يرى كاتبٌ صحفي أن بعض الجمعيات الخيرية التي تقدم المساعدات للشباب الراغبين في الزواج، تقوم ب "إذلالهم " من خلال شروط لا تُعقل، تفرضها عليهم، مقابل مبالغ زهيدة تمنحها لهم، مطالباً هذه الجمعيات أن تتقي الله في شبابنا. وعن أزمة السكن، يرى كاتبٌ آخر أن مَن منح المحظوظين الأراضي البيضاء، قادرٌ على استردادها منهم من أجل النفع العام وعمارة الأرض. كاتب سعودي: بعض الجمعيات الخيرية "تذل" الشباب الراغبين في الزواج
يرى الكاتب الصحفي م. طلال القشقري في صحيفة "المدينة"، أن بعض الجمعيات الخيرية التي تقدم المساعدات للشباب الراغبين في الزواج، تقوم ب "إذلالهم " من خلال شروط لا تُعقل، تفرضها عليهم، مقابل مبالغ زهيدة تمنحها لهم، مطالباً هذه الجمعيات أن تتقي الله في شبابنا، ففي مقاله "إذلال الشباب الراغبين في الزواج" يقول الكاتب "ضَحِكْتُ لدرجة البُكاء وأنا أقرأ استمارة إحدى الجمعيات الخيرية في جدّة للشباب الفقراء وذوي الدخل المحدود الذين يقترضون منها للزواج، إذ اشتملت على شروط كثيرة وعسيرة و(بايِخة) وغير مُبرّرة ولا تتناسب مع مبلغ القرض الضئيل وهو 14000 ريال".
ويمضي الكاتب راصداً هذه الشروط ويقول "هي شروط، لا مؤاخذة، إذلالية للشباب، تبدأ بإقرارهم الكتابي على موعد ومكان زفافهم، مع إرفاق صورة من عقد إيجار قاعة الزفاف، ومصادقة شاهديْن وأولياء أمور الزوجات على الإقرار، وكأنّ الشباب (كذّابين أشِرِين) يختلقون زفافات مُزيّفة لسلْبِ قرضٍ متواضع، ولا تكتفي الجمعية بهذا بل تُلْزِم الشباب بأن يُحْضِروا تزكية من إمام مسجد واثنيْن من المُصلِّين فيه بأنهم من المحافظين على صلاة الجماعة ومستقيمين ديناً وخُلُقاً، يعني من لا يُحافظون عليها لا تنصحهم، بل تحرمهم من القرض ليزدادوا حاجةً وربّما ميْلًاً وانحرافاً، ونسيت الجمعية أنّ تسهيل الزواج لهم هو مفتاح الاستقامة الدينية والخُلُقية، وليس هذا بعد فلا بُدّ أن تُصادق إدارة الأوقاف على التزكية، فهل هذا معناه انعدام الثقة بأئمّة المساجد والمُصلِّين؟! و(أبيخ) شرط هو ألاّ يكونوا قد دخلوا على زوجاتهم حتى تاريخ القرض".
ويعلق الكاتب بقوله "أخشى أن تشترط مستقبلًاً أن يُحضروا شهادة طبية من مستشفى النساء والولادة والأطفال تُثبت ذلك، أمّا القرض نفسه، الضئيل، الذي لا يكفي لشراء غرفة نوم متوسطة، فتُعامله الجمعية كأنه أربعة عشر مليون ريال، فتشترط كفلاء غارمين للشباب واستقطاعاً من رواتبهم مُصدّقاً من كتابة العدل، ناهيكم عن شروط أخرى ضمن نماذج كثيرة هي المذلّة بعينها وشحمها ولحمها، وهنا أشير إلى الديدن الشرعي للإقراض الذي لا بُدّ وأن يقترن بالتيسير لا التعسير للمقترضين وإلاّ انقلب إلى أذىً لهم قد يُبْطِل أجر الإقراض".
وينهي الكاتب بقوله "فلتتق الله هذه الجمعية وغيرها، فخادم الحرمين الشريفيْن وأمير المنطقة وأهل الخير قد دعموها بالمال والتسهيلات لتكون مُعِيناً لما أُسِّسَت له لا ضدّه وعليه! .. بقي التذكير بقول الله - عزّ وجلّ - في كتابه الكريم: (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذَى وَالله غَنِيٌ حَلِيمْ)".
"خزندار": مَن منح المحظوظين الأراضي البيضاء قادرٌ على استردادها منهم
يرى الكاتب الصحفي عابد خزندار في صحيفة " الرياض" أن مَن منح المحظوظين الأراضي البيضاء، قادرٌ على استردادها منهم من أجل النفع العام وعمارة الأرض، رافضا إبقاء هذه الأراضي على وضعها الحالي، ففي مقاله "الأراضي المحتكرة " يقول الكاتب "هي أراض ذات مساحات واسعة مُنحت لبعض المحظوظين الذين لا يحتاجون إليها لأغراض السكن، فهي أكبر من أن تستخدم لبناء سكن، ولا يحتاجون إليها لأغراض التجارة على الأقل في المدى القريب وعندهم سعة من المال تغنيهم عن بيعها، وبقاؤها كما هي مع تقادم العهد عليها يُعلي من قيمتها، بل يضاعف هذه القيمة، علما بأن وضعها بيضاء يجعلها مرمى للنفايات، كما أنها تتحول بعد المطر إلى مستنقعات يتربى فيها البعوض، وتلحق ضرراً بالغاً بالبيئة، هذا في الوقت الذي لا يجد فيه المواطن أرضاً بسعر معقول يبني عليها سكنه، كما لا تجد وزارات الصحة والتربية والتعليم أرضاً تبني عليها مراكزها الصحية ومدارسها".
ويمضي الكاتب قائلاً "أصوات كثير من المواطنين ترتفع مطالبين ولي الأمر أن يتخذ الخطوات التي يمكن أن تعالج هذه المشكلة سواء بفرض رسوم عليها تجبرهم على بيعها، أو سحبها ممّن منحت لهم طالما أنهم لا يحتاجون إليها كسكن، ولا يعملون على إحيائها، وأكدوا أن احتكارها يضر بالمواطنين والمصلحة العامة، كما أنها تعوّق كثيراً من المشاريع، وخاصة المتعلقة بالطرق والسكك الحديدية إلا إذا دفع عليها تعويض مبالغ فيه".
وينهي الكاتب بقوله "إن الذي منح يمكن أن يسترد، إذا لم ينفع الممنوح الناس وهم مثل الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في عمار الأرض ونفع الناس، وإذا رأت الدولة أن تفرض رسوماً عليها فيجب أن تلزمهم بتسويرها؛ لأن بقاءها بيضاء - كما قلت - يجعلها عُرضة لتجمُّع النفايات وتكوين المستنقعات، فعسى أن يتم شيء من ذلك".