تشهد سماء المملكة – بأمر الله تعالى - مساء السبت المقبل، خسوفاً كلياً للقمر، وفقاً لما ذكرته الجمعية الفلكية في جدة، والتي قالت إن هذا الخسوف سيتميّز بأن القمر سيشرق وهو مخسوفٌ جزئياً في المنطقة الشرقية، فيما سيشرق مخسوفاً كلياً في المنطقتين الوسطى والغربية وباقي المناطق. وبيّنت الجمعية أن آخر مرة رُصِدَ فيها خسوفٌ كلي مع شروق القمر في سماء المملكة كانت في 20 فبراير 1989م، أي منذ نحو 22 عاماً. وقال رئيس الجمعية المهندس ماجد أبو زاهرة إن رصد خسوفَين للقمر نادرَين ومختلفَين من حيث الخصائص الفلكية ويفصل بينهما فترة زمنية قصيرة جدا، يعتبر مصادفةً مميّزة. فسماء المملكة شهدت خسوفاً للقمر نادراً في منتصف رجب العام الماضي تميّز بأن مرحلته الكلية كانت الأطول منذ 40 سنة، ويتبع ذلك خسوفٌ نادرٌ آخر منتصف المحرم فهو يحدث مع شروق القمر، وهذا النوع من الخسوف لم يحدث في سماء المملكة منذ 22 عاماً. وبيّن أبو زاهرة أن بداية الخسوف، ستكون بدخول القمر إلى منطقة شبه ظل الأرض عند الساعة 2:33 ظهراً بتوقيت مكة المكرّمة، يتبع ذلك دخول القمر إلى ظل الأرض وبداية الخسوف الجزئي عند الساعة 3:45 عصراً، وهاتان المرحلتان السابقتان وهما بداية خسوف شبه الظل وبداية الخسوف الجزئي لن تكونا مشاهدتيَن في سماء المملكة؛ نظراً لان القمر لا يزال تحت الأفق عند بداية حدوثهما. وأشار رئيس الجمعية إلى أن بداية رصد الخسوف في المملكة، ستكون مع شروق القمر حسب أفق كل مدينة، وهو يتزامن مع غروب الشمس ابتداءً من المنطقة الشرقية، حيث سيشرق القمر مخسوفاً جزئياً. وسيحظى الراصدون في المنطقة الشرقية برصد دخول كامل القمر إلى ظل الأرض وبداية الخسوف الكلي عند الساعة 5:06 مساء، إضافةً إلى رصد الذروة العظمى للخسوف الكلي عند الساعة 5:31 مساء، حيث يكون القمر في عمق ظل الأرض بنسبة 111 %، ويستمر الخسوف الكلي مدة 51 دقيقة و8 ثوانٍ، وهذا ما سيجعل مدة الخسوف الكلي قصيرةً نسبيا. وعن باقي مناطق المملكة، قال أبو زاهرة إن القمر سيشرق مخسوفاً كلياً، وستشترك المناطق كافة في رصد خروج القمر من ظل الأرض ونهاية الخسوف الكلي عند الساعة 5:59 مساء، ويتبع ذلك خروج كامل القمر من ظل الأرض وانتهاء الخسوف الجزئي عند الساعة 7:19 مساء، فيما ينتهي بعد عشر دقائق خسوف شبه الظل، أي عند الساعة 8:29 مساء. وأضاف: في أثناء شروق القمر سيلاحظ الراصدون ظاهرة فلكيّة أخرى غير مفهومة بشكلٍ كامل، حيث سيلاحظون أن القمر سيشرق ويكون حجمه كبيراً عند النظر إليه بالعين المجردة وهو نوعٌ من الخداع البصري، ويمكن التأكد من ذلك بالتقاط صور فوتوغرافية للقمر، حيث سيظهر بحجمه العادي، لكن الدماغ البشري يصرُّ عكس ذلك، لذلك فستتم مشاهدة القمر يشرق مخسوفاً وضخماً، وهذه الظاهرة ليست خاصة بالخسوف، وإنما تشاهد في منتصف كل شهر قمري. وتابع: سيعبر القمر في أثناء الخسوف الكلي عبر الجزء الجنوبي من ظل الأرض، لذلك فإن القمر لن يكون مظلماً مثلما حدث في الخسوف الكلي في رجب العام الماضي، حيث عبر القمر من أمام مركز ظل الأرض، لذلك فإن الراصد للقمر سيلاحظ أن الطرف الجنوبي من القمر سوف يكون أكثر إضاءة من الطرف الشمالي؛ لأن الطرف الشمالي سيكون في عمق ظل الأرض. ومضى قائلا: خلال الخسوف الكلي للقمر، تقوم الكرة الأرضية بحجب ضوء الشمس عن القمر، فيما أشعة الشمس غير المباشرة تبقى قادرة على الوصول إلى القمر، لكن قبل ذلك عليها المرور من خلال الغلاف الجوي للأرض الذي يقوم بترشيح معظم ألوان الضوء الأزرق ويتبقى الضوء الأحمر والبرتقالي القاتم، إضافة إلى ذلك فإن الغلاف الجوي للأرض يقوم بعكس أو انحناء كمية بسيطة من ضوء الشمس الذي يمكن أن يصل إلى القمر ويجعله مضيئاً، ولو أن الأرض لم يكن يحيط بها غلافٌ جوي فإن القمر خلال الخسوف الكلي سيكون بلون أسود. والقمر عند خسوف القمر الكلي يمكن أن يأخذ اللون البني الغامق والأحمر إلى البرتقالي البراق والأصفر، وهذا يعتمد على كمية الغبار والغيوم الموجودة في الغلاف الجوي حول الأرض. وبعد انتهاء مرحلة الخسوف الكلي، قال أبو زاهرة: سيكون الراصدون على موعدٍ مهم مع مرحلة الخسوف الجزئي، حيث سيتمكن من رؤية شكل الأرض عند النظر إلى ظلها الساقط على وجه القمر المضيء، حيث ستتم ملاحظة أن ظل الأرض متقوساً ما أوحى للقدماء منذ أكثر من ألفي عام بأن شكل الأرض يجب أن يكون دائرياً أيضاً. وخسوف بعد خسوف لاحظوا سقوط ظل دائري، لذلك أكدوا أننا نعيش على كوكب دائري، وذلك منذ فترة طويلة قبل قيام المركبات الفضائية ورواد الفضاء من التقاط صور تظهر كوكبنا الأزرق من الفضاء. وأوضحت الجمعية أن خسوف القمر على عكس كسوف الشمس، يمكن رصده مباشرة بالعين المجردة دون الحاجة إلى استخدام نظارات أو معدات خاصة، ويمكن استخدام التلسكوب، لكن القمر سيكون في طور البدر المكتمل لذلك الرد سيكون لمراحل الخسوف، لكن لا يمكن رصد ظلال التضاريس القمرية؛ نظراً لأن القمر يكون مواجهاً للشمس وتكون الظلال القمرية قصيرة جداً. ويمكن استخدام المنظار الثنائي العينية، حيث يمكنه أن يحسن الرؤية حيث يقوم بإعطاء تكبير أفضل ويقوي الألوان، ويمكن استخدام منظار مقاس 7×50 أو 10×50 يكون أفضل. وإذا تم استخدام منظار أكبر فهناك حاجة لاستخدام حامل ثلاثي الأرجل لتثبيت المنظار عليه، وفي الأساس خسوف القمر كظاهرة فلكيّة لا يحتاج إلى معدات للرصد. جديرٌ بالذكر أن الخسوف المعني سيكون مشاهداً في سماء منطقة الخليج العربي ومساحات واسعة من العالم العربي، وألاسكا، وشمال كندا، وأستراليا، ونيوزيلندا، ووسط آسيا، والأجزاء الشرقية من آسيا، وسيغرب القمر مخسوفاً في شمال أمريكا وهاواي، في حين أن القاطنين على طول الساحل الغربي للولايات المتحدةوكندا سيرصدون بداية الخسوف الكلي مع اختفاء القمر تحت الأفق الغربي، أما القاطنون على الساحل الشرقي فستتاح لهم الفرصة لرؤية بداية الخسوف الجزئي قبل غروب القمر.