روت أم محمد من حائل ل "سبق"، وهي تجهش بالبكاء حزناً عليه، قصة تبرُّع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز لهم. في البداية، تقول "أم محمد" "كنا نعاني ضائقةً ماليةً كبيرة قبل نحو عشر سنوات، فذهب ولدي للدراسة بالجامعة بالرياض، وفي بداية دراسته تعرّف إلى زملاءٍ له من الرياض، وبمعرفتهم حالتنا المادية الصعبة أشار إليه أحدهم بتقديم معروضٍ للأمير سلطان". وتضيف "أم محمد": "لا يعرف ابني كيف يتم تقديم المعروض، وفي أحد الأيام ذهب بعد صلاة الفجر لمكتب الأمير ظناً منه أن الأمير بعد صلاة الفجر موجود في مكتبه وعند الساعة7:30 صباحاً وصل الفقيد - رحمه الله - إلى مكتبه، ولم يتمكّن ابني من الدخول عليه وقتها." وتشير "أم محمد" إلى أن أحدهم تسلّم معروض ابني منه وأعلمه بالانتظار، مضيفةً "في الساعة العاشرة صباحاً، فتح سموه مكتبه لاستقبال المواطنين الموجودين، ودخل ابني المكتب، ولم يجد المعروض، فارتبك وطلب الخروج إلا أن أحد المواطنين نصحه بأن يكتب خطاباً عاجلاً". وهنا، يكمل عنها ولدها تفاصيل ما حدث "أخذت ورقة صغيرة كانت معي وكتبت خطاباً على وجه السرعة ولم يكن بالشكل المطلوب وسلّمتها سموه وأنا مرتبكٌ وسموه يهدئ من روعي, وشرحت له ظروفنا ولا أعلم بماذا تكلمت معه، وأنا على يقين أنه لن يفهم من ورقتي شيئاً بحكم رداءة خطي وارتباكي الشديد فيما توقعت بأنه سيرميها لعدم وضوحها." وينوّه ولد "أم محمد" "بعد أسبوعين اتصل مكتبه على الهاتف الذي وضعته بالورقة الصغيرة وكان هاتف إدارة الشقق التي نسكن بها لعدم امتلاكي جوّالاً وقتها طالباً مني بعض المستندات". تضيف "أم محمد" "بعد أسبوعين أيضا أوصلها ابني لمكتبه, وبها جميع مطالبنا". تقول "أم محمد" "بعد شهر تقريباً وبعد وصول ابني إلى القرية فوجئنا بوصوله على سيارة جيب بوكس فأخبرني أنها من سمو الأمير سلطان وبمعيته مبلغ 50 ألف ريال وقمت وقتها أدعو له وأنا أبكي، اشتريت بيت شعر جديداً وخيمة وبعض الأغنام وبقيت السيارة معنا حتى احتجنا إلى شراء سيارة داتسون لكي أجلب لأغنامي العلف والماء عليها فقمنا ببيع هدية سموه رغماً عنا." وتكمل "أم محمد" "بعد مضي سنة ونصف تلقى ابني اتصالا من مكتب سموه يستفسر به عن حالنا وما آلت إليه, تقول فوجئ ابني بالسؤال فلم يتمالك نفسه وقتها من البكاء متأثراً لما عُرف عن سموه من متابعته لأوضاعهم حتى بعد مرور سنة ونصف". وبيّنت "أم محمد" أن ولدها أخبر المتصل بما حصل وبعد شهر تلقى ولدها اتصالا من مكتب الفقيد "رحمه الله" يطلب منه مراجعة ديوان الأمير سلطان. وتتابع "أم محمد" "وبعد أن وصل ابني المكتب وجد أن سموه قد أمر له بسيارة جيمس أخرى ومبلغ 100 ألف ريال لشراء صهريج ماء لسقيا الأغنام والعائلة. في هذه الأثناء لم تتمالك "أم محمد" نفسها من البكاء حزناً على الفقيد "رحمه الله" طالبة من "سبق" إنهاء اللقاء, إلا أنها قالت سأجعل قيمة أغنامي التي سأبيعها خلال عيد الأضحى صدقة عن سموه "رحمه الله". وختمت "أم محمد" "لن نوفي سموه - رحمه الله - حقه بأي ثمن ندفعه ولا نملك إلا الدعاء لله بالمغفرة وإلى أعالي الجنان، ونعزي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، والنائب الثاني، وأمير الرياض، وأبناء الأمير سلطان - رحمه الله - وجميع الشعب السعودي بوفاته".