اتهم والد مهند "غريق" حفرة الصرف الصحي في حي اليرموك بالرياض، الشركة المنفذة بالإهمال الذي تسبب في مصرع ابنه صباح أمس الأول الثلاثاء بسقوطه في حفرة يصل عمقها إلى أربعة أمتار، طمرتها مياه السيول، بعدما غابت عنها الحواجز التحذيرية. ولم تعلم والدة "مهند" أن خروج ابنها صباح الثلاثاء الماضي لشراء الحليب من "التموينات" القريبة هو الخروج الأخير، الذي فتح جرحاً لن يندمل أبداً . وفي تفاصيل شهيد "اليرموك" فإن الدفاع المدني باشر بلاغاً يفيد بسقوط طفل بحفرة نفذتها إحدى شركات الصرف الصحي، عندها تم اكتشاف الجثة داخل الحفرة التي غمرتها مياه الأمطار وفور انتشاله من الغرق تم نقله لأحد المستوصفات القريبة، إلا أنه فارق الحياة . وبكلمات تسابقها الدموع وتخنقها العبرات، يروي علي القحطاني ل"سبق "أن فلذة كبده "مهند" ذا الثمانية أعوام ويدرس بالصف الثاني الابتدائي بمجمع الأمير سلطان التعليمي، خرج من شقتهم الصغيرة بحي اليرموك شرق الرياض في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح الثلاثاء؛ لغرض شراء الحليب من "التموينات" القريبة في الحي"، وتابع: "تأخر ابني كثيراً فذهبت أبحث عنه ولم أجده ومررت بجانب الحفرة التي طمرتها السيول ولم أجد أثراً حولها، لأتوجه نحو عمارة سكنية تحت الإنشاء ولم أعثر عليه، عندها اتجهت للمستوصفات القريبة ولم أجد إجابة من أحد" . وأضاف: "قام أحد الجيران بإبلاغ الدفاع المدني، وبعد ربع ساعة من حضورهم للموقع تمت المعاينة واكتشفوا وجود جسم غريب، وبعد سحبه للخارج ظهر ابني جثة هامدة، ليعمل أفراد "المدني" في محاولة إنعاشه على الفور، ومن ثم نقله إلى مستوصف خاص، وهناك تم إعلان وفاته في الخامسة عصراً" . واتهم القحطاني الشركة المنفذة للمشروع ضلوعها في اغتيال "مهند"؛ بسبب عدم وضع سياج وتحذيرات حول الحفرة، مشيراً إلى أن تقرير الدفاع المدني أكد أن الطفل مهند القحطاني سقط في حفرة صرف صحي بعمق 4 أمتار ولا يوجد "حامٍ" حولها ليلقى ربه ضحية الإهمال واللامبالاة . وكشف المواطن المكلوم أن الراحل "مهند" هو الابن الذي يعتمد عليه في طلبات المنزل، ويكبره "الوليد 9 سنوات"، لكنه يعاني من فرط الحركة، وعدم التركيز، وبحاجة إلى علاج نفسي، وليس لديه القدرة المالية على علاجه.