طالبت الدكتورة حنان الغامدي نائبة رئيس الجمعية السعودية الخيرية لتنشيط التبرع بالأعضاء "إيثار" بالمنطقة الشرقية بإلزام الحاصلين على رخص القيادة في المملكة بالتوقيع على إقرار في رخصة القيادة يفيد تبرعه بالأعضاء في حال موافقته على التبرع؛ لكي يسهل الوصول للمتبرع خصوصاً أن المملكة تشهد عدداً كبيراً من الحوادث المرورية. وقالت إن هذا بلا شك سيوفر للمرضى أعضاء ويقلل من نسب تكاليف العلاج الباهظة التي تنفقها الدولة على كل مريض، وأيضاً سيحفز المتبرعين ويقطع الطريق على المتاجرين بالأعضاء بعد الاتفاقية الدولية التي وقعت أخيراً وحرمت المتاجرة بالأعضاء. جاء ذلك خلال "اليوم التوعوي لتنشيط التبرع بالأعضاء" الذي استضافته جامعة الدمام أمس تحت رعاية مدير جامعة الدمام الدكتور عبدالله الربيش، وبحضور رئيس مجلس إدارة الجمعية عبدالعزيز بن علي التركي والمدير التنفيذي للجمعية العالمية لزراعة الأعضاء الدكتور فؤاد بيضون، بالإضافة إلى عدد من المهتمين والمتخصصين في هذا المجال، بقاعة المحاضرات بالمركز الترفيهي بمستشفى الملك فهد التعليمي بالخبر. وقال إن إحصائيات المركز السعودي لزراعة الأعضاء تشير إلى أن نسبة الأعضاء المستأصلة من متوفين دماغياً لم تتجاوز ال105 حالات في السنوات الخمس الماضية، أى بواقع 3 حالات لكل مليون نسمة، مقارنة ب36 حالة لكل مليون في إسبانيا على سبيل المثال، أي أن المملكة تحتل مرتبة متأخرة على المستوى العالمي. وقالت الدكتورة حنان إن زراعة الأعضاء هي العلاج الوحيد للفشل العضوي مثل الفشل الكلوي، مشيرة إلى أن مصاب الفشل العضوي يفقد القدرة على ممارسة حياة طبيعية، ويعتمد بشكل كبير على وجوده في المستشفى بصورة كلية أو متقطعة، بالإضافة للآثار السلبية الأخرى التي تشكل خطراً على حياة الإنسان. وأضافت أن هناك قوائم انتظار طويلة وفقاً لإحصائيات مركز زراعة الأعضاء السعودي. وقالت إن نسبة وفيات الفشل الكلوي في المملكة سنوياً تبلغ 13%، فيما بلغت الحالات الجديدة للمصابين بالفشل الكلوي في المملكة أكثر من (3366 ) حالة، ولا تزال ( 1745) حالة على قوائم الانتظار. وأضافت أنه تم إجراء (505) عمليات زراعة كلى منها (313) حالة من متبرع حي قريب و(36) حالة من متبرع حي غير قريب و(156) حالة من متبرع ميت دماغياً.
وأوضحت أن نسبة المتبرعين بالمنطقة الشرقية تصاعدت بشكل ملحوظ في الفترة الماضية، بعد إنشاء جمعية "إيثار" التي ساهمت في تنشيط هذه العملية وتوعية الأشخاص. وأشارت الدكتور حنان إلى أن الهدف من إنشاء الجمعية هو عمل توازن ما بين المتاح والمطلوب من خلال توعية وتثقيف المجتمع والتعاون ما بين مراكز زراعة الأعضاء, ووحدات العناية المركزة والهيئات العلمية كجامعة الدمام، وأيضاً بهدف الحد من لجوء المواطنين إلى المتاجرين بالأعضاء خارج البلد، فهم يتعرضون لابتزاز شديد والتعامل مع جهات غير مصرحة وإجرامية تعمل في ظروف سيئة وخطرة ونتائجها قاتلة.
وعن تكلفة علاج المرضى قالت إن جلسة الغسيل الدموي أو البريتوني لمريض الفشل الكلوي النهائي تبلغ (70 ) ألف ريال سنوياً، بالإضافة إلى تكلفة متابعة حالة المريض والأدوية المصروفة له سنوياً بمبلغ (50) ألف ريال، فيما تقدر التكلفة الإجمالية لذلك بنحو 1,1 مليار ريال. وقالت إنه في الولاياتالمتحدةالأمريكية على سبيل المثال تقدر التكلفة العلاجية لمرضى الفشل الكلوي النهائي بنحو 25 مليار دولار سنوياً، وهي تشكل 6٪ من مدفوعات الرعاية في أمريكا. وكشفت الدكتورة حنان أن الجمعية سترعى المؤتمر العالمي الأول للتعريف بطرق العناية المركزة الحديثة للمتوفين دماغياً، والذي سيقام بفندق شراتون الدمام بتاريخ 25 إبريل 2012. من جهته أفاد رئيس مجلس إدارة الجمعية الأستاذ عبدالعزيز التركي أن الجمعية تعمل على توثيق الشراكة مع مختلف المستشفيات؛ للعمل على زيادة الوعي بين المرضى وأسرهم، إضافة إلى التعاون مع مراكز الأحياء والجامعات بهدف إيجاد بيئة مستقبلية إيجابية تساعد على تنشيط التبرع بالأعضاء، مشيراً إلى أن أنشطة وأعمال الجمعية سيكون لها حضورها المستمر لتحقيق الأهداف المرجوة على مستوى المنطقة الشرقية.