أكد المدير العام لمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج الدكتور عبد العزيز سروجي، أهمية تنمية وتطوير مجالات البحوث العلمية التي تعنى بشؤون الحج والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة بشكل عام. وقال سروجي في تصريح ل "سبق": إن الدراسات العلمية الميدانية مستمرة في رصد الأحداث والمواقف، التي تقع وتتكرر في كل عام وتؤثر على الحجاج. وتطرق د. سروجي إلى أهمية تحويل حركة الحجاج من عشوائية غير منظمة، تصعب السيطرة عليها، إلى نموذج حركي يسهل تطبيقه على أرض الواقع. وفي البدء وضح د. عبد العزيز سروجي الدور الذي يقوم به معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج، مشيراً إلى أن المعهد منذ نشأته عام 1395ه/ 1975م وحتى اليوم، يعمل على تنمية وتطوير مجالات البحوث العلمية ووضع التصورات والمقترحات والخطط والحلول التي تعنى بشؤون الحج والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة بشكل عام، وفي هذا الجانب أسهم المعهد في تقديم تقنيات حديثة وفعالة في كل ما له علاقة بإدارة الأزمات والحشود، كما يؤكد د. سروجي. وحول أسباب نشوء الأزمات في الحج وسبل حلها علمياً، قال د. سروجي: "على مستوى إدارة الأزمات أحدثت المملكة على سبيل المثال، نقلة نوعية في وسائل الإيواء الآمنة بالمشاعر المقدسة، بعد دراستها بشكل علمي دقيق عبر إقامة الخيام غير القابلة للاشتعال، وهي مصنوعة من مكونات خاصة، وفّرت -بعد توفيق الله- أقصى درجات السلامة للحجيج وأمّنتهم من المخاطر الحقيقية والمحتملة. وعن الحلول العملية لإدارة تدافع الحشود منعاً لتصادمها وحدوث إصابات بين الحجاج -لا قدر الله- قال د. سروجي: "أوصينا بتحويل حركة المشاة من عشوائية غير منظمة يصعب السيطرة عليها إلى نموذج حركي يسهل تطبيقه على أرض الواقع، لضبط أي بداية قد تكون بؤر زحام، والعمل على إنهائها بيسر وسهولة. مضيفاً أن نتائج الدراسات التي قام بها المعهد أظهرت إمكانية تنقل أعداد كبيرة من الحجاج في وقت قياسي للطواف، مع القدرة على منع التصادمات وحدوث نقاط زحام. مشيراً إلى أن أهداف دراسات المعهد في الأعوام الأخيرة انصبت للتعرف على رابط العلاقة بين حركة الحشود، وارتفاع نسبة الملوثات الغازية المنبعثة من المركبات, حيث أظهرت النتائج مدى التقارب في ذلك، ما يمنح فرصة التنبؤ بما قد يظهر في التجمعات البشرية, ومن خلالها تتوفر النظرة في إبراز خصائص سلوك الجمهور، للحصول بعد ذلك على الحلول المناسبة لرصد الحشود، ومن ثم تسليم تلك النتائج لمتخذي قرار بناء الخطط المستقبلية لحل الاختناقات في منطقة الحشود. وفي إطار تفويج الحجيج وإرشادهم إلى أماكن إقامتهم، قال سروجي: "سعى المعهد لتقديم الخطط والبرامج التي من خلالها يمكن متابعة وإرشاد الحجاج إلى أماكن إقامتهم من مكان إلى آخر، حيث كانت عملية التفويج تأخذ وقتاً طويلاً جداً، لذلك قدّم الباحثون مقترح ميكنة إدارة عملية التفويج أثناء موسم الحج، من خلال برنامج يتكون من عدة أنظمة متصلة مع بعضها عن طريق الإنترنت، وعند كل نقطة تفويج يوضع نظام فرعى أو أكثر لإدارة العملية عند نقطة معينة، وفى هذا النظام سوف تتم دراسة التقنيات المختلفة التي يمكن تطبيقها، ومن ثم اختيار أفضلها لتتم عملية التفويج بدقة عالية. وعن الأحداث والتدافعات التي تقع في منطقة الجمرات، وكيف يمكن تلافيها، قال: "بدأت أعداد الحجاج تتضاعف وتزداد في عام 1405ه، حيث أوصت دراسات المعهد بتحسين الوضع في منطقة الجمرات، في مجالات توعية الحجاج وإرشادهم، وتوجيه وتنظيم حركة الحجاج والزحام والخدمات الطبية، وتحسين الظروف البيئية، إضافة إلى مجال الأعمال الهندسية، كما اقترحت الدراسة نفسها استغلال سفوح الجبال المحيطة بوادي منى في إنشاء مبان لإيواء الحجاج". وبشأن ظاهرة الافتراش التي تتكرر كل عام، قال د. سروجي: "خلصت دراسة إلى التوصية بمنع الافتراش منعاً باتاً في المناطق المحيطة، وتشجيع عدم تكرار الحج لحجاج الداخل وحجاج دول مجلس التعاون العربي لدول الخليج". وتوقع د. سروجي ارتفاع عدد الحجاج إلى أكثر من مليونين و 800 ألف، ومضاعفته في عام 1450ه. وأفاد أنه لضبط التوازن في توزيع الكتلة البشرية القادمة من مختلف الاتجاهات على جسر الجمرات، للحفاظ على الانسيابية في حركة دخول وخروج الحجاج، أثبتت التطبيقات في مواسم الحج الخمسة الماضية أهمية استخدام المنهج العلمي والإفادة من الخبرات المحلية والعالمية في وضع الخطط والتصميم والإدارة والتنفيذ، وقد تم استخدام التكنولوجيا الحديثة في المراقبة التلفزيونية، والتتبع الفوري بالفيديو للتدفقات، ورصد أعداد الحجاج وكثافتهم وسرعة الحركة.