سيطر الخوف والقلق على أكثر من 600 طالبة يقطعن يومياً مسافة تزيد عن 320 كلم من مركز أضم والقرى المجاورة له إلى مقر الكلية الجامعية الوحيدة في محافظة الليث التابعة لجامعة أم القرى، بعد أن رأين وشاهدن ذلك الحادث الأليم في منطقة حائل وراح ضحيته 12 طالبة، مطالبين في الوقت ذاته بافتتاح كلية لهن في أضم. وقال عدد من أولياء أمور الطالبات في مركز أضم ل "سبق"، منهم خاتم بن سعد المالكي ومحمد المالكي ومعيض المالكي وعطية المالكي: "منذ أكثر من عشر سنوات طالبنا وما زلنا نطالب بفتح فرع لكلية البنات المتوسطة والجامعية في مركز أضم، حيث إن هذا المركز هو الأكثر تجمعاً وكثافة سكانية". وأضاف أولياء الأمور: "أكبر دليل على تأكيد مطالبنا الإحصائيات الدقيقة الصادرة من الكلية المتوسطة للبنات في مدينة الليث، التي تبين وتؤكد أن الحصيلة التعدادية للطالبات في الكلية هن من الطالبات القادمات من مركز أضم والمراكز والقرى المجاورة له، وتبعد مسافة (لا تقل عن 160 كم) شرق محافظة الليث". وأشار أولياء الأمور إلى أن التكاليف المادية الباهظة التي يتحملونها في سبيل تحقيق تطلعات مواصلة طموح بناتهن التعليمية المحفوفة بالمخاطر عبر الطريق يومياً، باتت تشكل عبئاً ثقيلاً على كاهلهم. ونوه أولياء الأمور إلى أن مشاهدتهم لحادث منطقة حائل الذي راح ضحيته 12 طالبة جدّد في قلوبهم الحزن والأسى على مصير هؤلاء الطالبات والخوف الشديد على مصير بناتهم. وأجمع أيضاً عدد من شيوخ القبائل في مركز أضم ومنهم الشيخ سلطان بن معيض العصماني المالكي والشيخ شرف بن سيال المعافى المالكي والشيخ مهدي بن أحمد الحساني المالكي والشيخ عبد الرحمن المالكي والشيخ محمد المالكي، على أن مطلبهم يتجدد ومعاناة بناتهم تتزايد والمخاطر تحفهن بشكل يومي للوصول إلى مقر الكلية الجامعية الوحيدة في مدينة الليث التي تبعد عن مركز أضم ذات الكثافة السكانية، أكثر من 320 كلم ذهاباً وإياباً، مؤكدين في الوقت نفسه أنهم سلموا أرضاً في مركز أضم منذ أكثر من أربع سنين لتكون مقراً لفرع كلية جامعية في أضم. وأكد العديد من اللجان المختصة بهذا الشأن تأكيدهم وموافقتهم على هذا المطلب، إلا أنه لم يتحقق شيء على أرض الواقع، بحسب المشايخ، مجددين أملهم في سرعة تحقيق هذا المطلب الوحيد، ومحملين في الوقت نفسه من كان سبباً في تأخير تنفيذ هذا المشروع الهام عند حدوث أي كارثة لبناتهم على الطريق للوصول إلى مقر الكلية في الليث.