تناولت أعمدة الرأي بعض القضايا، فحذر كاتب من تحول أولياء الدم إلى أولياء لتجميع الأموال من أجل إمضاء العفو عن القاتل، بعد انتشار ظاهرة طلب مبالغ مالية ضخمة من أجل العفو، فيما يرى كاتب آخر أن الرياض ليست مدينة ذكية بعد، رغم كل ما بُذل فيها من مال وجهد. كاتب: المبالغة في طلب "الدية" يحول أولياء الدم إلى تجار يحذر الكاتب الصحفي تركي الدخيل في صحيفة "الوطن" من تحول أولياء الدم إلى أولياء لتجميع الأموال من أجل إمضاء العفو عن القاتل، بعد انتشار ظاهرة طلب مبالغ مالية ضخمة من أجل العفو، يقول الكاتب: "لا يشك عاقل بأهمية عتق الرقاب، وأن إنقاذ رقبةٍ كان القصاص سينفذ بها من أهم منافذ الخير ومناحي الإحسان والبذل. لكن ما يحدث اليوم خطير جداً، حيث تحول أولياء الدم إلى أولياء لتجميع الأموال من أجل إمضاء العفو عن القاتل.. كل يوم نسمع عن عشرات الملايين، تطلب من أجل الصفح عن القاتل من قبل أولياء الدم، ومع أن هذا مقرٌ شرعاً، إلا أن المبالغة بالأرقام الفلكية في سبيل العفو عن القاتل، أشبه ما تكون بتسعيرة للمقتول، يستفيد منها أولياء (المال)، المسمون بأولياء الدم!"، ويمضي الكاتب راصداً بعض ردود الأفعال على هذه الظاهرة فيقول: "أطلق أحد المتابعين في "تويتر" ضمن نقاش على هؤلاء، تجار الدم، كما قال عبدالرحمن الصومالي.. الشيخ عادل الكلباني، قال معلقاً على القضية: إن الشريعة أقرت العفو لوجه الله أو الدية المقررة شرعاً، أما الأرقام الخيالية، فانظر ماذا ترى! وكأنه يشير إلى عدم رضاه عن هذا التوجه الذي بات التكسب فيه بدم القتيل واضحاً لكل ذي لب"، ويضيف الكاتب: "قبل أيام كانت وزارة العدل تعقد مؤتمراً لمناقشة العقوبات البديلة، للسجن والتعزير، كأن يفرض القاضي على المحكوم عليه بدلا من السجن عملاً لصالح المجتمع، كتنظيف الشوارع، أو المساجد أو نحو ذلك.. أرى أن الوزارة جديرة بنقاش إشكالية توسع الناس في طلب المبالغ المليونية من أجل العفو عن القاتل من قبل أولياء الدم"، وينهي الكاتب بقوله " لا أريد أن أضيق من فرص إنقاذ حياة الناس، لكنني أخشى من التوسع في هذا الأمر، فيتحول من جهة إلى تجارة، ويحرض من جهة أخرى إحسان أهل الفضل والكرم والإحسان، ورجاء ما عند الله في عتق الرقاب، في تسهيل القتل عند الناس، والتقليل من خطره".
"المزيني" : الرياض ليست مدينة ذكية بعد يتساءل الكاتب الصحفي محمد المزيني في صحيفة "الحياة" هل الرياض مدينة ذكية؟ وفي محاولته للإجابة بشكل عملي يصف رحلته وسط الزحام للحاق بحلقة برنامج "صباح السعودية" المدعو إليها، ليصل بالكاد منهكاً، ويفاجأ بهذا السؤال، ويصف الكاتب الموقف بقوله: "في غضون دقائق ظهرنا على الهواء، وجسدي يفوح بالعرق وعروقي متورمة بضغط الدم ووجهي لم تبرحه تكشيرته فجاء سؤال المقدم: كيف ترى الرياض مدينة ذكية؟"، ويقول الكاتب: "فكرت ملياً بما يشبه العصف الذهني، كيف أجيبه على هذا السؤال الذي رشقني به أو بالأحرى صفعني به؟ والسؤال المضمر داخلي: أي مدينة يقصد؟ كأنه قال الرياض؟ لأني لم أفكر قط بأن الرياض مدينة ذكية. ولم يسقط في روعي أنها على مقربة من المدن الذكية"، ويمضي الكاتب: "الآن سأسألكم أنتم بصدق ما ذا تعني المدينة الذكية؟ أنا أفهمها على النحو الآتي: المدينة الذكية هي التي توفر خدماتها عبر كل وسائل الاتصالات الذكية كالإنترنت والمحمول. هل الجوازات تفعل؟ هل الأحوال المدنية تفعل، هل مكاتب الاستقدام تفعل؟ هل الخطوط السعودية المتعثرة في خدماتها الرئيسية تفعل؟ هل المحاكم تفعل؟ هل وزارة العمل تفعل؟ هل الغرفة التجارية تفعل؟ هل وزارة التجارة تفعل؟ هل حماية المستهلك تفعل؟ هل الأمن العام بمراكزه الأمنية (الشرط) يفعل؟ هل تخلصنا من الملف العلاقي الأخضر؟ هل قشعنا عبارة النظام لا يسمح من أفواهنا؟ فإذا كانت كل هذه الإدارات المعنية بالوطن والمواطن لا تفعل فأين المدينة الذكية؟ وأخيراً مدينة بحجم الرياض؛المدينة التاريخية العريقة، المدينة ذات التأثير السياسي العالمي، المدينة الاقتصادية العالمية، ليس فيها مواصلات بديلة، كيف يمكن لها أن تكون ذكية؟ ومع ذلك يزعج البعض جداً أن نعجب بمدينة قريبة منا ك "دبي"، قالوا لأنها مدينة صغيرة، ومدينة، حديثة ومدينة قائمة بذاتها اقتصادياً لا تقارن بالرياض، نقول: هذا صحيح وعذر مقبول، ولكن هل يقبل أن يستغرق مشروع الصرف الصحي زهاء 50 سنة؟ وهل يقبل أننا بلد نفطي غزير الوفرة بالغاز الطبيعي لا يزال يعتمد على اسطوانات الغاز الخطرة؟ طبعاً هذا لا نعذر فيه، لأن مدينة كالقاهرة التي يقطنها ما يقرب من 15 مليون نسمة مربوطة بشبكة غاز طبيعي، وبشبكة مواصلات كاملة"، وينهي الكاتب بقوله: "حالما تكتمل جميع هذه الخدمات ستكون الرياض بطرقاتها الحديثة والواسعة أعظم مدينة عالمية، فنحن نقدر كل الجهود التي استحقتها الرياض والبلايين التي نثرت على أرضها لتأخذ زينتها، وتتبرج في حللها القشيبة، فلم يبق على هذه الزينة سوى أن تعلن عن ذكائها".