الرياض – أسمهان الغامدي تصوير – بندر بخش و عبدالله العجمي في منظر مهيب وصل جثمان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران – رحمه الله – إلى مستشفى القوات المسلحة بمدينة الرياض التابع لوزارة الدفاع والطيران عند الثامنة مساء أمس الأول في موكب مهيب من أصحاب السمو الأمراء ومن الأسرة المالكة ، وسط حضور شعبي جاءوا ليستقبلوا جثمانه – يرحمه الله – وألسنتهم تلهج له بالدعاء وطلب المغفرة. ساد المكان لحظة وصول الموكب وجوم الفاجعة وألم الفراق ودمعات تساقطت من الأطباء والطبيبات الذين عملوا تحت مظلته يرحمه الله ، وعامة الشعب والمراجعين والمرضى الذين تركوا فراش المرض ليستقبلوه بأحر التعازي وصادق الدعوات بأن يغفر الله لصاحب الأيادي البيضاء. طالبات الامتياز: « بحوثنا تمثله ولروحه سنهديها» « الرياض» تواجدت أمام ثلاجة الموتى في المستشفى العسكري المقابلة لمركز الأمير سلطان لأمراض القلب لترصد الحدث وتنقل تلك المشاعر العظيمة والعفوية الصادرة من المتواجدين من النساء والأطفال والمسنين. من خلال الحركة المستمرة لرجال الأمن تواجد عدد من طالبات الامتياز المتدربات في مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز لأبحاث القلب وقد عبرن عن خالص ألمهن لفقيد الأمتين العربية والإسلامية ، وقالت إحدى الطالبات : خبر وفاته صدمة وخاصة أن نطبق ما تعلمناه تحت مظلته ورعايته ، لا نستطيع أن نكمل بحوثنا ودراستنا ، وبالأخص أن يومنا في المركز دراسي يختلف عن بقية الموظفات ، أشعر بأن أنفاسي تختنق وأنا أعلم أنه بجوار المركز جسد بلا روح ،، لم تكمل الطالبة حديثها حيث كان البكاء سيد الموقف . وتابعت زميلتها الحديث مؤكدة أنها لا تستطيع إكمال أبحاث تمثل « سلطان الخير» الذي وفر لهن كطالبات متدربات تحت مظلته كل ما يلزمهن للمساهمة في خدمة هذا البلد ،خاتمة حديثها بالدعوات له بالمغفرة والرحمة وأن يصبر الله قلوب كل من عرفه ولمس حنانه. المواطنون بانتظار وصول جثمان الفقيد ووقت وصول الموكب تجمعت النساء والأطفال والمرضى أمام مبنى الإدارة المقابل لمركز الأمير سلطان لأمراض القلب ، فشدني صوت بكاء – أم تركي - التي كانت تلهج بالدعاء والاستغفار لفقيد الأمة في منظر يتقطع له نياط القلوب لم تستطع حتى أن تتحدث من شدة بكائها ، ربت على كتفيها واتجهت إلى الخالة – أم محمد - التي جاءت خصيصا لتقف في استقباله لدى وصوله إلى المستشفى العسكري ، وكانت تردد : (الله يجعله بجنات الفردوس ، ويصبر قلب أبونا عبدالله على فراق حبيبه وعضيده ) ، واصفة شدة حزنها بالأم المكلومة . وكان لطالبات المدارس نصيب في الحضور وقد وصفن هذا اليوم باليوم العصيب الذي يمر على المملكة في فقدانها بسمتها المشعة التي كانت تنير كل مسكين ويتيم ومحتاج ، وكل أرملة ومطلقة ، تقول الطالبتان دلال ومنال مجرشي : ( اليوم هذا من أسوأ أيام حياتي وفضلت أحضر للمستشفى عشان أدعيله لعل الله يغفر له بدعوات محبيه ) وكانت خلف تلك الحشود امرأة تركت ابنتها في العناية المركزة الخاصة بمركز الأمير سلطان لأمراض القلب ، تبكي حرقة على فراق من احتضن ابنتيها في مركزه رغم أنهما لا ينتميان لوزارة الدفاع والطيران ، رافعة أكف التضرع داعية له بألم وحزن عميق ( الله يرحمه ويغفر له ويسكنه جنات النعيم ، الله يرحمه ويعفو عنه ويحلله ويبيحه ) وبهذا يبيت أمير الخير والعطاء قرير العين وسط أهله وبلده ومحبيه الذين لا زالوا يرددون الدعوات الصادقة الخالصة له ومن خلف نوافذ غرف المرضى التي كانت ترقبه – يرحمه الله - ، راجين من الله أن يرحمه ويغفر له بعدد من حضر وبكى لفراقه ، ( رحمك الله أبا خالد ) .