر إلى مغادرة غرفته بمساعدة مرافقه، وتوجّه إلى أحد الممرات للجلوس فيه، رغم حالته الصحية الصعبة.