فوجئ متبرع لبناء مسجد بحي "سر ثبتة" في أبها بطلب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التوقف عن بناء الجامع بعد أن قطع شوطاً كبيراً في بنائه دون أن تقدّم "أي أسباب وجيهة"، على أن تتكفل هي باستكماله دون حتى أن تعوضه عن مليونَيْ ريال أنفقهما في البناء من أصل أربعة ملايين رصدها للمشروع. وقال الدكتور عبد الله محمد البشري، المتبرع ببناء المسجد، إنه لم يتوقع أن يواجه كل هذه العقبات في سبيل بناء جامع، كان يهدف منه إلى تنفيذ مشروع خيري لمنفعة الناس وبر جَدّي. وقال ل"سبق": "لم أكن أتوقع أني احتاج لأكثر من أخذ التراخيص، وتنفيذ الشروط الواجبة في بناء الجوامع، وتوفير المبالغ المطلوبة، كما توقعت أن ينتهي البناء خلال عام ونصف العام، ولكني فوجئت بدخولي في قضايا ومشاكل وعراقيل لا أول لها ولا آخر، رغم هذا الهدف النبيل الذي وفرت من أجل تنفيذه نحو أربعة ملايين ريال". وأضاف البشري: بعد عامين من التوقف عن تنفيذ إتمام مشروع بناء جامع في حي الأندلس "سر ثبتة سابقاً" فوجئت بخطاب موجّه من وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف لإمارة منطقة عسير، يقضي بأن تتكفل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بإتمام مشروع الجامع، وخروجي أنا المتبرع من المشروع دون أي أسباب وجيهة. وتابع: تلقيت اتصالاً من إمارة منطقة عسير يؤكد لي وصول خطاب بهذا المعني للإمارة، وبتكفل الوزارة بإتمام مشروع الجامع، دون أي تعويض عن المبالغ السابقة، ودون وجه حق، ولاسيما أن جميع أوراقي رسمية وموثقة، كما أنني دفعت أكثر من مليونَيْ ريال في سبيل تحقيق هذا الهدف. واعتبر أن المشكلة دخلت فيها الوساطات والعلاقات وتدخلات أشخاص يدعون أنهم أصحاب المسجد القديم الملاصق لمشروع الجامع، الذين رفضوا ووقفوا بكل قوتهم في سبيل عدم استبدال الجامع القديم بآخر جديد، على الرغم من كونه مسجداً متهالكاً، وعمره يبلغ أكثر من 40 سنة. وأضاف: أناشد وزير الأوقاف والدعوة والإرشاد وسمو أمير منطقة عسير الوقوف على هذه القضية، والتدخل العادل؛ لأتمكن من إتمام رسالتي التي بدأتها في بناء هذا الجامع؛ لأني أردت به خيراً؛ ليكون وقفاً خيرياً عن روح جَدّي - رحمه الله -. وأضاف: كما أنني توجهت بخطابات متعددة إلى جهات عدة، ولم يتم الرد على خطاباتي، وأنا أطالب الجهات المختصة بالتدخل في هذه القضية، التي كان هدفها الأول والأخير إعمار بيوت الله. وأوضح أنه حصل على موافقة من الوزارة بإنشاء جامع ليس له علاقة بالجامع القديم، وعندما وصل بأعمال البناء إلى مصلَّى النساء طالبته الوزارة بربط الجامع القديم بالجديد. مبيناً أن هذا ينطوي على تكلفة أكثر، إضافة إلى أن المبنى قديم، ويصعب فيه الربط مع المسجد الجديد. وأوضح أن عمر الجامع القديم أكثر من 30 سنة، وآيل للسقوط بناء على تقرير من اللجنة الهندسية الفنية التابعة لفرع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. وأضاف بأن الوزارة لم تشترط عليه من بداية المشروع ربط المسجدَيْن. وأرجع المتبرع قيام الوزارة بذلك إلى قيام أصحاب المسجد القديم برفع شكوى إليها، وذلك على الرغم من عدم وجود صك بذلك، وبدورها غيرت الوزارة كل اتفاقيات بناء المسجد، وأصدرت قرارها السابق، والآن أعمال البناء متوقفة منذ أكثر من عام ونصف العام. وأضاف: "تكبدت خسائر كبيرة جداً تقارب ال250 ألف ريال بسبب تلف الخشب والحديد من جراء هطول الأمطار عليهما؛ ما دفعني لتقديم شكوى لديوان المظالم وديوان المراقبة العامة وهيئة التحقيق والمراقبة العامة ووزارة الأوقاف وإمارة منطقة عسير، وحتى تاريخه لم يتم اتخاذ أي إجراء". وأشار إلى أنه بدأ في بناء المسجد على مساحة إجمالية 800 متر، وقد وضع في اعتباره تكلفة للبناء تزيد على 4 ملايين ريال. وقال البشري إن جيران المسجد في الحي طالبوا بهدم المسجد القديم وإتمام المسجد الجديد، واتجهوا للوزير والإمارة بهذا الخصوص، ولكن دون جدوى. وكان عدد من أهالي حي "سر ثبتة" قد طالبوا عبر صحيفة "سبق" وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بالسماح للمتبرع ببناء الجامع الكبير بالحي بإتمام أعمال البناء، التي توقفت منذ عام ونصف العام، كما طالبوا بإزالة المبنى القديم للمسجد. وقالوا إن المبنى القديم عبارة عن بناء مسلح وهناجر قديمة من الخشب والحديد، وأصبح يُشكِّل عقبة في إعادة بناء المسجد على الطراز الحديث؛ ليستوعب جموع المصلين في المساجد الستة الموجودة بالحي. وأكد الأهالي في مطالبتهم أن هناك أشخاصاً يرفضون إزالة المبنى القديم رغم أنه يتعارض مع المصلحة العامة للمصلين، موضحين أن هؤلاء الأشخاص سعوا جاهدين لعدم استكمال أعمال البناء في الجامع الجديد، وقاموا برفع خطابات للوزارة متمسكين بمبنى المسجد القديم، حتى نجحوا في إقناع الوزارة بإصدار قرار يقضي بإيقاف أعمال البناء في الجامع وربطه بالمسجد القديم. وطالب الأهالي بتشكيل لجنة لمتابعة الأمر، مؤكدين أن المتبرع ببناء المسجد واجه صعوبات كبيرة في عملية البناء بسبب عدم هدم المسجد الآيل للسقوط، وإضافته للتوسعة الجديدة، كما شددوا على أهمية التعاون مع فاعلي الخير ممن يرغبون في بناء المساجد، وأن يكون هناك تشجيع وتسهيلات لفاعلي الخير دون تعطيل لأعمالهم. وكان مدير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة عسير محمد سعيد القحطاني أكد أن موضوع هذا الجامع تم الرفع به للوزارة، وهو الآن تحت نظر الوزير شخصياً، وقد تم تركه لمتابعة الوزارة بعد الرفع بالأوراق والتقارير كافة. موضحاً أن الفرع ينتظر رد الوزارة.