تشغل قضية العلاج المجاني للمواطنين كتاب الصحافة في المملكة، فيكشف كاتب أن هناك لجنة وزارية تدرس موضوع التأمين الصحي العام وإن شاء الله ستتخذ قراراً بتطبيقه، مطالباً بأن يكون ذلك مجانياً. وعن آخر توابع زلزال المؤامرة الإيرانية لاغتيال السفير السعودي عادل الجبير، يؤكد كاتب أن ما أعلنته أمريكا، ليس خبراً، بل أدلة دامغة ووثائق. كاتب سعودي: التأمين الصحي العام لكل المواطنين بدءاً من العام القادم يبشر الكاتب الصحفي رضا محمد لاري في صحيفة "المدينة" بأن الدولة ستفرض التأمين الصحي العام لكل المواطنين بدءاً من العام القادم، مطالباً بتقديم هذه الخدمة بالمجان، من خلال إلزام المستشفيات والعيادات الخاصة بتقديم العلاج والدواء بالمجان، على أن يحصلوا على أتعابهم من خلال نظام تضعه الدولة. ففي مقاله "التأمين الصحي العام" يقول الكاتب: "تلقيت العديد من الاتصالات تطلب مني أن أناقش موضوع التأمين الصحي العام لكل المواطنين ليحصل كل مواطن على الرعاية الصحية بالمجان بما في ذلك العلاج والدواء وهو مسلك تنتهجه كل دول العالم بصور مختلفة". ويضيف الكاتب: "لا نبعد عن الحقيقة كثيراً لو قلنا إن وطننا كان سباقاً في هذا التصرف حيث وفر منذ قيام الدولة المملكة العربية السعودية العلاج والدواء بالمجان، وكانت الصحية تتولى تقديم هذه العناية الصحية لكل مواطن منذ تأسيس الدولة على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله، الذي أمر بأن يكون العلاج والدواء في هذا الوطن بالمجان، واستمر الوضع على هذا الحال جيلاً من بعد جيل والناس جميعاً يتمتعون بالعلاج والدواء مجاناً، ولم يقتصر ذلك على المواطنين وحدهم وإنما شمل المقيمين في بلادنا". ويمضي الكاتب في عرضه لتاريخ التأمين الصحي بالمملكة قائلاً: "تطور الحياة جعل في بلادنا شركات كبرى يعمل بها العديد من الموظفين تلزم الدولة هذه الشركات التأمين للعلاج والدواء للعاملين بها، سواء كانوا من المواطنين أو كانوا من المقيمين في بلادنا، وجلهم من الشباب الذين يتمتعون ولله الحمد بصحة وعافية وحاجتهم إلى العلاج تأتي في حالات طارئة.. ولا تقبل شركات التأمين الصحي أن تؤمن على المسنين على اعتبار أن تقدم أعمارهم بتخطيهم سن الستين عاماً يجعلهم عرضة أكثر إلى المرض". ويضع الكاتب اقتراحه قائلاً: "هذه المعادلة الصعبة تحتاج تدخل الدولة وتفرض التأمين الصحي العام بالمجان لكل المواطنين، ويتم ذلك من خلال إلزام المستشفيات الخاصة في أرض الوطن بتقديم العلاج والدواء بالمجان، وكذلك العيادات الطبية الخاصة على أن يحصلوا على أتعابهم من خلال نظام تضعه الدولة يتم من خلاله صرف مستحقاتهم مقابل ما قدموا من علاج وما صرفوا من دواء، أمام الدولة تجارب واسعة مطبقة في الدول الأوروبية والولاياتالمتحدةالأمريكية تستطيع أن تأخذ منها أو تحور تطبيقها بما يتفق مع نظرتنا إلى العلاج والدواء المجاني". وينهي الكاتب ببشرى للمواطنين حين يقول: "علمت أن هناك لجنة وزارية تدرس موضوع التأمين الصحي العام وإن شاء الله ستتخذ قراراً بتطبيقه بصورة تخدم كل المواطنين في الوطن الفقراء مع الأغنياء".
"الدخيل": ما أعلنته أمريكا عن المؤامرة الإيرانية ليس خبراً بل أدلة دامغة ووثائق يؤكد الكاتب الصحفي تركي الدخيل في صحيفة "الوطن" أن ما أعلنته الولاياتالمتحدة عن محاولة إيران لاغتيال السفير السعودي عادل الجبير، ليس خبراً، بل أدلة دامغة ووثائق، مطالباً المشككين بأن يعودوا إلى المنطق ليعرفوا الفرق بين الولاياتالمتحدةوإيران، متسائلاً: هل طهران طهرانية؟ ويقول الكاتب: "الخبر شيء، والوثيقة شيء آخر. الأدلة الدامغة التي تحدثت عنها الولاياتالمتحدة في محاولة إيران لاغتيال السفير السعودي عادل الجبير لا تعبر عن مزحة، ولا عن فبركة. هي أدلة تتعلق بسيادة الولاياتالمتحدة وتهدف إلى الحفاظ على الكيان الدبلوماسي العالمي. لأن الدخول في اغتيال السفراء يدخل العالم في دوّامة من الفوضى. لأن السفارات هي القلاع المقدسة دولياً ونظامياً، والسفير لا يمس حتى في الحروب الكبرى. هذه هي الأخلاقيات البشرية التي تواطأ الناس عليها، واستحسنوها، غير أن إيران لم يرق لها هذا فأرادت اغتيال السفير السعودي وتفجير السفارات حسب الأدلة الأميركية". ويضيف الكاتب: "أميركا لا تمزح حين توجه الاتهامات إلى أمريكي، لأن الولاياتالمتحدة ليست مثل الأنظمة العسكرية التي تستخدم أجساد الشعوب دروعاً بشرية، في استرخاصٍ لأرواحهم واستهتار بالنفوس والذوات، بل إن أمريكا حين تتهم أمريكياً فإنها تعلم جيداً أن أدلتها دامغة. المشكلة أن البعض يشكك حين تكون الأدلة واضحة ودامغة، ويصدّق حين تكون الكذبة كبرى. بعض المؤدلجين من المسيّسين في السعودية وخارجها لم ترق لهم هذه الخطوة الأمنية الأمريكية الفذة، فراحوا يسخرون، وسبب كل السخرية في المخيال الذي ينطلقون منه، لأنهم يظنون النظام الأمريكي مثل نظام الأسد، أو القذافي!". ثم يخاطب الكاتب المشككين مباشرة ويقول: "تيارات الإخوان وسواها من الإسلام المسيّس لم تستطع استيعاب وحشية إيران. يشعرون أن إيران منزهة عن كل اتهام، لا أدري هل نسوا ما جرى في الحج في الثمانينات؟ وهل نسوا تفجير الخبر؟ والعمليات في العراق؟ وهل نسوا اغتيال السفير السعودي في كراتشي على أيدي أناس موالين لإيران؟ لكن التشكيك يأتي في غير موضعه، كما أنهم يصدقون أي خبرٍ عن السعودية مهما كان كاذباً أو مفترى. وما أظن أن هذا التشكيك يعبر عن منطق، لأن أمريكا ستطرح أدلتها، والفبركة التي يجيدها النظامان السوري والإيراني ليست لغةً أميركية، لأن أمريكا يمكنها أن تضر إيران بأقل من كل هذا التعب من أجل إخماد جذوات القتل والاغتيال". وينهي الكاتب بقوله: "لتكن الرؤية للأحداث أكثر شمولاً، ولنتحرر من المرجعيات الإقليمية، سواء كانت التيارات إخوانية أم غير إخوانية، أن يعود الناس إلى المنطق ويعلموا أن إيران قانونياً ونظامياً وسياسياً من العالم النامي، وأن أمريكا هي سيدة في القانون والتشريعات والنظم، حين نعلم هذه البدهية ندرك أن التحريض على إنكار مثل هذا الحدث فقط لأجل الإنكار يعبر عن أزمة في التصور".