وضع وكيل معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج الدكتور باسم ظفر الظروف الراهنة والمتغيرات التي حدثت في الأعوام الأخيرة المتعلقة بالحج والعمرة تتطلب النظر في منطقة الحرم المكي والمنطقة المحيطة به وإعداد خطط جديدة ومختلفة عن سابقاتها. وتناول ظفر في ورقة عمل قدمها أمس في الملتقى العلمي ال11 لأبحاث الحج المتواصلة فعالياته حالياً في مكةالمكرمة «برامج محاكاة حركة الحشود البشرية والتحكم بالزحام في الحرم المكي الشريف والمشاعر المقدسة» التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي وبرامج المحاكاة لتقويم أسباب تكون بؤر الزحام في حركة قاصدي بيت الله والمشاعر المقدسة، مشيراً إلى اعتماد الأسلوب الأمثل لتخطيط التوسعة المقبلة للحرم المكي وكيفية تطويع المشاريع العمرانية العملاقة حوله لخدمة الخطة الإستراتيجية نحو البناء المتكامل للحرم. وأبان أن الحل المقترح سيمكن من تحويل حركة المشاة من عشوائية غير منظمة يصعب السيطرة عليها إلى نموذج حركي يمكن قياس مدخلاته ومخرجاته وفاعليته ويسهل تطبيقه على أرض الواقع، إضافة إلى ضبط أي بداية لتكون بؤر الزحام والعمل على إنهائها بيسر وسهولة، لافتاً إلى أن الظروف الراهنة والمتغيرات التي حدثت في الأعوام الماضية التي من أهمها زيادة أعداد المسلمين وسهولة وسائل المواصلات وتعددها، إضافة إلى فتح المجال أمام المسلمين للقدوم إلى العمرة طوال العام وزيادة أعداد الحجاج عاماً بعد آخر، ومرونة إجراءات القدوم للسعودية، مبررات تتطلب سرعة إعادة النظر في منطقة الحرم والمنطقة المحيطة به وإعداد خطط جديدة ومختلفة عن كل سابقاتها، كما تناول الدكتور دنيش مانوتشا من جامعة «نورث كاليفورنيا» الأميركية موضوع نموذج «المحاكاة لديناميكية الازدحام في الحرم». وناقش الملتقى أمس 17 بحثاً وورقة عمل، إذ تناولت الجلسة الأولى بعنوان «إدارة الحشود في الحج» برئاسة وكيل وزارة الحج للنقل والمشاريع والمشاعر المقدسة الدكتور سهل الصبان الذي تحدث عن تطوير نماذج رياضية لجدولة تفويج الحجاج لرمي الجمرات وما حققته تلك النماذج من تسهيل لجدولة عملية تفويج الحجيج أثناء رميهم الجمرات. وتطرق الأستاذ في جامعة أم القرى الدكتور غازي الدعجاني إلى «العلاقة بين سلوكيات حشود الحجاج في المشاعر المقدسة والحركة العشوائية للغازات» (الحركة البارونية) بواسطة الرؤية بالحاسب، واستعرض الدكتور علي السمري من جامعة طيبة الكثير من الأهداف من خلال ورقة العمل التي قدمها بعنوان «ميكنة عملية إدارة التفويج أثناء موسم الحج» تضمنت استخلاص أفضل التقنيات لميكنة عملية التفويج أثناء موسم الحج، إضافة إلى معرفة مكان الحاج في أي وقت، والمقدرة على التخاطب مع الحجاج وإرشادهم وعمل إحصاءات لتدفقاتهم وتمكين المسؤولين من عمل الخطط المستقبلية لعملية التفويج وإدارة الحشود في منطقة الجمرات. من جانبه، أفاد خبير وزارة الشؤون البلدية والقروية الدكتور سليم البوسطة أن ما تحقق من إنجازات في البنية التحتية لمشعر منى خلال السنوات الأخيرة أسهم في تنظيم وإدارة الحشود للقادمين عبر شوارع وطرقات مشعر منى وتوجيهها وتوزيعها على خمسة مستويات مزدوجة ومخارج عدة وتجهيز البنية التحتية في الطرق والساحات حول منشأة الجمرات، موضحاً أن التطبيقات في مواسم الحج الخمس الماضية أثبتت أهمية استخدام المنهجية العلمية والخبرات المحلية والعالمية في وضع الخطط والتصاميم والإدارة والتنفيذ. وفي الجلسة الثانية التي ناقشت محور «النقل في الحج»، تحدث ممثل النقابة العامة للسيارات المهندس عادل بن رشاد برديسي عن النقل بالرحلات التتابعية بين مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز في المدينةالمنورة وداخل البلد، مستعرضاً فكرة مشروع نقل الحجاج بين المدن ذات العوائد المجزية التي انبثقت عنها فكرة مشروع تخفيف العبء التشغيلي على شركات نقل الحجاج ورفع عوائد الخدمة من دون الإخلال بجوهر ما يقع عليها من التزامات لتأمين خدمات نقل الحجاج من وإلى المطار. أما عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى الدكتور محمد الدريبي تحدث عن تمكين شبكة النقل الذكية ودورها الفاعل في عملية النقل في الحج وإدارتها بواسطة التقنيات الحديثة، عقبه، عضو النقابة العامة للسيارات علاء بن فؤاد حكيم الذي أشار إلى أهمية مشروع تطوير عملية رصد ومراقبة أعطال المركبات باستخدام نظام المعلومات الجغرافية من طريق إنشاء قاعدة بيانات جغرافية مركزية مطورة للبيانات المكانية الخاصة بالنقابة وربطها بقاعدة بيانات النقابة المركزية مع عرض خرائط حية وتفاعلية لمواقع السيارات المعطلة التي يتم الإبلاغ عنها وكذلك إدارة المعلومات التاريخية عن الأعطال والمواقع، وقدم عضو هيئة التدريس في جامعة طيبة الدكتور محمد بن نومان كبير ورقة عمل حول «تقويم حركة مرور المركبات في المنطقة المركزية في المدينةالمنورة».