اختتمت مساء أمس في المدينةالمنورة فعاليات المؤتمر الدولي لعلاج ظاهرة التكفير بحضور عدد من الشخصيات العالمية. وأجمع الحضور على أن الفراغ الروحي عند الشباب قادهم إلى فتنة تكفير الآخر، وجددوا مطالبتهم بترجمة البحوث المشاركة بعدة لغات لتعم الفائدة. وكانت الجلسة العاشرة عقدت برئاسة الدكتور عبدالوهاب بن إبراهيم أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء وتناولت المحور السادس للمؤتمر الذي يتضمن "الآثار الأمنية والاجتماعية والاقتصادية لظاهرة التكفير". وحاول الباحثان الدكتور أشرف محمد هاشم، والدكتور سيوطي بن عبدالمناس من ماليزيا في بحثهما بعنوان "قضايا التكفير وآثارها المترتبة على التطورات السياسية والاجتماعية في مجتمع المالايو" بيان معنى كلمة "التكفير"، وكيف أن التكفير أمر مرتبط بالفتنة التي نشأت في داخل المجتمع الإسلامي. وتناول الدكتور ياسر عبدالكريم الحوراني من الأردن في بحثه الذي قدمه بعنوان "الاقتصاد والاعتقاد: دراسة في التكفير وآثاره الاقتصادية"، ظاهرة التكفير وكيف كشفت عن وجود فجوة كبيرة في المجتمع من حيث مستوى التفاعل الاجتماعي، فضلا عن الآثار الاقتصادية. وقدمت الدكتورة أسماء بنت سليمان السويلم من السعودية دراسة بعنوان "آثار ظاهرة التكفير"، خلصت من خلالها إلى أن للتكفير آثاراً سيئة ظاهرة تتسع لتشمل الفرد, والمجتمع, والدولة. كما أوضح الدكتور عبدالحميد محمد علي زرؤم من إريتريا في بحثه بعنوان (التكفير وآثاره في أمن الفرد والمجتمع)، خطورة التكفير ودوره في زعزعة الاستقرار وانعدام الأمن والسلام في المجتمعات. كما تناولت الدكتورة فريدة بلفراق أستاذة محاضرة بكلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة باتنة من الجزائر في بحثها بعنوان "الانعكاسات الأمنية لظاهرة التكفير في المجتمعات الإسلامية"، الجزائر نموذجا لظاهرة التكفير التي نخرت جسد الأمة الإسلامية. وتناولت الجلسة الحادية عشرة للمؤتمر برئاسة الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، المحور السابع للمؤتمر "أثر التكفير في مستقبل الإسلام". كما تناولت الجلسة الثانية عشرة للمؤتمر التي ترأسها الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي، المحور الثامن للمؤتمر "مسؤولية مؤسسات المجتمع في علاج ظاهرة التكفير". وركزت الجلستان على أثر التكفير في مستقبل الإسلام، والدعوة إلى أهمية وضع ضوابط صارمة للتكفير والالتزام بها وأخذ أشد أشكال الحيطة قبل الإقدام على إصدار حكم تكفير مسلم وارتداده. كما تناولت الجلستان أثر التكفير في مستقبل الإسلام، وأثر الغلو في التكفير على المجتمعات الإسلامية، وأهم السيناريوهات المحتملة لمستقبل ظاهرة التكفير والنتائج التي قد تؤدي إليها، ومسؤولية مؤسّسات التنشئة الاجتماعية تجاه الفرد والمجتمع، ودعوة وسائل الإعلام الإسلامية والقنوات الفضائية في التوعية بعدم شرعية الأفكار التكفيرية، وجهود المؤسسات الشرعية السعودية في علاج ظاهرة التكفير انطلاقا من مكانة المؤسسات الشرعية بالمملكة، ومسؤولية المؤسسات الدعوية في علاج ظاهرة التكفير. وشهدت الجلسة الثالثة عشرة للمؤتمر جدلا ونقاشا واسعا بين ضيوف المؤتمر والمشاركين تمثل في الإسراف في عبارة سد الذرائع والمطالبة بفتح بعض الذرائع والحاجة الملحة لتأصيل الدعوة ودور المؤسسات في التوعية والتحذير من مواقع التكفير الإلكترونية التي يزيد عددها عن 17 ألف موقع وانتهت بتجديد مطالبتهم بترجمة البحوث المقدمة في جلسات المؤتمر بعدة لغات حتى تعم الفائدة للجميع. وتناولت الجلسة الثالثة عشرة للمؤتمر برئاسة الدكتور يوسف العثيمين وزير الشؤون الاجتماعية، تتمة المحور الثامن للمؤتمر "مسؤولية مؤسسات المجتمع في علاج ظاهرة التكفير"، وركزت على مسؤولية المؤسسات الدعوية في علاج التكفير، ومسؤولية المؤسسات الدّعويّة في تقويم ظاهرة التكفير, وتصحيح المسار، وأثر المناهج الدينية في القضاء على التكفير، ودرجة الوعي بظاهرة التكفير من وجهة تربوية ودراسة مفهوم الإصلاح في المؤسسات التعليمية والتربوية باعتبار أن المناهج التعليمية من بين السبل المناسبة لتحصين الأمن الفكري من مشكلة التطرف، والاستراتيجيات التربوية التعليمية في علاج ظاهرة التكفير، وأهمية دور المعلمين في التربية والتوجيه، ودور مناهج التربية الإسلامية في تأسيس العقلية الفردية المبنية على الارتباط بكتاب الله وسنة نبيه.