أكد نائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، أن المنطقة العربية تشهد تحولات تاريخية عميقة لم تشهد مثلها من قبل "الأمر الذي يتطلب منا جميعاً وقفة مسؤولة للحفاظ على دول المنطقة ووحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية والسلم المدني، دون إغفال المطالب المشروعة لشعوب المنطقة". وأوضح الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس وفد المملكة لمنتدى المستقبل الثامن- مجموعة دول الثماني والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، المنعقد في دولة الكويت: "إزاء هذه التطورات غير المسبوقة فإن المملكة العربية السعودية تشعر بالأسى والحزن العميقين لسقوط الكثير من الضحايا المدنيين". وقال الأمير عبدالعزيز: "دعت المملكة إلى تغليب صوت العقل والحكمة في معالجة الأزمات التي نشأت عن هذه التحولات، وتجنب العنف وإراقة المزيد من الدماء، واللجوء إلى تبني إصلاحات جادة بما يكفل حقوق وكرامة الإنسان العربي". وبيّن الأمير عبدالعزيز أن سعي المملكة العربية السعودية المستمر للتطوير والتحديث والإصلاح، وتمسكها بتقاليدها العربية والإسلامية يعدان عاملين مهمين في تنمية المجتمع السعودي وتلبية تطلعات المواطنين في التحديث والانفتاح. وعلى الصعيد الاقتصادي، نوه الأمير عبدالعزيز: "سعت حكومة بلادي ولا تزال إلى إيجاد برامج لتحقيق التنمية الاقتصادية لتشمل جميع قطاعات المجتمع السعودي. فخلال الخمس سنوات الماضية ركزت المملكة على وضع خطط للإنفاق على برامج استثمارية طموحة ومتعددة الجوانب". وأضاف: "نحن لا نزعم أن المملكة العربية السعودية بمنأى عن التأثر بما يحيط بها من أزمات سياسية واقتصادية إقليمياً وعالمياً، فهذا من ضروب الخيال". وأشار الأمير عبدالعزيز إلى أدراك المملكة لضخامة التحديات التي تواجهها خاصةً في مجالات البطالة والإسكان وتوسيع القاعدة الإنتاجية. إلا أنه أكد "لكن ما أود أن أختتم به هو إعادة التأكيد على عزمنا وإصرارنا على متابعة مسيرة الإصلاح والتحديث في إطار استمرار احتفائنا بمورثنا الحضاري". وختم بالحديث عن الصراع العربي الإسرائيلي قائلاً: إنه يهيمن ويغطي على كل قضايا منطقة الشرق الأوسط، ويؤثر بصورة كبيرة على السلام والأمن الدوليين. ولفت إلى الموقف الإسرائيلي المتعنت والإصرار على التوسع في بناء المستوطنات يعيق استئناف عملية السلام.