اتهم المواطن عمر مجرشي الملحقية الصحية في واشنطن بالتسبب في إيقاف علاج أبنائه، وتعميد الصيدليات بعدم صرف الدواء له، على الرغم من الارتفاع الباهظ في التكاليف، في حين تكفلت جمعيات خيرية بالمساعدة في علاج وتعليم أبنائه بعد تخلي ملحقية بلده عنه. وقال مجرشي ردًّا على بيان بثته وزارة الصحة عبر وكالة الأنباء السعودية، ونشرته "سبق" قبل نحو ثلاثة أسابيع، أكدت فيه الوزارة أن الدولة صرفت عليه، وأنه أُبلغ بالعودة لكنه رفض، إن البيان تضمن أنَّه مصاب بالأنيميا المنجلية مع مضاعفات أدت إلى فشل كلوي مزمن. مضيفاً "وكأن الفشل الكلوي هو المرض الأساسي الذي إذا تمَّت الزراعة بعدها يستحق المريض إنهاء علاجه. مُهَمِّشِين أنيميا خلايا الدم المنجلية الحادة التي يحتاج علاجها إلى زراعة نخاع العظم، ومتناسين أنّ سفري للعلاج أصلاً بهدف زراعة النخاع، حيث إنه لم يسبق أنْ أُجريت في بلدنا الغالي زراعة نخاع العظم لمريض زارع كلى، وإلا لما أرسلوا المريض للخارج". وأضاف مجرشي: "ذَكَر البيان أن المريض خضع للعلاج بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، ومن ثمَّ انتقل إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لاستكماله، وهذا مغلوط البتة، وأسرة المريض ترغب من الوزارة توضيح فترة دخوله التخصصي وخروجه، وإثبات ذلك بتقارير طبية أو قائمة المواعيد الخاصة بالمريض، التي صدرت من المستشفى التخصصي بالرياض، لكن ليس للحقيقة هنا مكان. علماً بأنَّه تلقى علاجه داخل السعودية بمستشفى القوات المسلحة كون والده أحد منسوبيها". وقال إن المصدر الوزاري ذَكَر أنَّ المريض سافر على نفقة الدولة (وزارة الصحة) إلى الولاياتالمتحدة للعلاج من مرض الفشل الكلوي المزمن. مضيفاً "هنا يتضح لنا تضليل الرأي العام؛ حيث إنَّ المريض سافر على نفقة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - بعد أنْ التقى والد المريض، وعرف وضع ولده الصحي. ومن اطَّلع على بيان الوزارة يلاحظ مدى التناقضات وإيجاد جو من عدم الرؤية". وأضاف: "جاء في البيان: (وتمت زراعة الكلى له سنة 2۰۰2م، واستمر علاجه إلى أنْ استقرت حالته، ثمَّ صدر قرار الهيئة الطبية رقم 525 وتاريخ ۱۰/ 4/ ۱4۲۷ه الموصي بعودة المريض لاستكمال علاجه بالسعودية، وتمَّ إبلاغ والده، إلاَّ أنه رفض، وبقي للعلاج بالولاياتالمتحدة)، وبهذا نستخلص أنَّ زراعة الكلى تمَّت بنجاح، وبعد الزراعة ب ۳5 يوماً انخفض الهِيْموُجلوبين إلى 5.4، والطبيعي أن يكون 12 فما فوق، وهذا خطر بالغ على المريض، ولا يمكن أن تستقر وظائف الكلى المزروعة لعدم وجود دم كاف تخوض به وظائف الكلية المزروعة، وإذا لم ينقل له دم فسوف يتحول إلى نزيف داخلي ووفاة المريض، لكن استمر المريض على نقل الدم كل أسبوعين، ثم وصل به الحال إلى نقل دم كل أربعة أو خمسة أيام، وكان قرار الأطباء أنه من الضروري زراعة نخاع العظم من إخوانه؛ لأنَّ حالته غير مستقرّة". وأشار مجرشي إلى أن المدير العام للهيئات الطبية قال: عولج حتى استقرت حالته. مضيفاً: "أين الاستقرار وهو على نقل الدم المستمر؟ السبب واضح جداً من عدم متابعة العلاج". وتابع: "في طلب الموافقة من المدير العام للهيئات الطبية الخارجية للفحوصات لإخوته للمطابقة على التبرع للمريض بنخاع العظم وجدنا تهاوناً وتماطلاً وتعطيلاً في الحصول على الموافقة للفحص من الملحقية الصحية بواشنطن والرياض، استغرق ما يقارب تسعة أشهر، وتمت الموافقة على الفحص فقط، والحمد لله طابقت فحوصات إحدى شقيقاته، ثمَّ رفعنا طلب الموافقة على زراعة النخاع، وجاء الرد بعد وقت طويل باستفسار عن تكلفة زراعة نخاع العظم، وأرسل لهم المستشفى تكلفة زراعة النخاع، ومن ثمَّ تأخرت الملحقية الصحية بواشنطن في موافقة الزراعة ما يقارب ستة أشهر، ثمّ أرسلت الملحقية الصحية بواشنطن الموافقة، وكان موعد المريض وشقيقته المتبرعة له بالنخاع للترقيد داخل المستشفى يوم العيد الساعة الثامنة والنصف صباحاً، وقبلنا، وذهبت بالمريض وشقيقته إلى المستشفى، وأجريت لهم فحوصات نهائية لدخولهم غرفة العمليات، واتضح من نتائج الفحص للمريض أنَّ لديه ارتفاعاً بسيطاً في البروتين؛ فأمر طبيب الزراعة بالانتظار لمدة أُسبوعين أو ثلاثة أسابيع، ويعاد للزراعة، فيما أغلقت الملحقية الصحية علاجه، ومنعت الصيدلية من صرف الدواء، وجميع ما يخص المريض ومرافقيه، وكانوا لا يردون على الاتصالات!". وأكد أن "قرار الهيئة الطبية رقم 525 في۱۰/ 4/ ۱4۲۷ه لم يستند إلى أي توصية طبية من مستشفى الأطفال بلوس أنجلوس، وإنما صدر بناءً على الحالة المزاجية لدى مدير الهيئة الطبية بالتعاون مع ملحقه الصحي بواشنطن، ظلماً وجوراً، على الرغم من إصدار الأوامر الملكية بتمديد علاجهما؛ ما يوضح مدى الإهانة والقسوة اللتين تعرض لهما المواطن المجرشي ومريضيه على يد من يستغلون مناصبهم الوظيفية وصفتهم الرسمية لتشويه صورة الدولة وولاة الأمر بانتقاص المواطنين حقوقهم الطبيعية كالعلاج وغيره، لكن إرادة الله فوق كل إرادة؛ فقد يسر لهم جمعيات خيرية تكفلت بعلاج المرضى وتعليمهم". وجاء في رد مجرشي: "ذكرت الوزارة أنَّ أسماء بنت علي عمر مجرشي (۱۰ سنوات) تعاني أنيميا الخلايا المنجلية، وقد بدأت علاجها في المركز نفسه، وقد ولدت عام۲۰۰۰ في مستشفى قاعدة الملك عبدالعزيز البحرية بالجبيل وهي تعاني مرض أنيميا خلايا الدم المنجلية الحادة منذ ولادتها، وهي رضيعة صغيرة مرافقة لأمها ووالدها المرافقين لولدهما المريض محمد مجرشي، وفي عام 2۰۰2م انتابتها مضاعفات هذا المرض، وتسببت في أزمات مؤلمة، ورُقِّدت في المستشفى، وطلبنا علاجها عن طريق الملحقية الصحية بواشنطن ورفضوا، وهي طفلة صغيرة، وعندها ضيق في التنفس وفقر في الدم، واحتاجت إلى نقل دم، ولا أحد استجاب لها. أين التوجيهات السامية الكريمة التي شددت على توفير الرعاية الصحية للمواطنين؟ وإذا كان علاجها متوافراً في الداخل فلماذا أُرسل أخوها للخارج من نوع المرض المعقّد نفسه؟ وهل أصبّرها بدون علاج حتى تتفاقم المشكلة؟". وأضاف مجرشي في رده: "وفي عام 2۰۰4م اشتد عليها فقر الدم إلى أن أصبحت مرحلتها قريبة من الفشل الرئوي؛ حيث إنَّ الرئة امتلأت بالماء، وتوقف دخول الدم إلى الرئة بسبب منجلة الدم، وكان عندها ضيق في التنفس بشكل مخيف، وأدخلت قسم الطوارئ، ثم تدخل فريق طبي على عجل لسحب الدم من جسمها بالكامل، وتبديله بدم آخر لإنقاذ الرئة من الفشل الرئوي بعد الله، وهي بدون تأمين صحي، بل هذا عمل إنساني من فاعلي الخير من الجمعيات الخيرية بمدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، وقرر لها الأطباء زراعة نخاع العظم وإلاَّ في عمر 18 إلى 21 ستقترب من حالة الوفاة طبياً، وفعلاً هذا حصل مع ابنة عمها؛ حيث تُوُفّيت في مدينة جدَّة وعمرها 21 عاماً، وأولاد عمها اثنان تُوفيا في المستشفى العسكري بالخرج وأعمارهما من 14 إلى 20 عاماً. علماً بأنَّ في الفقرة الأخيرة من البيان الذي صدر من المدير العام للهيئات الطبية ذكر أنَّ (علاجهما يتوافر بالسعودية على مستوى طبي عالمي، وبناء على قرار لجان علمية مختصة وذات استقلالية بحتة). ففي أي مستشفى يتوافر هذا العلاج؟ ومن هو الدكتور المعالج؟". وأوضح أنه بطلب استنجاد "من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز- أيده الله- الحنون على أبنائه وشعبه منذ عرفه الوطن والمواطن، أصدر أمره السامي الكريم بتسديد فواتير أسماء علي المجرشي ومتابعة علاجها هناك، وهذا نص الموافقة، ولكن للأسف (تكنسل) الأمر بعد شهرين من الملحقية الصحية بواشنطن حسب اعترافهم بأنفسهم في البيان الصادر المحفوظ بتاريخه".