أعلن المساعد السابق لكولن باول وزير الخارجية الأسبق، في وثيقة حصلت عليها صحيفة «ذي تايمز» البريطانية، أن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، كان يعلم أن معظم المعتقلين في سجن غوانتانامو كانوا أبرياء، لكنه أبقاهم في السجن لأسباب سياسية، وأكد لورنس ويلكرسن رئيس الأركان في عهد كولن باول، في إعلان أرفق بشكوى أحد سجناء غوانتانامو، أن نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني، ووزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد، كانا يعلمان بأن معظم السجناء في القاعدة في عام 2002، أي 742 معتقلاً كانوا أبرياء، وأنه لم يكن من الممكن سياسيًّا الإفراج عنهم. * * * لكن ما يزيد المأساة بؤسًا، والاستهتار بالحياة الإنسانية، واحتقار الحقوق والحريات البشرية بشاعة، ما أشارت إليه التايمز البريطانية من أن كولن باول أيّد تصريحات الكولونيل ويلكرسن، الذي كشف أن معتقلين سلّموا إلى الولاياتالمتحدة من قِبل أفغان أو باكستانيين مقابل 5 آلاف دولار (الشرق الأوسط)، وذلك من دون وجود أدلة على تورّطهم في الإرهاب. وأضاف: إن تشيني ورامسفيلد رفضا الإفراج عن الأبرياء، لأنه كان سيفضح خطأ اعتقالهم. * * * إن غزو أفغانستان والعراق، وتدمير البلدين تمامًا، وقتل ما يتجاوز المليونين من أهلهما، وتهجير ما يقارب الخمسة ملايين للداخل والخارج، هي لطخة عار، ليس على الولاياتالمتحدة فحسب، بل على كل حلفائها الأوروبيين، لكنّ قتل إنسان مسالم بريء أعزل، قد يكون أخف من اختطافه، وشرائه بثمن بخس، ثم سجنه، وتعذيبه بوحشية لعدّة سنوات، والأدهى أن يظل مرتكبو هذا الجرم في مناصبهم، ولا تطالهم أي مساءلة، في بلد يحاضرنا ليل نهار عن حقوق الإنسان، وسيادة القانون، وإدانة العنف والإرهاب.