تزايدت حدة التوتر بين إيران والغرب مرة أخرى الأربعاء عقب تصريحات نائب الرئيس الإيراني الثلاثاء والتي هدد فيها بإغلاق مضيق هرمز في حال فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية جديدة على طهران، ودخل على خط التصعيد اليوم مجددا قائد البحرية الإيراني حبيب الله ساري الذي أكد أن إغلاق المضيق "أسهل من شربة ماء"، وردت كل من الولاياتالمتحدةوفرنسا محذرة إيران من الإقدام على مثل هذه الخطوة،وأكد الأسطول الخامس الأمريكي المتمركز في البحرين أنه لن يسمح بإغلاق المضيق . وقال قائد البحرية الايرانية حبيب الله سياري لقناة تلفزيونية رسمية الاربعاء 28 ديسمبر ان اغلاق ايران مضيق هرمز أمام ناقلات النفط سيكون "أسهل من شربة ماء" اذا رأت الجمهورية الاسلامية ضرورة لذلك. وتابع قائلا لقناة (برس تي.في) "اغلاق القوات المسلحة الايرانية مضيق هرمز سهل فعلا... او كما يقول الايرانيون سيكون أسهل من شربة ماء." واضاف "لكن في الوقت الحالي لسنا في حاجة لاغلاقه لان بحر عمان تحت سيطرتنا ونستطيع أن نسيطر على الممر". ويقود سياري مناورات عسكرية في المنطقة تستغرق عشرة ايام. وتصاعدت حدة التوتر بين ايران والغرب بعد أن قرر وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي منذ ثلاثة أسابيع تشديد العقوبات على خامس اكبر دولة مصدرة للنفط الخام في العالم بسبب ما تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية انها محاولة لتصميم قنبلة نووية. لكن الاتحاد الاوروبي أبقى على احتمال فرض حظر على النفط الايراني. وحذرت ايران يوم الثلاثاء من أنها ستمنع مرور النفط عبر مضيق هرمز اذا فرضت عقوبات على صادراتها من النفط الخام. لكن الاسطول الخامس الامريكي أكد الاربعاء انه لن يسمح بأي تعطيل لحركة الملاحة في مضيق هرمز بعد ان هددت ايران بوقف الملاحة في المضيق. وقال متحدث باسم الأسطول الذي يتخذ من البحرين قاعدة له في رد مكتوب على استفسارات من رويترز بخصوص احتمال ان تحاول طهران إغلاق المضيق "الحركة الحرة للسلع والخدمات عبر مضيق هرمز ذات أهمية حيوية للرخاء الاقليمي والعالمي." واضاف "كل من يهدد بتعطيل حرية الملاحة في مضيق دولي يقف بوضوح خارج المجتمع الدولي ولن نقبل بأي تعطيل." وسُئل المتحدث ان كان الاسطول يتخذ إجراءات محددة ردا على التهديد باغلاق المضيق فقال انه "يحتفظ بوجود قوي في المنطقة لردع أو مجابهة أي انشطة مخلة بالاستقرار". ولم يذكر مزيدا من التفاصيل. وحذرت الولاياتالمتحدة الاربعاء ايران من اي محاولة لاغلاق مضيق هرمز، بعد ان هددت طهران بالقيام بهذه الخطوة في حال فرضت عقوبات على صادراتها النفطية. وقال جورج ليتل المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية "لن يتم التسامح مع اي عرقلة لحركة الملاحة البحرية في مضيق هرمز". وسبق ان فرضت الولاياتالمتحدة ودول اوروبية عدة عقوبات استهدفت القطاع النفطي والغازي والبتروكيميائي في ايران، وهي تنوي فرض عقوبات جديدة على الصادرات النفطية بسبب البرنامج النووي الايراني. واكد الاتحاد الاوروبي انه لن يتراجع عن فرض عقوبات جديدة على ايران رغم تهديد طهران الثلاثاء باغلاق مضيق هرمز، الممر الاساسي للقسم الاكبر من الصادرات النفطية، في حال فرض حظر على النفط الايراني. وصرح المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الاربعاء لوكالة الصحافة الفرنسية ان "الاتحاد الاوروبي ينوي فرض سلسلة جديدة من العقوبات على ايران ولن نتخلى عن هذه الفكرة". وقال المتحدث مايكل مان ان قرارا محتملا حول دفعة جديدة من العقوبات على طهران قد يتخذ خلال الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية الاوروبيين في 30 كانون الثاني/يناير في بروكسل. واعلن الاتحاد الاوروبي مطلع الشهر الحالي انه ينوي فرض عقوبات جديدة على ايران في حال لم تتعهد طهران بالتعاون مع الاسرة الدولية بشأن برنامجها النووي المثير للجدل. لكن الاوروبيين لا يزالون منقسمين حول جدوى فرض حظر على النفط الايراني. وتدافع فرنسا والمانيا عن فكرة حظر على شراء النفط الايراني لكن دولا اوروبية اخرى تعارضها. وتبيع طهران حوالى 450 الف برميل نفط يوميا (18% من صادراتها) للاوروبيين خصوصا ايطاليا (180 الف برميل) واسبانيا (160 الف برميل) واليونان (100 الف برميل). والثلاثاء اعلن النائب الاول للرئيس الايراني محمد رضا رحيمي ان ايران ستغلق مضيق هرمز امام عبور النفط في حال فرض عقوبات على صادرات النفط الايرانية. من ناحية أخرى حثت فرنساايران يوم الأربعاء على الالتزام بالقانون الدولي والسماح بحرية الملاحة في مضيق هرمز بعد التهديد الذي صدر عنها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في افادة صحفية "ندعو السلطات الايرانية لاحترام القانون الدولي وبشكل خاص حرية الملاحة في المياه الدولية والمضايق." وتابع قائلا "مضيق هرمز هو مضيق دولي. ومن ثم فان من حق كافة السفن بغض النظر عن جنسيتها العبور بموجب اتفاقية الاممالمتحدة لعام 1982 بشأن البحار والملاحة الدولية." وأدى اعلان طهران يوم الثلاثاء احتمال اغلاق مضيق هرمز الى ارتفاع أسعار النفط العالمية لكنها انخفضت يوم الأربعاء في معاملات محدودة وبعد أن اعتبرت الاسواق التهديد مجرد كلام أجوف. وقال توربيورن باك ينزن محلل النفط في مؤسسة جلوبال ريسك مانيجمنت لاستشارات المخاطر "تهديد ايران باغلاق مضيق هرمز دعم أسواق النفط امس لكن الاثر يتراجع اليوم لانها في الغالب تهديدات جوفاء لانهم لا يستطيعون وقف التدفق لفترة طويلة بسبب كم السفن (الحربية) الامريكية بالمنطقة." وتقول وزارة الطاقة الامريكية ان مضيق هرمز هو "أهم نقطة عبور نفطية في العالم." وقالت وزارة الخارجية ان التهديد "اجوف" نوعا ما وأكدت أن الولاياتالمتحدة التي تجوب سفنها الحربية المنطقة ستدعم تدفق النفط بحرية. ولم يتضح على الفور ما الذي يعنيه سياري بالسيطرة على بحر عمان لكن البحرية الايرانية تزيد من وجودها في المياه الدولية منذ عام 2010 من أجل عمليات مكافحة القرصنة وايضا لاستعراض قوتها البحرية. ويغادر نحو 40 في المئة من تجارة النفط منطقة الخليج من خلال هذا الممر المائي الاستراتيجي. وقال محلل ايراني طلب عدم نشر اسمه ان القيادة فشلت في الوصول الى تسوية مع الغرب بشأن أنشطتها النووية لان "هذا سيضر بهيبتها بين مؤيديها." وأضاف "المسؤولون الايرانيون يكشرون عن أنيابهم لمنع عملية عسكرية." وتابع قائلا "اغلاق مضيق هرمز سيضر باقتصاد ايران وسيكون هذا خطيرا جدا على المؤسسة قبل الانتخابات البرلمانية." وتجرى الانتخابات البرلمانية في ايران في مارس اذار