أعلن وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة، في الرياض مساء أمس، إطلاق "جائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب" لعشرة كتب من مختلف التخصّصات المعرفية لمؤلفين سعوديين، وتنطلق في معرض الكتاب الدولي المقبل. جاء ذلك إبّان افتتاحه ملتقى المثقفين الثاني في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، والذي كرّم فيه عدداً من الرواد الذين أسهموا في الفعل الثقافي والمعرفي المحلي، كما افتتح المعرض الفني والكتابي المصاحب للملتقى. وأكد خوجة في كلمة الافتتاح أن الملتقى يهدف إلى إعادة النظر في السبل التي تفسح المكان للعمل الثقافي والتشريعات التي ينبغي أن تمهد الطريق إلى الإبداع، معتبراً أن الثقافة والإبداع سمة من سمات الذات المفردة، وهي لصيق الذات المفردة المبدعة. وأضاف: قد لا يقبل ربط الثقافة والإبداع برأس المال والسوق وهي نظرة صحيحة، لأنها تعلي من شأن الثقافة، بوصفها آخر جبهة تدافع عن إنسانية الإنسان، مؤكدا أن المملكة عنيت بالثقافة والفنون والآداب ورعتها واهتمت بأهلها، حيث جاء ذلك في المادة التاسعة والعشرين من النظام الأساسي للحكم، كما أن الدولة في خططها التنموية تخص الثقافة بعناية واهتمام بالغين، بل كانت المملكة من بين الدول الأعضاء الموقعة على ميثاق منظمة اليونسكو سنة 1945م أي بعد 14 عاماً من إعلان توحيد المملكة العربية السعودية. وبيّن خوجة أن وزارة الثقافة والإعلام منذ أن أصبحت الثقافة جزءاً أساسيا منها وضعت في حسبانها أن تكون مهمتها الرئيسة تهيئة الفضاء المناسب للعمل الثقافي بمختلف أشكاله، مؤكدا أن الأديب والمثقف في المملكة حظي بتقدير متميز من القيادة. إلى ذلك، ألقى الدكتور عبد الرحمن الانصاري كلمة المثقفين، والتي أشار فيها إلى أن النهضة الثقافية التي شهدتها المملكة بعد تأسيسها على يد الملك عبد العزيز -رحمه الله - تمثلت في إنشاء المدارس وتأسيس الجامعات وإرسال البعثات وإنشاء الصحف والمجلات ونشر المعرفة على مختلف المستويات. وتطرق الانصاري إلى المسرح بصورة واسعة وإلى حركة تكوين الجمعيات واللجان الثقافية مثل جمعيات الثقافة والفنون ونحوها، مطالباً بتأسيس أكاديمية باسم أكاديمية الملك عبد الله للفنون، مدعماً ذلك بالإشارة إلى ما تضمنته خطة التنمية السادسة عندما أوصت بدراسة جدوى إنشاء الأكاديمية. واستعرض دور القطاع الخاص في هذا الحقل، مؤكداً ضرورة دعمه للمشاريع الثقافية بصورة عامة، ملمحاً إلى جدوى الربحية والاستثمار في المجال الثقافي وتحديداً الفني والجمالي. وتطرق الأنصاري إلى قرار خادم الحرمين الشريفين عندما أعلن مشاركة المرأة في مجلس الشورى وترشحها في انتخابات المجالس البلدية، مؤكداً انه لم يرد نص شرعي قطعي لا في الكتاب ولا في السُّنة يوجب شرط الذكورة في جماعة أهل الحل والعقد أو أهل الشورى بدليل أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أخذ برأي إحدى زوجاته وهي أم سلمة. من جانبها، قالت منى خزندار: تأثرت كثيراً للشرف الكبير الذي شرّفني به وزير الثقافة والإعلام، ما جعلني أحمل مسئولية كبيرة كوني امرأة سعودية يفسح لها المجال بأن تعبّر عن نفسها في هذا الملتقى، فيما يتعلق بالمثقفين ودور الثقافة في بلادنا. وأضافت: لا شك أن مسيرتي الشخصية كان لها الدور الكبير في اعتلائي مناصب في المجال الثقافي، ما جعلني أفكر جلياً في هذه المسائل، فقد كنت محظوظة بأن أطلع من صغري على الأدب والفن بفضل عائلتي، إذا تربيت ضمن مجتمع يعطي مكانة كبرى للفكر والثقافة.