فيما يعد الحكم الأول من نوعه، قررت محكمة ايطالية إيقاف ثلاثة مديرين تنفيذيين في شركة " جوجل " عن العمل بسبب بث مقطع فيديو، يظهر صبياً مصاباً بمرض " التوحد " يتعرض للإساءة، وقالت المحكمة إن المقطع ينتهك خصوصية الصبي وما كان يجب بثه على " فيديو جوجل " . وقالت صحيفة " ميامى هيرالد" الأمريكية المحلية: أصدر القاضي الإيطالي اوسكار ماجى حكماً بإيقاف ثلاثة مديرين تنفيذيين بشركة " جوجل " عن العمل لمدة ستة أشهر بسبب بث مقطع فيديو، يظهر صبياً مصاباً بمرض " التوحد " يتعرض للإساءة، وشمل القرار كل من مستشار الخصوصية بالشركة بيتر فليشر واحد نواب رئيس شركة جوجل والمدير القانوني ديفيد دراموند والمدير المالي المتقاعد للشركة جورج ريز، بينما تمت تبرئة مدير التسويق ارفيند ديسكان، وقررت المحكمة إعفاء الثلاثة من تهمة التشهير، بينما برأت المحكمة متهماً رابعاً. والمقطع المشار إليه عرض على يو تيوب ويظهر أربعة مراهقين يقومون بضرب واهانة صبى مصاب بالتوحد، وهو عاجز عن الدفاع عن نفسه تماماً، وقد ألزمت محكمة الأحداث المراهقين الأربعة بأداء عمل لخدمة المجتمع، حيث لم تسمح أعمارهم بالسجن. وقال مستشار الخصوصية بشركة جوجل واحد من شملهم القرار بيتر فليشر في بيان له " إن القاضي قرر اعتباري مسؤولاً أصليا في فعل قام به بعض المراهقين الذين بثوا مقطع فيديو غير مسؤول على جوجل فيديو " . وقالت الصحيفة: إن المحاكمة يمكن أن تكشف عما إذا كان الإنترنت مفتوحاً في ايطاليا أم يتعرض للرقابة. واعتبرت شركة "جوجل"، ومقرها كاليفورنيا، أن المحاكمة تعد تهديد للحرية على الإنترنت، لأنها تفترض مراقبة الآف الساعات من مقاطع الفيديو التي يتم بثها يومياً وهو ما يعد مهمة مستحيلة على مواقع مثل " يو تيوب " . وقال المتحدث باسم شركة جوجل بيل اتشكسون " إننا سنستأنف هذا القرار الغريب، الذي تسبب في القلق لنا جميعاً حيث يهدد مبدأ الحرية الذي تقوم عليه شبكة الإنترنت". وفي المقابل أصر القضاة الإيطاليون أن القرار لا يتعلق برقابة الانترنت بقدر ما يتعلق بالتوازن بين حرية التعبير وحماية حقوق الأفراد على الشبكة. والتوحد هو اضطراب عصبي ينتج عن خلل في وظائف الدماغ ويظهر كإعاقة تؤدي إلى تأخر في تطور مهارة الكلام واضطراب السلوك وتجنب التعامل مع الآخرين والميل للعزلة والصمت.