قال الرئيس السوري بشار الأسد في خطابه الرابع منذ اندلاع الثورة الشعبية ضده، الذي ألقاه صباح الثلاثاء: إن المنصب ليس له أي قيمة من دون الدعم الشعبي، وشن الأسد في خطابه هجوماً على الجامعة العربية، قائلاً: الجامعة العربية ساهمت بشكل مباشر في بث بذور الفتنة والفرقة، والجامعة العربية لن تكون جامعة ولن تكون عربية، ورد الأسد على ما ادعاه بأن الإعلام الخارجي حاول فبركة مقابلته مع محطة أجنبية: (خسئتم لست أنا من يتخلى عن المسؤولية). وأكد الرئيس السوري الذي يواجه احتجاجات تطالب بإسقاط نظامه منذ عشرة أشهر، أن "تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية لا يعنينا من قريب أو بعيد، فسوريا قلب العروبة النابض كما قال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر". ولفت إلى أن الدول العربية وقفت ضد سوريا في مواقف كثيرة، مثل الحملة ضدها بعد اغتيال رفيق الحريري أو ما يثار عن ملفها النووي وغيره، ومع ذلك فقد أكد أن سوريا لن تغلق الباب أمام أي مسعى عربي طالما يحترم سيادتها. وأوضح: "بعض الدول العربية قلبها معنا وسيفها ضدنا بسبب الضغوط". وقال: إن "الدول العربية ليست واحدة في سياستها تجاه سورية.. الجامعة العربية مرآة للسياق العربي المزري ويسير بالوضع العربي من سيئ إلى أسوأ". وأشار الأسد إلى أن سوريا تعرضت لهجمة إعلامية غير مسبوقة هدفت لشل إرادتها، وأن الإعلام مكرّس للعمل ضد سوريا، كما أن الإعلام الخارجي حاول تسويق أن الرئيس يتخلى عن مسؤولياته. وقال الأسد: إن الظروف الحالية تمثل لنا جميعاً امتحاناً في الوطنية، وأن الإصلاح يجعل سوريا أقوى، وهو ما يعني تكريس النهج السوري، وهذا ما هو مكروه. وأضاف أن هناك من استخدم ورقة الإصلاح لمساومة السلطات السورية، وأن الإصلاح لن يمنع الإرهابيين من ممارسة إرهابهم، والجزء الأكبر من سوريا لم يخرب، وهو الذي يريد الإصلاح. وفيما قال الأسد في خطابه الرابع منذ بدء الحركة الاحتجاجية إن "بعض العرب معنا في القلب وضدّنا في السياسة", أوضح أن "التآمر الخارجي على سوريا لم يعد خافياً على أحد، وقال إن "المخرّبين استغلوا المظاهرات السلمية؛ للقيام بأعمال القتل والنهب". وأكد الأسد على أن الدول العربية "التي تنصحنا بالإصلاح ليس لديها أي معرفة بالديموقراطية"، قائلاً إن وضعهم كوضع الطبيب المدخن الذي ينصح بترك التدخين والسيجارة في فمه، وقال العرب إن لم يقفوا مع سوريا يوما مستشهداً بعدة مواقف مثل غزو العراق واغتيال الحريري وحرب لبنان عام 2006. وشن هجوما قوياً على دول عربية دون أن يسميها، قائلا: لايجوز أن نربط بين العروبة وبين ما يقوم به بعض "المستعربين" بحسب كلامه.