قبل خمسين عاماً مضت لم تكن نسوة جازان يعتقدن أن "الميفا" أو التنور سيرافق مسيرة الحضارة العمرانية، فبعد أن كان الطين أساساً لبنائه، بات "السيراميك" اليوم يغلفه من الخارج في شكل هندسي لاقى قبولاً لدى الكثير من سيدات منازل الجيل الراهن. وظل "الميفا" على مدى سنوات في شكله الطيني المعروف ركناً أساسياً في المنزل الجازاني رغم التقدم في تحضير الوجبات والأكلات، فلا يكاد منزل يخلو في جازان إلا وتجد به هذا الميفا الذي يشكل ضرورة لتحضير الأكلات الشعبية كالخمير والمغشات والحواسي، إضافة إلى الأسماك والإيدامات. شريفة القاضي، إحدى النسوة اللاتي يملكن أشهر "ميفا" في صبيا، تؤكّد ل "سبق"، أن الاهتمام بشكله الخارجي يعد نقلة لتتساوى مع التطور ومع ذلك تشير القاضي إلى أن المضمون باقٍ لن يتغير عبر تحضير الأكلات الشعبية بنفس التراث الجازاني القديم رغم منافسة الكثير من الوجبات الحديثة الجاهزة.