"هل بات التعليم والمنح الجامعية سلعة يستحقها من يدفع أكثر؟".. هذا السؤال تردد على لسان إحدى طالبات الماجستير التي ضاع حلمها عند بوابه "كليات الفيصل"، بعد أن تم رفض طلبها للمنحة "لعدم وجود أماكن كافية"، على الرغم من أنها كانت تنطبق عليها كل المواصفات. وقالت الجامعية التي تحتفظ "سبق" باسمها: تخرجت من كلية التربية الفنية عام 1426 - 1427 بتقدير جيد جيداً "بمعدل 82,901 %"، وقدمت في أغلب الجامعات الحكومية طيلة خمس سنوات. وتابعت: "في العام الماضي وجدت إعلاناً عن كليات الفيصل وتواصلت مع صاحب الإعلان عن طريق الإيميل المكتوب، وشعرت وقتها بأن الأبواب فتحت لي وحلمي في استكمال دراستي سوف يتحقق". واستدركت: "لكني فوجئت بما قالهلي صاحب الإعلان عن إمكانية حصولي على منحة في برنامج المنح الداخلية للجامعات والكليات الأهلية، شريطة دفع مبلغ 30 ألف ريال مقابل قبولي في المنحة، حيث إن له علاقة بأشخاص في المنح وأن الموضوع على حد كلامه واسطات ليس إلا". وسكتت برهة ثم قالت: "رفضت دفع المبلغ وتوكلت على الله، وأجلت الفصل الدراسي الثاني للسنة الماضية حتى موعد فتح التسجيل في المنح والمقرر في رمضان الماضي ". وأضافت: "قدمت على برنامج المنح وكان المطلوب مني الرقم الجامعي، وعند اتصالي بالكلية طلبوا مني مبلغ عشرة آلاف ريال حتى أحصل على الرقم الجامعي، وعندما سألتهم عن إمكانية حصولي على المنحة أكدوا لي أن نسبة قبولي في المنحة مرتفعة جداً؛، نظراً لأني موافقة لشروطهم وعند قبولي في المنحة يتم إرجاع المبلغ لي مرة ثانية". وقالت: "كانت سعادتي لا توصف بما سمعته من الكلية، وبدأت في التجهيز واضطررت للانتقال إلى مدينة الرياض واستئجار شقة بمبلغ 21 ألفاً، وبدأت أداوم في دراستي طيلة الأسابيع الماضية وليس لدي سوى حلم واحد هو استكمال دراستي وحلمي الأكبر في الحصول على المنحة، وقمت بشراء الكتب والمراجع وتحملت كل الخسارة على أمل قبولي في المنحة". وباستغراب شديد تابعت حديثها ل"سبق" قائلة: "كان من المقرر صدور أسماء المقبولين في المنحة في 21/11/1432ه، وتم تأخير الموعد حتى 21/12/ 1432ه، إلا أنهم أعلنوا أسماء المقبولين في 17/12/1432ه، قبل الموعد المحدد للإعلان". وأضافت : "كانت الصدمة أني لم أجد اسمي ووجدت أسماء مقبولات من معلمات وغيرهن ممن لهن دخل يستطعن منه الدراسة على حسابهن، أو ممن حالتهم المادية ممتازة وباستطاعتهن دفع المبلغ دون منحة، وهو ما يقرب من 70 ألف ريال عن العام الواحد". وتابعت: "وقتها تذكرت كلام صاحب الإعلان عندما قال هناك تدخل للواسطة فيمن لا يستحق المنحة وزادت حيرتي عندما وجدت أن السبب المكتوب لرفض قبولي في المنحة، عدم توافر مقاعد كافية"! وتساءلت: "هل حقاً كل من حصل على مقعد استحق المنحة أم أن للواسطة علاقة بذلك كما ذكر لي الموظف من قبل"؟ وواصلت تساؤلاتها: "ما مصيري وقد أخبروني بإمكانية حصولي على المنحة بنسبة كبيرة وأكدوا لي ذلك فالشروط تنطبق علي؟ وما مصير العشرة آلاف ريال التي دفعتها كرسوم مبدئية ويعلم الله كيف جئت بهم"؟ وقالت: "من المفترض أن يكون كل من قدم على المنح لا يقوم بدفع شيء حتى يصدر أسماء المقبولين، وبعدها يتم الدفع أو الانسحاب دون أن يكون هناك خسارة أكبر للطالب واستفادة بحتة للكلية من المنح ومن الطلاب". وختمت حديثها ل"سبق" قائلة: "أنا في حيرة شديدة من أمري وكل الموازين اختلفت داخل عقلي، فهل اعتذر عن مواصلة حلمي في إكمال الدراسة التي طالما حلمت بها طيلة عمري طالما أن الجامعة ليس لديها مكان لي، ويصبح ما استفدت به هو خسارتي المادية من رسوم الجامعة، التي دفعتها وإيجار الشقة ومصاريف الكتب والمراجع؛ نظراً لاستحالة دفعي مبلغ سبعين ألف ريال رسوماً مقررة للعام الواحد"؟