تفاعلت قضية التصريح الصحفي الذي نشره أحد المواقع الإلكترونية لصحيفة ورقية، على لسان المدربة المجازة من قبل منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية نورة الشعبان، أمس، وأشير فيه إلى أنها طالبت وزارة التعليم العالي بالتدخل العاجل لمنع المعاهد والكليات المتعمدة في بريطانيا وكندا والولايات المتحدة من إجبار المبتعثين والمبتعثات السعوديين على المشاركة في النوادي الليلة، بحجة سرعة اكتساب اللغة لتقليل أشهر الدراسة فيها. وذكر فيه أن الشعبان قالت: "إن هذه المعاهد تصنف حفلات النوادي الليلية وحفلات الكاريوكي ضمن متطلبات تعلم اللغة، وتلزم الطلاب بالتردد على هذه الأماكن ثلاث مرات أسبوعياً، ويشكل عدم الذهاب إليها تقصيراً تعليمياً، مشيرة إلى أن الطالبات السعوديات المبتعثات يعانين من هذه المشكلة بشكل خاص، حيث إن الذهاب لهذه الحفلات يؤثر في سمعة الفتاة، والامتناع يؤثر في تحصيلها العلمي، من جهة العلامات والدرجات التي تحددها جهات الدراسة". التصريح الذي نفت المدربة في وقت لاحق العبارات التي تضمنها، أثار المبتعثات السعوديات في هذه الدول، حيث تلقت "سبق" شكاوى منهن، يؤكدن من خلالها عدم صحة هذا الحديث، وعدم وجود معاهد تجبرهن على ارتياد الملاهي الليلية. تقول إحدى الطالبات في شكواها: "نريد مساعدتكم لدحض هذا الافتراء، والله إن هذا الكلام كله كذب وافتراء، والله أعلم ما القصد من ذلك، فنحن مسلمون محافظون على ديننا وقيمنا في السعودية وخارجها، وحسبنا الله ونعم الوكيل". تقول الطالبة: "لدعم موقفنا راسلنا المعاهد التي درسنا فيها اللغة وأخبرناهم بما افترت عليهم به هذه الصحيفة، وسيلقون الرد من عندهم يوم الاثنين بإذن الله، فهم يخشون على سمعة معاهدهم ولا يرجون لها الخسارة". وتبين الطالبة أنها وزميلاتها تواصلن مع المدربة نورة الشعبان وتمت مطالبتها بتكذيب ما كُتب على لسانها، ووافقت. المبتعثة في بريطانيا النود العويمر بعثت برسالة ل "سبق" قالت فيها: "الخبر أساء لنا كمبتعثات، وجرى اتهامنا بأننا نذهب إلى ملاهي ليلية بحكم إجبار المعاهد لنا، وأنا أقولها لكم بكل صراحة: هذا كذب وهراء، أنا وغيري من الطالبات درسنا في أكثر من معهد ولم يحصل ولا مرة أن أحد هذه المعاهد أجبرنا أو حتى حثنا للذهاب إلى الملاهي الليلية والمعاهد تحترمنا وتحترم ديننا، وهذا الخبر أثار ضجة وموجة غضب كبيرة هنا في بريطانيا من قبل الرجال والنساء، وأيضاً في أمريكا من خلال تواصلي مع إحدى الزميلات". وتكمل المبتعثة قائلة: "هذا الخبر أساء لنا كمبتعثات بوجه خاص وللمرأة السعودية بشكل عام، وقد تناقلته أكثر من 30 صحيفة إلكترونية عربية، ونحن عهدنا من صحيفة "سبق" المصداقية بالنشر ونقل الصورة الصحيحة، فمن هنا أطالب صحيفتكم الموقرة بنشر تكذيب ذلك الخبر وتوضيح ذلك، فنحن أخوات لكم ولا ترضونها لنا، حفظكم الله ". من جهتها، تبرأت المدربة نورة الشعبان من التصريح الذي نشرته الصحيفة، وقالت في صفحتها على فيس بوك: إنها بعثت خطاباً لرئيس تحرير الصحيفة، فيما يلي نصه: نُشر خبر بصحيفتكم بعنوان (مدربة سعودية تطالب بمنع إجبار المبتعثات على النوادي الليلية).. أحيط علمكم بأنه لم يكن بالصورة التي طرحتها بتاتاً.. وأود نشر التالي بعد إذنكم الكريم.. إن أهم ما يحصل عليه الإنسان هو العلم الذي يرتقي بفكره ويصقل مهاراته.. قال ربي سبحانه: (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) لذا كان لِزاماً عليّ أن أنشر هذا الفكر كمدربة تؤمن بأن التحدي يكمن في القدرة على تحويل الفشل إلى نجاح.. فمستقبل أمتنا ووطننا تحديداً ينتمي للكفء المغامرين، وليس لطالبي الراحة.. ومن الأشياء الأساسية في حياتنا ليس إلى أي مكان قد وصلنا الآن. ولكن في أي اتجاه تتقدم! فالظروف لا تصنع الإنسان، إنما تكشفه لنفسه.. هي تلك المعاني التي نقلتها للمبتعثات الحبيبات في بريطانيا وإيرلندا.. وهي تلك اللحظات الجميلة التي قضيناها معاً.. وما شاهدته من نقلة نوعية لفتياتنا هناك.. جعلني أنتظر تلك اللحظة التي تعود بها بناتنا محملات بالثمار اليانعة.. ليتم قطافها في وطني.. ولينعم وطني بالمفيد المتجدد.. سبحان الله لم تأخذ هذه المبادرات حقها إعلامياً.. ويبدو أن الصورة لم تكن واضحة.. فأود التوضيح.. كلمات الخبر في صحيفتكم كانت قاسية جداً جداً جداً.. حيث إنني لم أتحدث بمثل هذا الأسلوب، فهي حتماً ليست طريقتي وحتماً ليس هو أسلوبي.. والدول السابق ذكرها لديها من الديمقراطية ما يكفيها.. شعوري بالفخر والاعتزاز بكل المبتعثين والمبتعثات وأقول لهم استمروا نحن معكم قلباً وقالباً.. استمروا مهما زاد عليكم الألم.. فأنا مؤمنة بأن الله إذا أراد لإنسان نعمة.. فإنه يشملها بمشكلة.. كلما كبرت المشكلة زادت النعمة.. رُب ضارة نافعة..