تواصلت أمس الأربعاء فعاليات "ظاهرة التكفير: الأسباب - الآثار- العلاج" حيث عقدت الجلسة العاشرة للمؤتمر برئاسة عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالوهاب بن إبراهيم أبو سليمان، فيما قرر الجلسة الدكتور محمود بن عبدالرحمن قدح، حيث تناولت المحور السادس للمؤتمر: "الآثار الأمنية والاجتماعية والاقتصادية لظاهرة التكفير". وأوضح الباحثان الأستاذ الدكتور أشرف محمد هاشم والدكتور سيوطي بن عبدالمناس من ماليزيا في بحثهما الذي قدماه "قضايا التكفير وآثارها المترتبة على التطورات السياسية والاجتماعية في مجتمع المالايو" بيان معنى كلمة "التكفير" مبينان أنها أمر مرتبط بالفتنة التي نشأت في داخل المجتمع الإسلامي، واقترحا على المسلم الماليزي أن يتبع نهجاً معتدلاً مبنياً على الوسطية سيراً على النهج الذي اعتمده بعض مشاهير العلماء للحفاظ على الوحدة الإسلامية. وتناول الدكتور ياسر عبد الكريم الحوراني من الأردن، في بحثه الذي قدمه "الاقتصاد والاعتقاد: دراسة في التكفير وآثاره الاقتصادية" ظاهرة التكفير، لافتاً إلى أنها تكشف عن وجود فجوة كبيرة في المجتمع، منها مستوى التفاعل الاجتماعي ما ينتج عنه تصدع في علاقات المجتمع وتفككها عبر مخرجات وآثار جسيمة، منها الآثار الاقتصادية. كما يؤثر التكفير في أسواق معاصرة، مثل أسواق المال والأسواق الرقمية، حيث يهدف البحث إلى كشف حجم الفاقد الاقتصادي جراء التكفير، ممثلاً هذا الفاقد بالموارد البشرية والقطاعات الاقتصادية الحيوية. وخلصت الدكتورة أسماء بنت سليمان السويلم من السعودية، في دراستها "آثار ظاهرة التكفير" إلى أن للتكفير آثاراً سيئة ظاهرة تتسع لتشمل الفرد, والمجتمع , والدولة، وأن تفشي بدعة التكفير في الأمة الإسلامية سبب لإعراض بعض المسلمين عن دينهم وفقدانهم الثقة فيه. وقالت السويلم: "بدعة التكفير بغير حق تعدٍّ سافر على مسلَّمات الدين وثوابته وصد عن دين الله، وهي تؤثر على أداء شعائر الدين جماعة، وبسببها تستحل الدماء المعصومة". وأشار الدكتور عبدالحميد محمد علي زرؤم من إريتريا في بحثه "التكفير وآثاره في أمن الفرد والمجتمع" إلى خطورة التكفير ودوره في زعزعة الاستقرار وانعدام الأمن والسلام في المجتمعات. وتحدثت الدكتورة فريدة بلفراق أستاذة محاضرة بكلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة باتنة من الجزائر، في بحثها "الانعكاسات الأمنية لظاهرة التكفير في المجتمعات الإسلامية" عن الجزائر نموذجاً لظاهرة التكفير التي نخرت جسد الأمة الإسلامية قائلة: أدى انتشار الفكر التكفيري في المجتمعات إلى تسريب أفكار غاية في الغرابة و الغلو. وطرحت الباحثة بعض التساؤلات عن لمواجهة هذه الظاهرة، ثم أجابت عنها من خلال بحثها بأسلوب علمي رصين. ونوه الباحث الأستاذ مختار حسين شبيلي من الجزائر، في بحثه "الآثار الأمنية لظاهرة التكفير ومواجهتها عالمياً" عن الآثار الأمنية للنشاط التكفيري كالدعاية الهدامة والتأثير على الشباب. ثم تحدث عن الآثار الأمنية للنشاط التكفيري على المستوى الدولي كالمس بالسّلم العالمي، والتأثير على العلاقات الدولية. وختم الشبيلي بحثه بسبل مواجهة الأنشطة التكفيرية، والأعمال الوقائية، والتعاون الدولي لمواجهة الإرهاب، ذاكراً أهم المبادئ الكبرى لقواعد التعاون في مواجهة الإرهاب. وفي نهاية الجلسة دارت الحوارات والنقاشات حول المواضيع المطروحة خلالها.