يعتمد كثير من أهالي منطقة جازان على الميفا «التنور» في إعداد المأكولات التقليدية التي اشتهرت بها المنطقة، بخاصة خلال الشهر الكريم، حيث يقبل الكثيرون على اقتناء الميفا أو تجهيز ما كان موجودا منه في البيوت، حيث لا تخلو البيوت الجازانية عادة من وجود الميفا. والميفا هو وعاء فخاري يصنع بطريقة تقليدية خاصة ويتوافر في الأسواق الشعبية بالمنطقة، ويتم فيه طبخ المأكولات الشعبية كحنيذ اللحم الجازاني المشهور. وفي شهر رمضان يعتمد كثير من الأسر في جازان على الميفا في إعداد الطعام، حيث يتم إعداد الشوربة الرمضانية في البورمة وهي وعاء حجري مجوف، ومن ثم يتم وضعها في الميفا بعد وضع قطع اللحم بداخلها، حيث تمتاز حينذاك بنكهة متميزة تختلف عن الشوربة العادية. كما يتم إعداد المغش وهو إناء حجري على شكل قدر صغير أو متوسط الحجم، ويتم فيه وضع الخضراوات من طماطم وبامية وكوسة وبطاطس إلى جانب اللحم. كما يتم في الميفا إعداد العيش أو الخمير الذي يتكون من الحب «الذرة الرفيعة» التي يتم طحنها بعناية عبر المطحنة التقليدية، ومن ثم إعدادها ليتم خبزها في الميفا فضلا عن إعداد السمك وكثير من الأكلات الشعبية. ورغم تطور أنماط الحياة بجازان وتطور النمط العمراني وتعدد أنماط الطهي الحديثة، ظل الميفا محتفظا بمكانته في البيوت الجازانية، وبقيت كثير من الأسر على علاقتها بالميفا خاصة خلال شهر رمضان المبارك.