في صحيفة "ديلي تلجراف" يتساءل الكاتب كون كوفلين: هل يمكن لإيران أن تغلق مضيق هرمز؟ ويؤكد أن الإيرانيين يدركون جيداً أنه مهما كانت قوتهم فلا يمكن أن تضاهي القوة الأمريكية، وأن حاملة طائرات أمريكية توازي القوة الجوية الإيرانية كافة. ويستعرض الكاتب تطور القدرات العسكرية الإيرانية منذ آخر محاولة قامت بها طهران لغلق المضيق، الذي يمر عبره أكثر من ثلث صادرات النفط في العالم. ويقول كوفلين: إن القدرة العسكرية الإيرانية تطورت كثيراً عن أيام المحاولة السابقة في الثمانينيات، التي قامت بها إيران بسبب مساعدة أمريكا والغرب لصدام حسين في حربه مع إيران، ووقتها استخدمت إيران الألغام البحرية والقوارب المطاطية للحرس الثوري في محاولة لوقف الملاحة في المضيق، إلا أن القوة العسكرية الأمريكية المتمثلة في الأسطول الخامس وقيادته في البحرين تمكنت من إفشال المحاولة الإيرانية. ويضيف الكاتب: إنما الآن فلدى إيران صواريخ يمكنها استخدامها، كذلك الطائرات المائية التي يمكن أن تغير على السفن في الممر المائي المهم. ويشير أيضاً إلى قرب الانتخابات البرلمانية في إيران، التي يرى أنها قد تدفع قادة إيران الى التصعيد مع الغرب. لكن كوفلين يقول إن الإيرانيين يدركون جيداً أنه مهما كانت قوتهم فلا يمكن أن تضاهي القوة الأمريكية، وأن حاملة طائرات أمريكية توازي القوة الجوية الإيرانية كافة. ويذهب كوفلين إلى القول إنه حتى لو تمكنت إيران من تطوير رأس نووية، تضعها على صاروخ، فالأرجح أن الصواريخ الأمريكية المضادة للصواريخ، المنتشرة في الخليج، يمكن أن تسقط الصاروخ الإيراني لدى إطلاقه. مع ذلك لا يمكن التقليل من أهمية التهديد الإيراني بغلق المضيق إذا تعرضت إيران لعقوبات أشد. ويقول الكاتب إن تعطيل الملاحة عبر المضيق أياماً عدة يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط بمقدار النصف على الأقل. ويشير إلى أن الوضع الاقتصادي المتردي في أوروبا وأمريكا ربما يكون التهديد الأكبر للغرب مع الوضع الكارثي الناجم عن ارتفاع أسعار النفط في حال تهديد الملاحة عبر مضيق هرمز. ورغم أن صحيفة "الإندبندنت" تعتبر في إحدى افتتاحياتها تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز تصعيداً خطيراً، لكنها ترى أن التهديدات تعبير عن الإحباط بسبب تأثير العقوبات الواضح. وتقول الصحيفة إن الجدل بشأن البرنامج النووي لإيران مستمر منذ زمن، حتى كاد يكون سمة أساسية في الدبلوماسية الدولية. إلا أن التصعيد بدأ بتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية نهاية العام الماضي حول سعي إيران تطوير سلاح نووي، عكس ما تقوله إيران عن سلمية برنامجها النووي. ومع تصعيد العقوبات الأمريكية والأوروبية زادت حدة التهديدات التي يمكن أن تقود إلى تفجر صراع مسلح. وتضيف "الإندبندنت" بأن إسرائيل طرف ثالث في الصراع بين إيران والغرب؛ لأنها ترى أنه إذا لم يتصرف العالم حيال برنامج إيران النووي فإنها ستعمل منفردة. وتقول الصحيفة إن ما يضيف إلى التوتر أن هذا العام يشهد انتخابات برلمانية إيرانية ترى أن التنافس فيها سيكون بين المتشددين والأكثر تشدداً، وكذلك انتخابات رئاسية أمريكية يزايد فيها أي مرشح جمهوري على الرئيس الديمقراطي في موضوع إيران. لكن "الإندبندنت" تميل إلى موقف إدارة أوباما بشأن إيران، وتخلص في نهاية الافتتاحية إلى أن التهديدات الإيرانية لا تعدو كونها تعبيراً عن الإحباط بسبب تأثير العقوبات الواضح.