ردًّا على تصريحات مدير مكتب رعاية الشباب بالخرج ومدير ملعب الشعلة حول أحداث الفوضى والشغب التي صاحبت مباراة الهلال والشعلة، على ملعب الأخير بالخرج الأربعاء الماضي، أصدرت شرطة منطقة الرياض بياناً شديد اللهجة، هو الثاني من نوعه خلال 72 ساعة، يُحمِّلهما (مدير المكتب ومدير الملعب) مسؤولية ما حدث. وقالت شرطة منطقة الرياض في البيان إنها تؤكد للعموم أن جهاتها المختصة دائماً ما تشارك في حفظ الأمن في مباريات كبيرة، على مستوى دورات ونهائيات، على درجة من الانضباط، يشهد لها القاصي والداني، ولا يمكن القبول بافتراءات وإساءات غير مسؤولة من البعض - للأسف - بإطلاق التهم جزافاً ممن يتسنمون المسؤولية عن نشاطات رياضية، يُفترض منهم الدقة والتقيد بما يصدر عن لجنة التحقيق الخاصة بهم. وأضاف البيان: "لن تؤثر هذه الجعجعة منهما قيد أنملة في معنويات من باشروا ويباشرون مثل هذه المهام وغيرها، ولاسيما أننا راعينا ذلك في البيان الأول المتعلق بهذا الموضوع احتراماً للجميع، ولعدم التأثير في مجريات الأمور، متابعين ما يتم التطرق إليه إعلامياً، ولن نتغاضى عن المساءلة القانونية لمن يتجاوز في ذلك دون دليل". واحتوى البيان الثاني على عشر نقاط، كلها تؤكد وقوف مكتب الشباب بالخرج ومدير ملعب الشعلة وراء أسباب الفوضى والشغب. وجاء في البيان: "لاحظت شرطة منطقة الرياض مزيداً من التصريحات التي أدلى بها مدير مكتب رعاية الشباب بالخرج زابن الدوسري ومدير ملعب نادي الشعلة مبارك الدوسري عبر القنوات والبرامج الرياضية والصحف الورقية وعدد من المواقع الإلكترونية، والتي تضمنت تحميل الجهات الأمنية ما حدث من قصور وتداعيات، ومحاولتهما التخلص من مسؤوليتيهما المباشرتين عن الأخطاء الفادحة التي ارتكباها؛ ما كان له أثر مباشر في إطلاق شرارة الأحداث التي صاحبت مباراة كرة القدم بين فريقي الهلال والشعلة يوم الأربعاء 26/ 1/ 1433ه على ملعب نادي الشعلة بالخرج من دور ال 16، ضمن مسابقة كأس سمو سيدي ولي العهد - حفظه الله -". وأضاف البيان: "وإلحاقاً لما سبق إيضاحه في بيان صدر من قِبل شرطة منطقة الرياض حول الأحداث التي صاحبت تلك المباراة فإن شرطة منطقة الرياض تود من خلال هذا البيان أن تضع النقاط على الحروف كما يأتي: أولاً: يسهل على كل مقصر ومُخِلّ بعمله أن يلقي بالتهم جزافاً على الغير؛ لكي يبرر تقصيره محاولاً التعمية على الحقائق التي لا يمكن لمنصف أن يتجاهلها؛ لوضوحها كالشمس في رابعة النهار، وهو بذلك يريد أن يحمِّل أخطاءه على من اجتهد وتحمَّل تبعات إساءته. وقد تجلى ذلك من خلال ردود الفعل والتصريحات غير المسؤولة من مدير مكتب رعاية الشباب بالخرج زابن الدوسري ومدير ملعب نادي الشعلة مبارك الدوسري، اللذين تغافلا الدور المهم الذي قام به رجال الأمن في ضبط الأمن على أرض ملعب الشعلة، ولولا لطف الله ثم تدخلهم الحاسم وفي التوقيت المناسب لحدث ما لا تُحمد عقباه. وبالرغم من أن مكتب رعاية الشباب بالخرج لم ينسق مع الجهات الأمنية المسؤولة إلا أنها قامت بواجبها بتأمين أكثر من 120 فرداً من رجال الأمن، إضافة إلى 15 فرقة مرور و25 من دوريات الأمن خارج الملعب. ثانياً: أشار مدير مكتب رعاية الشباب زابن الدوسري خلال حديثه إلى بعض الصحف إلى أن إخلالاً شهدته "بعض بنود المحضر المتفق عليه قبل المباراة، خاصة الجانب الأمني، على وجود 100 من رجال الأمن، وهو ما لم يحدث"، وهذا الكلام عارٍ تماماً من الصحة؛ لعدم وجود منسق أصلاً من مكتب رعاية الشباب بالخرج، وهو ما يوضح أحد أهم أوجه القصور في إدارة المكتب، ولإثبات صحة ما يدعيه فإن الجهات الأمنية تطالبه بإبراز المحضر الذي أشار إليه. وليس أدل على انهيار العملية التنظيمية والتنسيق مع الجهات الأمنية المسؤولة داخل الملعب سوى التصرف الغريب من قِبل المسؤولين عن الملعب بفتح البوابتين الغربيتين دون إشعار رجال الأمن؛ وهو ما تسبب في دخول عدد من الجماهير دون تذاكر ودون تفتيش. ثالثاً: لعل مقولة إن من تحدَّث بغير فنه أتى بالعجائب تنطبق على ما صرَّح به مدير ملعب نادي الشعلة مبارك الدوسري حول دخول الجماهير إلى الملعب دون أن يتم تفتيشهم، ملقياً باللوم على الأجهزة الأمنية. ونحن هنا نوجه التساؤل له من خلال موقعه مديراً لملعب نادي الشعلة عن غفلته عما حصل من تهيئة البيئة المناسبة للفوضى وقذف الحجارة والقِطَع الحديدية التي كانت بأرض ملعب ناديه، ومدرجاته تعج بها، والصور المرفقة تعكس المشهد كاملاً خلف وجوار المدرجات. رابعاً: الحديث الذي أدلى به صاحب السمو الملكي الأمير عبد الرحمن بن ناصر بن عبد العزيز، محافظ الخرج، كان الجواب الشافي لكل التساؤلات، وحدد مكامن الخلل. خامساً: تطرق رئيس نادي الشعلة في حديثه إلى أنه تمت طباعة 1500 تذكرة بدلاً من 2500 تذكرة، وهي الطاقة الاستيعابية للملعب؛ ما جعل الجمهور يبحث عن التذاكر دون أن يجد أي إجابة من قِبلهم؛ ما يدل على عدم حُسْن التقدير. وإذا كان عدد التذاكر التي طُبعت - كما يزعم - 1500 تذكرة فإننا هنا نتساءل عن سبب وجود تذاكر تحمل الرقم 1900، وكذلك تذاكر من دون أرقام؛ فهل لهذا التساؤل من جواب؟ (مرفق صورة منها). سادساً: كيف لمكتب رعاية الشباب بالخرج السماح بإقامة مباراة جماهيرية بين فريقين كبيرين في ملعب صغير لا يستوعب سوى هذا العدد القليل من الجمهور، التي تزامن مع إجازة نهاية الأسبوع، وأحدهما فريق له جماهيريته في السعودية؟ سابعاً: تم بيع التذاكر منذ الصباح الباكر ليوم المباراة، ولم تُفتح أبواب الملعب؛ ما حدا بكثير ممن اشترى التذاكر بالعودة إلى منازلهم، ثم الحضور مرة أخرى، ووجدوا أن أبواب الملعب فتحت بطريقة عشوائية، ودخل الجمهور من دون تذاكر حتى امتلأت المدرجات، وهذه كانت الشرارة الأولى بمطالبة الجمهور الذين يحملون تذاكر بالدخول واحتقانهم من سوء تصرف إدارة الملعب وفوضى الدخول. ثامناً: أسوار الملعب قصيرة، والسياج الحديدي كذلك، وثلاث جهات من الملعب لا يوجد بها مدرجات، ولا يفصل الجمهور عند تسلقهم الأسوار الخارجية إلا سياج حديدي؛ ما سهل دخول بعض المشاغبين أرضية الملعب. تاسعاً: تم تجهيز قوة إضافية لأي طارئ، وتم طلبها، ووصلت الملعب عند مشاهدة الدخول لحظة إحماء اللاعبين قبل المباراة، ووصلت قبل نهاية الشوط الأول، إضافة إلى الدعم بقوة إضافية من قوة المهمات والواجبات الخاصة من الرياض، ووصلت إلى الملعب نهاية الشوط الأول، وتمت السيطرة على الوضع بشكل ممتاز، وتم القبض على عدد ممن أحدثوا الفوضى سبقت الإشارة إليهم في البيان الأول. عاشراً: تؤكد شرطة الرياض أنها قامت بدورها الأمني في وضع حدٍّ للشغب داخل وخارج ملعب نادي الشعلة، وألقت القبض على مسيئي السلوك ومن اقتحم المستطيل الأخضر، وتم تسليمهم لجهة التحقيق، وتأمين سلامة اللاعبين وطاقم التحكيم والحافلات المقلة لمنسوبي الناديَيْن".