توفي السبت في القاهرة الروائي إبراهيم أصلان مؤلف رواية "مالك الحزين" وأحد أبرز كتاب الستينيات في مصر عن عمر يناهز 77 عاماً، إثر إصابته بأزمة صحية، كما أعلنت أسرته. وقال هشام أصلان نجل المتوفى أن والده توفي بعد ظهر السبت بعد أسبوع من إصابته بنزلة برد. وأوضح أصلان، وهو صحفي في جريدة الشروق، أن والده "تناول دواء لمعالجة أزمة برد إلا أن هذه الأدوية أثرت على عضلة القلب وأربكت وظائفه، خصوصاً أنه أجرى قبل سنوات عملية قلب مفتوح". والروائي الراحل المتميز بشح كتاباته، حيث يطلق عليه بعض معجبيه لقب "الكاتب بالمحو" أي أنه يكتب ثم يمحو ثم يعيد كتابة عمله الأدبي أكثر من مرة ليقدمه لقرائه مكتملاً، وهو ما دفع عدداً من النقاد والمثقفين إلى دعمه وهو الموظف البسيط ليصبح واحداً من أبرز الرموز الثقافية في مصر والعالم العربي. وأصلان مولود في محافظة الغربية "شمالاً" إلا أنه عاش غالبية سنوات عمره في ضاحية إمبابة الشعبية في القاهرة. وبدأ مشواره الأدبي بكتابة القصة القصيرة، وأصدر أول مجموعاته القصصية "بحيرة المساء" التي جذبت بشدة له الكاتب والمفكر يحيى حقي الذي وقف إلى جانبه وساهم بنشر الكثير من أعماله القصصية في مجلة "المجلة" كان يرأس تحريرها. وفي نهاية الستينيات ساهم الروائي المصري الراحل نجيب محفوظ الحائز جائزة نوبل للآداب والناقدة الراحلة لطيفة الزيات في نقل أصلان من عمله كموظف بسيط في البريد للتفرغ للإنتاج الثقافي. وحظيت باكورة رواياته "مالك الحزين" باهتمام المثقفين المصريين والعرب وجمهور القراء، واختيرت واحدة من بين أهم مئة رواية عربية. ومن هذه الرواية استوحى أحد كبار المخرجين المصريين داود عبد السيد فيلمه "الكيت كات" الذي اختير من بين أهم مئة فيلم أنتجتها السينما المصرية منذ انطلاقتها قبل أكثر من 112 عاماً، وقد حقق الفيلم نجاحاً باهراً عند عرضه في السينما.
وعمل إبراهيم أصلان رئيساً للقسم الأدبي في جريدة الحياة اللندنية منذ بداية التسعينيات وحتى رحيله، وكان تولى أيضاً منصب مدير سلسلة نشر في هيئة قصور الثقافة مهتمة بنشر الإبداعات العربية وكان لنشره رواية "وليمة الأعشاب البحر" لحيدر حيدر أزمة آثارها التيار الإسلامي. وبعد اندلاع الثورة ضد نظام الرئيس حسني مبارك أواخر 2010م اختير ليكون أحد المشرفين على انتقاء الكتب التي يمكن للهيئة المصرية العامة للكتاب أن تنشرها. ويتميز إبراهيم أصلان بحسب عارفيه بأنه مثقف كبير ومحدث بارع وناقد فني من الطراز الرفيع في الفن التشكيلي. ومن كتبه التي صدرت مؤخراً عن دار الشروق "عصافير النيل" التي تحولت إلى فيلم قام بإخراج وكتابة السيناريو له المخرج مجدي أحمد علي، ورواية "حكايات فضل الله عثمان" و"وردية ليل" المستوحاة من عمله كساعي بريد و"خلوة الغلبان". وحصل أصلان على عدد كبير من الجوائز كان آخرها جائزة ساويرس في الرواية عن "حكايات من فضل الله عثمان". وكان حصل على جائزة طه حسين من جامعة المنيا عن أولى رواياته "مالك الحزين"، وقبلها حصل على جائزة الدولة التقديرية عن مجموع أعماله.