سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محمد ابو سنة:أصلان ابتكر لغة جديدة في كتاباته الروائية سعيد الكفرواي:حالة فريدة ونادرة على المستوى الانساني والادبي والإبداعي إبراهيم أصلان في عيون الأدباء والشعراء:
ليس هناك ما يميز بين ابراهيم أصلان في أخلاقه كإنسان عن أخلاقه كفنان، كلاهما هادئ مثل بحيرة المساء التي لا يحرك ساكنها نسمة أو ريح لا أحد رآه مرة غير مبتسم، أو غاضبا أو محتجا كل شيء عنده بسيط، بل ان بعض أصدقائه كانوا يتراهنون على من يخرجه عن هدوئه فاذا به يبتسم عند كل موقف.. فقدانه كفنان خسارة فادحة، وأفدح منها خسارته كإنسان.. هكذا عبر عدد من الكتاب والأدباء والروائيين المصريين عن حزنهم العميق لرحيل الروائى والقاص إبراهيم أصلان الذي وافته المنية يوم الجمعة الماضي، فقد أبدى عدد كبير منهم شعوراً بعدم القدرة على الكلام، نتيجة الصدمة لفراق أصلان ."الرياض" استطلعت آراء عدد من هؤلاء الكتاب والأدباء حول إسهامات أصلان في تطور الحياة الثقافية والادبية في مصر ،ولاسيما في مجال القصة القصيرة ،حيث أكدوا أن الأديب الراحل كان يمثل ركيزة أساسية من ركائز الأدب العربي المعاصر، وأنه ينتمي لجيل بدأنا نفقد رموزه الواحد تلو الآخر في وقت نحن نحتاج فيه إلى جميع هذه الأقلام الشامخة. من جانبه يقول الشاعر والاديب محمد ابراهيم ابو سنة الذي أكد أن رحيل الروائي إبراهيم اصلان يعد خسارة كبيرة للادب المصري خاصة والادب العربي عامة ،وخاصة في مجال الرواية ، أن الراحل إبراهيم أصلان يعد من أبرز كتاب الرواية في جيل الستينيات وتميز أسلوبه في الكتابة بالواقعية، وهو ما ميز اختياره لشخصيات رواياته من قلب الواقع، فكان يختار نماذج بشرية لها حضور كبير في التجربة الشعبية والواقعية .وتابع قائلا: إن الراحل إبراهيم أصلان قد ابتكر لغة جديدة في كتاباته الروائية ، تمزج بين اللغة العامية الفصيحة وبين اللغة العامية الشعبية .ويؤكد أبو سنة أن تجارب أصلان كانت مرتبطة ارتباطا وثيقا بالواقع الذي عاش فيه ،وأن كل أعماله كانت مرتبطة بالبيئة التي تربي ونشأ فيها خاصة في الحي الشعبي في منطقة إمبابة بحي الكيت كات ،وله رواية تحمل هذا الاسم تم تحويلها لفيلم سينمائي ،قام ببطولته الفنان محمود عبد العزيز ،هذا بالاضافة الى أعمال أخري كثيرة تم تقديمها فى أعمال درامية وهذا ما كان يميز أصلان عن غيره من روائيي عصره . أما صديق عمره الكاتب والاديب سعيد الكفرواي فقد عبر عن حزنه العميق لرحيل الروائي إبراهيم أصلان مؤكدا أن الحياة الادبية المصرية والعربية فقدت هرما أدبيا كبيرا مشيرا الى أن الراحل إبراهيم أصلان يمثل حالة فريدة ونادرة على المستوي الانساني والادبي والابداعي، فهو أول من أسس لكتابة جديدة في الرواية العربية ،كما أنه يعد من أبرز رموز الرواية العربية في جيل الستينيات . وأضاف قائلا بنبرة حزينة إنه صديق عمري ،فقد كان أول لقاء جمع بيننا من خلال الحلقة التي كانت تجتمع على مقهى "ريش" الكائنة بوسط القاهرة حول الاديب العالمي الراحل نجيب محفوظ، وكان الراحل أصلان من خريجي التعليم المتوسط ، ورغم ذلك استطاع أن يثقف نفسه وأن ينهل من ثقافة عصره ، فكان أصلان أفضل من كتب القصة القصيرة بعد يوسف إدريس بل عمل على إدخال إضافات كثيرة على الكتابة القصصية ، وهو ما تميز به الراحل اصلان مستشهدا بروايته الشهيرة " مالك الحزين " التي أخذ عنها قصة فيلم " الكيت كات " وهو اسم الحي الذي نشأ وتربي فيه اصلان ، وكان لهذا الحي الشعبي الهامشي أكبر الاثر في أعمال أصلان الأدبية مما جعلها أعمالا تميزت بالواقعية الشديدة . ويسرد الكفراوي بعض الجمل التي كان يرددها أصلان في اللقاءات التي كانت تجمعهما سويا، ومنها" فبدل من ان نتحدث عن العدل علينا أن نجعل الناس يعيشون في العدل ،وقبل أن نتكلم عن الحرية علينا أن نجعل الناس يعيشون في حرية وهذه الكلمات تدل على واقعيته الشديدة سواء على المستوى الانساني أو المستوى الابداعي . أما الاديب والروائي المصري إبراهيم عبد المجيد فقد أكد أن الراحل ابراهيم أصلان كان صاحب شخصية فريدة على المستويين الانساني والادبي ،فقد تمتع بالاخلاق وحب الخير والعدل وهو ما برز في أعماله الادبية التي اتسمت بالواقعية ،وذلك لتأثره بالبيئة التي عاش وتربى فيها في حي الكيت الكات مشيرا الى أن أصلان خلق مدرسة في كتابة القصة القصيرة وجدد كثيرا في فنون كتابة القصة كما انه اختار لغة مرئية في كتابته وهي لغة جديدة في عالم الادب أوجدها أصلان وسار على نهجه عدد كبير من الادباء المصريين والعرب . ومن جهته قال الاديب نبيل عبد الحميد الامين المساعد لنادي القصة في مصر : إن القصة المصرية والعربية فقدت رمزا كبيرا من رموزها ، فالمتابع الجيد يدرك حجم الاضافات والاسهامات التي أدخلها الروائي الكبير ابراهيم اصلان على القصة كما أنه تفرد بلغة جديدة وواضحة يفهمها المتخصصون وغيرالمتخصصين في الكتابة القصصية ، وتميزت كتاباته بالبساطة والواقعية وكانت أعماله الادبية هادفه ومرآة للمجتمع الذي يعيشه، فعندما نقرأ اعماله نشعر بأننا نشاهد فيلما مصورا ،وهو أبرز ما كان يميز الراحل ابراهيم اصلان خاصة في كتابته للقصة . أما الدكتور حسام عقل الناقد الادبي وأستاذ النقد بجامعة عين شمس فقد أكد أن ابراهيم أصلان يمثل نقطة ارتكاز قوية في المشهد القصصي المصري مضيفا أن الراحل أصلان كان من الذين تربوا في رحاب الاديب العالمي الراحل نجيب محفوظ ولذلك كان قارئا مستوعبا لاعمال نجيب محفوظ المتمثلة في 52 عملا ادبيا منها 37 رواية و15 مجموعة قصصية ولذلك نجد ان اعمال اصلان اقرب الى الواقع وهذا ما تميزت به اعمال الراحل أصلان خاصة روايته "مالك الحزين" التي تعد تحفة فنية رائعة واختيرت من افضل مائة رواية عربية وتم تحويلها الى عمل فني رائع ، ورغم أن اعمال ابراهيم اصلان التي تلت "مالك حزين" كانت على درجة مشهودة من الروعة إلا انها عجزت ان تزيح مالك حزين من على العرش. ويشير عقل الى ان المتابع لرحلة الراحل أصلان سيجد فيها الكثير من العصامية والاخلاص والوفاء والروح الوطنية وحب الخير للاخرين ،ولذلك كان مؤمنا إيمانا راسخا بالجيل الجديد وكان ناقما على الحرس القديم الذين يقفون امام هذا الجيل لايمانه ان هذه هي سنة الحياة. ويؤكد عقل انه تزامل مع الراحل أصلان في لجنة القصة بالمجلس الاعلى للثقافة، حيث لمس فيه كثيرا من معاني الانسانية المتمثلة في الود والتسامح والشفافية والتشجيع للاجيال الشابة. ويقول عقل انه ذات يوم أعطى روايته " سيد البراني " لابراهيم اصلان لكي يقول رأيه فيها وبعد مرور يومين اتصل به ليخبره ان روايته قد امتعته وهو لم ينته منها بعد ولكن تعمد الاتصال بي لكي يسعدني برأيه في روايتي ، فهو إنسان وأديب وقصصي ووطني حتى النخاع . ومن جهته يؤكد الاديب المصري يوسف القعيد :أن الراحل ابراهيم اصلان يمثل علامة مهمة من علامات الستينيات فقد تميزت أعماله بالواقعية والتركيز في الحكي والبعد عن الثرثرة وان كان إنتاجه الفني قليلا ولكنه ثمين وكل عمل له يمثل جوهرة ثمينة ، فالاديب ليس بكثرة أعماله وإنما بجودتها مشيرا الى ان أعماله تعد مكسبا كبيرا للحياة الادبية المصرية والعربية وستظل أعماله خالدة بعد رحيله بعقود وسوف ينال بها مكانة افضل مما كان عليه حيا . وأضاف لقد كان اصلان شخصا فريدا من نوعه لا يحب ان يكون محسوبا على أي تيار او جماعة ثقافية او جماعة أخرى ، وكان يحب ان يكون بعيدا عن الاضواء والكاميرات وكان محبا لعمله وافنى عمره كله من اجل اعماله الفنية التي كانت تتميز بالواقعية وكانت شخوصه في رواياته حية من الواقع ليست من الخيال . ويروي القعيد عن اخر مكالمة اجراها مع الاديب الراحل أصلان كانت قبل وفاته بيوم وقال له القعيد انا قادم إليك الى المستشفي إلا ان اصلان رفض بشدة وقال يا يوسف باللغة العامية المصرية " ده شوية برد وياما دقت فوق الرأس طبول " . وختم القعيد كلامه ان اصلان يمثل خسارة كبيرة في الحياة الادبية المصرية والعربية . وفى شهادته يقول الروائي والسيناريست محمد صلاح العزب ان الراحل اصلان يمثل قيمة أدبية كبيرة وان رحيله خسارة كبيرة للحياة الادبية ليس في مصر فحسب ،بل في العالم العربي كله وقد كانت أعماله منبثقة من بيئته التي تربى ونشأ فيها في الحي الشعبي "الكيت كات " بمنطقة امبابة وان التجارب التي اكتسبها من الحياة الصعبة التي عاشها الاديب الراحل من عمله كبوسطجي وعدم استكمال تعليمه الجامعي جسدها أصلان في أعماله الرائعة ،التي كانت تتميز بالواقعية الشديدة ،فكانت له طريقة تميزه عن غيره في تحويل شخوصه الى كائنات حية ملموسة تشعر انها جزء من حياتك. ويقول العزب ان يوم وفاة أصلان هو نفس اليوم الذي اعلنت فيه مسابقة ساويرس للاعمال الادبية وفوز رواية له بالمركز الاول وكنت اتمنى ان يكون معي ليرىي جائزة روايته ولكن كان للقدر رأي أخر . ومن جانبها أكدت الاديبة الدكتورة اسماء الطناني أنها ترى في الراحل أصلان الرجل البسيط المتواضع، الذي كان يحمل في جعبته حبراً وقلماً وعقلاً وقلباً في رباعية قامت بتأليف نوابغ أدبية مشرقة، كان أديباً هادئ الطبع، لا يميل للشهرة ولا يحب الأضواء، واختبأ منها بتواضعه الجم ناحية الأدب فأتته الشهرة على طبق من لؤلؤ دون أن يطلبها، إنه كاتب المجموعات القصصية الشهيرة (بحيرة المساء) ، (حكايات من فضل الله عثمان)، (يوسف والرداء)، وروايات أخرى أشهرها رواية (مالك الحزين) والتي تم ترجمتها إلي معظم لغات العالم وتم تحويلها إلي فيلم سينمائي ونالت شهرة عالمية، وتوالت رواياته وأخذت مكانها في الشهرة العالمية مثل رواية (عصافير النيل) التي تتناول سيرة أجيال يعيشون حول نهر النيل، ورواية (وردية ليل) التي تعد إسقاطا على أيام وليالي عمله في هيئة البريد المصري.وتابعت حديثها قائلة ان الأديب الراحل يعد من أكثر الأدباء احتفاء بالمكان في كتاباته، حتى أطلق عليه البعض لقب كاتب المكان، مضيفة أن للراحل ابراهيم أصلان طقوسه الخاصة عند الكتابة فهو يقول إن الهدوء التام يؤدي إلى تشتيت ذهنه عن الكتابة، أما أية أصوات أخرى فمرحباً بها فيما عدا الصوت البشري. ومن جانبه اكد الشاعر والناقد شعبان يوسف رئيس تحرير سلسلة كتابات جديدة " انه برحيل اصلان قد فقدت الحياة الثقافية المصرية والعربية رمزا كبيرا ،حيث كان ابراهيم اصلان صاحب مدرسة جديدة خاصة في كتابة القصة حيث تميز بأسلوب واقعي ولغة واقعية وكانت اعماله تنتمي الى عوالم ثرية وانسانية، واعماله لم تتوقف على القصة او الرواية بل كان شاعرا ايضا فهناك اعمال له تحتوي على كتابات شعرية مميزة تنم عن شاعر كبير ولذلك فهو يعد من ابرز جيل الستينيات وظل جوهرة القصة القصيرة في مصر حتى عندما كان يتعرض لأي وعكة صحية بسيطة ينهض لكتابة القصة مؤكدا أن الاديب الراحل قد ملأ الحياة الادبية على مدار اكثر من 50 عاما بالكثير والكثير من الأعمال الفنية التي ستظل خالدة ومعلما لكل الاجيال الادبية القادمة . ومن جانبه اكد الاديب والسيناريست عصام رجب ان ابراهيم اصلان يعد صاحب مدرسة خاصة في الكتابة الادبية خاصة في كتابة القصة التي ادخل عليها العديد من الاشكال والاساليب الفنية في كتابة وعرض القصة القصيرة كما تنوعت اعماله بين الواقعية الشديدة وبين الاسلوب الادبي السهل وتميزت اعماله بانها قريبة من المجتمع ومشاكله، كما تميزت بتفاعلها مع المجتمع وكل عمل قام به يعد انجازا بمفرده بداية من بحيرة المساء التي صدرت مرورا ب مالك الحزين وانتهاء بصالة وحجرتين " وبرحيله فقدت الحياة الادبية والثقافية هرما كبيرا من الصعب ان يعود .