ساهمت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في إعادة "مريض نفسي" لمستشفى الصحة النفسية بمحافظة الطائف بعد أن شكَّل وجوده المستمر في الشوارع وتسكعه خطراً على أصحاب المحال والمارة، بخلاف ما قد يُشكِّله ذلك من خطورة على نفسه في ظل الأجواء الباردة التي تشهدها المحافظة حالياً. وتدخلت دوريات الأمن بعد أن نسق معها عضو الجمعية وممثلها بالطائف؛ لمتابعة الحالة ومساعدة المريض، ومن ثم إدخاله المستشفى. وكان ممثل الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالطائف "عادل بن تركي الثبيتي" قد تلقى اتصالات من مواطنين يفيدون فيها بوجود "مريض نفسي" في منتصف الثلاثينيات من العمر، بالقرب من محطة المورد على طريق الشفا، ويتردد على المحال التجارية هناك، ويضايق المارة وسالكي الطريق بشكل يومي، وهو حافي القدمَيْن، وبملابس ممزقة، وأن ذلك قد يُشكِّل خطراً على حياته، بخلاف الخوف الذي ينتاب المارة وأصحاب المحال الذين باتوا يلاحظونه، ويُسبِّب لهم قلقاً بوجوده. وكشف المواطنون عبر اتصالاتهم بممثل الجمعية أنهم أبلغوا الشرطة وبعض الجهات المعنية الأخرى، لكن لم يتجاوبوا مع الحالة باعتبار أن عملية الإمساك به لا بد أن تتم بحضور أحد من ذويه. وقد حضر ممثل الجمعية "عادل الثبيتي" اليوم بموقع الحالة، وشاهد المريض النفسي، واقترب منه، وقام بإركابه معه في سيارته بعد أن نسق مع غرفة عمليات الأمن، وطلب منهم المساعدة في مباشرة الحالة. وحضرت دورية أمنية، ورافقها هو بنفسه، إلى أن جرى تسليم المريض لمستشفى الصحة النفسية بعد الكشف عن وجود ملف خاص به لديه، وأن ذويه غير مهتمين به، ولم زوروه منذ فترة بعد أن تركوه في المستشفى وقت تنويمه مسبقاً. وقد تمت الاستعانة من قِبل ممثل الجمعية بأرقام هواتف ذويه المسجَّلة بملف المريض، وبادر بالاتصال عليها؛ فاكتشف أنها ملغاة؛ ما يعني احتمالية أن يكونوا وضعوا أرقاماً مغلوطة، وليست صحيحة. وقال "الثبيتي" إنه سيتابع عملية البحث عن ذويه حتى الوصول إليهم، بعد أن كشف عن عدم اهتمامهم له وتخليهم عنه؛ وذلك من أجل اجتيازه الوضع النفسي والصحي الذي يمر به. وأكد في تصريحه إلى "سبق" أن نجاحهم في إعادته للمستشفى وبقائه لديهم سيُسهم في الحفاظ عليه بدلاً من بقائه في الشارع بالوضع المؤسف الذي كان عليه. وثمَّن الثبيتي دور الجهات التي تعاونت معه، ومنها دوريات الأمن بالطائف، وعلى رأسها مديرها العقيد محمد بن عوض الثبيتي، وكذلك هيئة الهلال الأحمر؛ لتجاوبها بالحضور ونقل المريض، وصولاً إلى المدير المناوب بالمستشفى الذي تعامل مع الحالة واحتواها إلى أن جرى تنويمه. وكشف الثبيتي أن هذه الحالة ليست الأولى بل إن هناك حالات مماثلة لمرضى نفسيين آخرين يوجدون بالأماكن العامة، وقد يترددون على المحال التجارية وبعض المرافق العامة، وقد يُحدثون إيذاء بالمارة، في ظل تخلي أسرهم عنهم وعدم الاهتمام بهم. واختتم تصريحه بأنه سيتولى رفع تقرير متكامل عن الحالة لرئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور مفلح القحطاني؛ من أجل متابعتها وزيادة تقديم المساعدة لذلك المريض.